الأغواط: دعوة إلى كتابة التاريخ ”الصحيح” للتواجد العثماني بالجزائر والمنطقة المغاربية - الجزائر

الأغواط: دعوة إلى كتابة التاريخ ”الصحيح” للتواجد العثماني بالجزائر والمنطقة المغاربية

الأغواط: دعوة إلى كتابة التاريخ ''الصحيح'' للتواجد العثماني بالجزائر والمنطقة المغاربية

الأغواط – دعا مشاركون في الملتقى الدولي حول “السياسة العثمانية بين المجال البحري والصحراوي بالمنطقة المغاربية في العصر الحديث (1518-1918م)”, الذي افتتحت أشغاله الثلاثاء بجامعة الأغواط, إلى كتابة التاريخ ”الصحيح” للتواجد العثماني بالجزائر والمنطقة المغاربية دون أي “تزييف أو سطحية”.

واعتبر متدخلون خلال هذا الحدث العلمي أن”التواجد العثماني في المنطقة المغاربة يعد فترة هامة جدا بالنسبة لتاريخ المنطقة بالرغم من محاولة بعض الغربيين طمس حقيقة هذا الوضع التاريخي”.

وفي هذا الصدد, دعا مدير الأرشيف الوطني, شيخي عبد المجيد, إلى “ضرورة تحلي المؤرخين وعلماء القانون والباحثين في التاريخ بالموضوعية والمصطلحات الحقيقية في كتابة تاريخ التواجد العثماني بالمنطقة والعودة إلى الوثيقة التي أرسلها أهالي وأعيان الجزائر إلى الدولة العثمانية”.

ويرى السيد شيخي أن “التواجد العثماني بالمغرب العربي وخاصة بالجزائر كان بإرادة الشعب الجزائري الذي انضم بمحض إرادته إلى الدولة العثمانية, والوثائق التاريخية شاهدة على ذلك”.

وأضاف المتدخل “أن الجزائر لم تكن ولاية من ولايات الدولة العثمانية وإنما كانت شريكا في السياسة العثمانية, حيث كانت لها خلال تلك الفترة معاهدات و اتفاقيات مع عديد الدول الأخرى مما يثبت أن الجزائر كانت شريكا للدولة العثمانية ولم تكن ولاية عثمانية فحسب”.


اقرأ أيضا:      التراث المغمور بالمياه: اكتشاف 23 مدفعا من الفترة العثمانية غرب العاصمة …


كما مكن التواجد العثماني بالجزائر – يضيف السيد شيخي – “من ميلاد دولة جزائرية بعناصرها الأساسية التي تسير عليها الدول حاليا والتي تحققت حينها وهي وحدتها الوطنية, وحدودها المعلومة وسلطتها المركزية وسيادتها في الخارج”.

ومن جانبه ذكر رئيس المجلس الوطني لتقييم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي, مصطفى خياطي, “أن الجزائر خلال الفترة العثمانية أدت دورا هاما على المستوى العالمي بحيث كانت قوة عالمية, إلا أن الإستعمار الفرنسي حاول أن يمحي كل الأرشيف المرتبط بالجزائر خلال فترة التواجد العثماني”.

كما تمكنت الجزائر خلال الفترة العثمانية – يضيف المتدخل- من “ترسيم الحدود الحالية وأن تحافظ على وحدتها وأسسها الأخلاقية والدينية واللغوية بالرغم من كل التحديات التي واجهتها حينها على غرار تصديها لمحاولات العدوان عليها من   ومن جانبه, يرى مستشار بسفارة تركيا بالجزائر, مصطفى قارة, أنه “لا يمكن كتابة تاريخ تركيا ولا يمكن أن تكون فيه قراءة جيدة لتركيا بدون فهم تاريخ المغرب الإسلامي على غرار التواجد العثماني بالجزائر و الذي يعد جزء من تاريخ الدولة التركية المعاصرة”.

وأشار ذات الدبلوماسي الى أن اختيار موضوع السياسة العثمانية بالمنطقة المغاربية” يكتسي أهمية بالغة وسيفتح الطريق لتكون هناك بحوث جادة وأكاديمية رفيعة المستوى لمعالجة هذا الموضوع الهام”.

ومن جهته, أبرز مدير المركز التركي “الفارابي”  للبحوث والدراسات بإسطنبول, عبد الله كزلجك, أهمية البحث في الوثائق التاريخية خلال فترة التواجد العثماني بالمنطقة المغاربية, مشيرا بالمناسبة الى أنه سيتم في ختام الملتقى إبرام اتفاقية تعاون علمي بين المركز التركي للبحوث والدراسات وجامعة الأغواط لتطوير البحث بين الجانبين.

ويقام على هامش الملتقى معرض يتضمن عديد الوثائق والمخطوطات والرسائل التي تعود إلى الحقبة العثمانية بالجزائر.

ويشارك في هذا الحدث العلمي (15-16 أكتوبر) المنظم من طرف المديرية العامة للأرشيف الوطني بالتنسيق مع المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وجامعة الأغواط ومركز البحوث والدراسات الإسلامية, أكثر من 120 مشاركا من أستاذة جامعيين وباحثين من داخل وخارج الوطن ( تركيا و إسبانيا والمغرب).

وسيعكف المشاركون من خلال مساهماتهم الأكاديمية تسليط الضوء على السياسية العثمانية بالمغرب العربي خلال العصر الحديث ضمن عدة موضوعات من بينها ” التوسع العثماني في الصحراء الجزائرية”, “علاقة الطرق الصوفية بالسلطة العثمانية بالجزائر”, “مكانة الأسطول الجزائري من خلال التعاون الجزائري العثماني” و “الموقف السياسي للدولة العثمانية من الحركة الإمبريالية الأوروبية بشمال إفريقيا في القرن19” وغيرها من موضوعات ذات صلة بإشكالية اللقاء, حسب المنظمين.

كما برمجت ورشات تتناول عدة محاور من ضمنها “العلاقات التجارية بين الجزائر وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء خلال الحقبة العثمانية” و “مظاهر التأثير اللغوي بين الجزائر وتركيا في الفترة العثمانية” و”قبائل المناطق الداخلية بالجزائر ودورها الإقتصادي وعلاقتها بالبايلك”.

و يرتقب أن تتوج أشغال هذا الملتقى بإبرام عدة اتفاقيات للتعاون العلمي بين جامعات جزائرية وأخرى أجنبية.