الإسلاميون يحسمون موقفهم من الرئاسيات في الساعات القادمة - الجزائر

الإسلاميون يحسمون موقفهم من الرئاسيات في الساعات القادمة

ينتظر أن تفصل حركة مجتمع السلم وجبهة العدالة والتنمية غدا السبت في موقفهما من الإنتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر المقبل.

ويعقد الحزبين المحسوبان على التيار الإسلامي دورتي مجلس الشورى لحسم الموقف من الإستحقاق الرئاسي الذي يأتي في مرحلة مفصلية اثر رحيل رئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة عن الحكم يوم 2 أفريل وفشل إجراء استحقاقين انتخابيين في 18 أفريل و4 جويلية على التوالي.

ويشهد مقر حمس  في المرادية السبت يوما ساخنا نتيجة غموض موقف الحزب من الإستحقاق الرئاسي الذي يعد إمتحانا كبيرا للتشكيلة التي شاركت بمرشح مرة واحدة منذ تأسيسها في رئاسيات 1995، ورغم المشاورات التي قامت بها الحركة في الولايات إلا أن موقف حمس مازال يكتنفه الغموض في ظل بروز توجهين الأول يميل إلى إبقاء  باب المشاركة مفتوح ا وإعطاء المكتب الوطني وقتا من أجل البحث عن مرشح توافقي والثاني يدعم إعلان تزكية رئيس الحزب عبد الرزاق مقري  مرشحا عن حمس في حين تظهر الأصوات التي تدعو لتكرار تجربة مقاطعة رئاسيات 2014 خافتة.

ورافع مقري في مقال نشره قبل أسبوع من انعقاد مجلس الشورى لصالح خيار التوفق مؤكدا امكانية تحقيقه قبل الانتخابات الرئاسية لأنه سيعرض على الشعب من خلال الانتخابات التي تتجسد فيها الإرادة الشعبية، أو بعد الانتخابات الرئاسية إذا كانت حرة ونزيهة أو قبل أو بعد انتخابات تشريعية مسبقة إذا كانت حرة ونزيهة على حد تعبيره.

وفي بابا حسن غرب العاصمة سيجتمع مجلس شورى جبهة العدالة والتنمية التي يترأسها عبد الله جاب الله لإتخاذ موقف نهائي من الإنتخابات الرئاسية، ويبدو جاب الله أقرب إلى المقاطعة في خطاباته وتصريحاته الإعلامية، خصوصا تمسكه بوثيقة عين بنيان التي توجت إجتماع المعارضة يوم 6 جويلية الماضي ودعت لرحيل حكومة نور الدين بدوي، بينما يستبعد أن يقدم الشيخ على تجربة دخول الإنتخابات لارئاسية التي جربها مرتين سنة 1999و2004.

وبدأ في الآونة الأخيرة يتبلور موقف داخل مجلس شورى  العدالة والتنمية لتفادي الإعلان المبكر عن المقاطعة والإكتفاء بالدعوة للتوافق على شخصية سياسية والتمسك بدعم الحراك الشعبي كحل وسط في إنتظار ظهور مستجدات في فترة 4 أسابيع تفصل مجلس الشورى عن آخر الآجال على إيداع ملفات الترشح.

بالمقابل تدخل في حسابات الرجلين وخصوصا مقري إعلان رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة المحسوب بدوره على الإسلاميين دخول السباق الرئاسي مبكرا، اذ تدرك حمس أن موقعها في اللعبة السياسية أصبح محل تهديد خصوصا بعد وصول سليمان شنين وهو قيادي في حركة البناء لرئاسة المجلس الشعبي الوطني، وبالتالي فإنه قرار دخول الحركة للإنتخابات في حال اتخاذه سيكون  للتنافس مع بن قرينة أكثر منه التنافس على كرسي الرئاسة.

وتجدر الإشارة أن عدد الراغبين في الترشح للإنتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر المقبل وصل إلى غاية مساء الجمعة 80 مترشحا، وسحب عدد من الشخصيات المعروفة من بينهم رؤساء أحزاب سياسية استمارات التوقيع منها الوزير الأول السابق عبد المجيد تبون، رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد ورئيس حركة البناء عبد القادر بن قرينة، في وقت تبقى أبواب الترشح مفتوحة إلى غاية 25 أكتوبر المقبل.