الشعب الجزائري يبحث عن بوتفليقة! - الجزائر

الشعب الجزائري يبحث عن بوتفليقة!

سافر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى جنيف في 24 فيفري الماضي، من أجل إقامة قصيرة لإجراء فحوصات طبية دورية، حسب بيان للرئاسة، وجرت العادة أن لا تتعدى الإقامة القصيرة للرئيس أربعة أيام. ومرّ على غيابه إلى اليوم أكثر من أسبوعين، ولا يدري الجزائريون أين رئيسهم بالضبط، هل هو في سويسرا أم غادرها؟ وكيف هي حالته الصحية بدقة؟ ولم تصدر الرئاسة أي بيان يوضح مكان الرئيس في ظل الأنباء التي تتحدث عن نقله إلى دولة أخرى. لقد بدأ الجزائريون يسألون عن مصير رئيسهم منذ أن وصلهم خبر من محيط بوتفليقة، يفيد بإيداع مدير حملته الانتخابية، عبد الغني زعلان، ملف ترشحه نيابة عنه، رغم أن هذا الإجراء يعد خرقا للقانون (المادة 28 من النظام الداخلي للمجلس الدستوري)، رغم نفي المجلس الدستوري “إلزامية تقديم المترشح للملف بنفسه”. ولم يظهر إلى حد الآن أي أثر للرئيس بوتفليقة، الذي خرج ملايين الجزائريين إلى الشارع في ثلاث جمعات، متظاهرين ضد ترشحه لولاية رئاسية خامسة، سوى ما كشف عنه مدير حملته الانتخابية في حوار مع “الخبر”، الخميس الماضي، بالقول إن “رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كما جاء في بيان الرئاسة، في جنيف من أجل فحوصات طبية دورية، وهو بصدد استكمالها، وأؤكد لكم ولكل المواطنين أن وضعه الصحي لا يدعو لأي قلق. للتذكير ففي كل مرة يجري فيها الرئيس فحوصات دورية يعلم الشعب الجزائري عن ذلك، وحتى في رسالة ترشحه لم يخف حالته البدنية التي بطبيعة الحال لم تعد كما كانت عليه سابقا، غير أنني أؤكد مرة أخرى أن الأنباء التي تتحدث عنها لا أساس لها من الصحة على الإطلاق”. وجاء هذا النفي من طرف زعلان في ظل ما كانت تنقله وسائل إعلام سويسرية وأخرى دولية، نقلا عن مصادر خاصة ومراسليها، تفيد بأن “حالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حرجة جدا، وكان من المقرر أن يخضع بوتفليقة لعملية جراحية لكن وضعه الصحي لم يسمح بذلك”. وفي ظل تواتر الأنباء بين الحقيقة والإشاعة، استطاع صحفي يعمل في قناة فرنسية، منذ حوالي خمسة أيام، من دخول مستشفى جنيف، حيث يتواجد الرئيس بوتفليقة، وبلغ الصحفي الطابق الثامن الذي يرقد بوتفليقة في إحدى غرفه. والتقى الصحفي بمحض الصدفة شقيق الرئيس، ناصر بوتفليقة، في الرواق ولحقه لأجل أخذ تصريح منه، لكن ناصر تجاهله، حسب الصحفي. فيما رفض أيضا الطاقم الطبي الخاص بالمستشفى السويسري، الرد على تساؤلات القناة الفرنسية، حول طبيعة وضع الحالة الصحية لبوتفليقة. وقد حاولت قنوات عالمية كثيرة الدخول إلى المستشفى لكنها فشلت في ذلك، بعدما تم تشديد الحراسة عليه، خصوصا الطابق الثامن، غير أن الأنباء التي تشير إلى تدهور كبير لصحة بوتفليقة لم تتوقف، رغم نفي زعلان لهذه الأنباء، والأكيد أن هذا الأخير حصل على هذه المعلومات من أحد شقيقي الرئيس، سواء السعيد أو ناصر. وقد ساهم نفي زعلان في “تهدئة” الأوضاع، في ظل تناقله عبر القنوات والمواقع الإعلامية الدولية. ومع اشتداد الإشاعة عن احتمال مغادرة بوتفليقة للمستشفى في جنيف، تكفل جزائريون بمهمة التأكد بوجود بوتفليقة في المشفى عن طريق الاتصالات الكثيفة بالهاتف، بل تنقل كثير من أفراد الجالية الجزائرية والدول القريبة منها إلى المستشفى للحصول على معلومات، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل. ومن هنا، بدأت تدور أنباء على أن بوتفليقة نقل من جنيف نحو فرنسا، وجهات تقول نحو الولايات المتحدة، وأخرى تشير إلى نقله إلى إسبانيا، ومع كل هذا لم تنف الرئاسة هذه الأنباء عبر بيان رسمي ينقل حقيقة مكان الرئيس ووضعه الصحي. ويلاحظ أن الرئاسة أشارت في البيان الأول بتاريخ 24 فيفري الماضي، إلى “إقامة قصيرة” لأجل إجراء بوتفليقة فحوصات طبية، وجرت العادة أن تكون هذه المدة لا تتجاوز الأسبوع، مثلما حدث في آخر رحلة “فحص طبي” أجراها بوتفليقة بتاريخ 27 أوت 2018 أيضا في جنيف وعاد منها إلى الجزائر بتاريخ 1 سبتمبر 2018، واللاّفـت أن هذه “الإقامة” في تلك الفترة رافقها جدل كبير عن عدم عودة بوتفليقة إلى الجزائر، بل انتشرت إشاعة وفاته. وهذا ما حدث الآن عبر ترديد الجزائريين لسؤال بشكل كبير: “أين بوتفليقة؟”، بل هنالك من رفع لافتات في مسيرة الجمعة (أول أمس) تحوي نفس السؤال ومنها على سبيل المثال: “ألو مستشفى جنيف، أعطونا الرئيس لدينا انتخابات مهمة في الجزائر”.

اقرأ المزيد