الإبراهيمي.. ذهب ولم يعـد! - الجزائر

الإبراهيمي.. ذهب ولم يعـد!

غاب الدبلوماسي السابق، الأخضر الإبراهيمي، عن المشهد بعدما احتل الساحة الإعلامية متنقلا من وسيلة إعلامية إلى أخرى، يشرح فيها ورقة طريق بوتفليقة لـ”تغيير النظام وتجسيد إصلاحات شاملة”. ويطرح سؤال واحد الآن: “أين اختفى الإبراهيمي؟”. قطاع من المتابعـين يرى أنه فشل في مهمة “غير رسمية” كُـلّف بها، فـقـرر التواري عن الأنظار، فيما قطاع آخر قرأ في اختفاء الإبراهيمي “انسحابا إراديا منه إثر تحوّله إلى مادة هـزلية”.

لم يكن الإبراهيمي رغم كبر سنه، 85 عاما، يرفض دعوة أي قناة تلفزيونية في الجزائر للدفاع عن “ضرورة تنظيم مرحلة انتقالية”، وهي المهمة “غير الرسمية” التي بدأها منذ استقباله من طرف رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في 11 مارس.

وكان يتقبل برحابة صدر كل الانتقادات “القاسية” التي توجه له بأنه “يريد مساعدة بوتفليقة ومحيطه للاستمرار في الحكم ضد إدارة الشعب”، بل ورفعت ضده لافتات من قبل المتظاهرين تطالب باختفائه فورا احتراما لـ”مسيرته الدبلوماسية الحافلة دوليا”.

ولم يستطع الإبراهيمي الصمود أمام الكم الهائل من الانتقادات التي تلقاها من الجميع، مواطنين عاديين وأحزاب وشخصيات وطنية، فبدأ بالدفاع عن نفسه بالقول إنه “ليس مكـلفا بمهمة من طرف بوتفليقة، ولم يعـرض عليه ترؤس ندوة الوفاق الوطني التي دعا إليها الرئيس في رسالة سحب العهدة الخامسة وإلغاء الانتخابات”. ومع هذا، قطاع كبير من الجزائريين لم يتقبل الإبراهيمي “لا شكلا ولا مضمونا”.

بتاريخ 25 مارس الجاري، كتب الإبراهيمي رسالة وجهها إلى “أصدقائه”، كانت آخر ما بدر مـنه قبل تواريه عن الأنظار، قائلا: “الجزائر تعيش أياما وأسابيع مليئة بالوعود، لكن أيضا بالمخاوف والمخاطر. وكل واحد يحاول متابعة ما يجري عندنا، في أي مكان تواجد فيه. بعضهم يحاول التأثير في سير الأحداث، وهذا شرعي بصورة كاملة إذا كان لصالح الجزائريين”.

وأوضح الإبراهيمي في رسالته: “أبحث بكل بساطة عن شرح وتوضيح، بصفة نهائية، بعض النقاط التي تخص شخصي المتواضع. في الداخل كما الخارج، يستمر الحديث على أنني تلقيت عرضا لترؤس الندوة الوطنية للوفاق الوطني للخروج من الأزمة، ولايزالون يواصلون في حديثهم على أنني ألعب هذا الدور، مع أنني قلت أمام العلن بأن هذا ليس صحيحا، ولم يعرض علي أصلا هذا المنصب”. وذكر الإبراهيمي أن “الجلسات التي أجريتها مؤخرا في الجزائر مع ممثلين من السلطة والمعارضة وأعضاء المجتمع المدني كانت لقاءات غير رسمية”.

وعاش الإبراهيمي وضعا صعبا طيلة أسبوعين، لم تتوقف الانتقادات ضده ووصف بمختلف النعوت والأوصاف، بل وصل الأمر بالبعض أن اعتبروه “نذير شؤم”، وهو الوصف الذي كان يمتعض منه الإبراهيمي لكنه لا يظهر ذلك بغضب. وكان الدبلوماسي السابق يرى أن “تنظيم المرحلة الانتقالية للبلاد بطريقة منظمة ومهيكلة يتطلب ضرورة الابتعاد عن التسرع، وأن الحوار أمر مستعجل لا غـنى عنه، في إطار مشروع يجب أن يتحقق في شكل حوار، كخطوة أولى لتحقيق المبتغى بعيدا عن الفوضى”. وركـز الإبراهيمي كثيرا في إطلالاته الإعلامية على نقطة واحدة تتعلق بأن “رحيل النظام لا يمكن أن يكون بين عشية وضحاها”. وكان يوصي بـ”عدم التسرع في وضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية، على أساس أن الجزائر كانت لها تجارب سابقة تسمح لها بتخطي المنعرج الخطير الذي تمر به”.

اقرأ المزيد