الأساتذة..الطلبة والتلاميذ في الشارع - الجزائر

الأساتذة..الطلبة والتلاميذ في الشارع

في مسيرات وتجمّعات جديدة رافضة لـ”الخامسة” ومطالبة بالتغيير
“نحن واعون.. و للفساد رافضون” .. “كفاكم تهميشا لنا ومن حقنا العيش في مستقبل أفضل”.. هي عبارات رددها أساتذة جامعيون قرروا الانضمام إلى حراك الشارع، حيث قادوا الثلاثاء المسيرة السلمية لطلبة الجامعات والمعاهد وطنيا، والذين نجحوا في مباغتة قوات مكافحة الشغب والوصول إلى الشارع بعد ساعة كاملة من المنع والتضييق الأمني المشدد، رافعين الشعارات الرافضة للعهدة الخامسة.
شهدت مختلف شوارع العاصمة على طول ساحة البريد المركزي، أودان وديدوش مراد اعتصاما ضخما، لمئات الأساتذة الجامعيين الذين قادوا مسيرات سلمية لآلاف الطلبة، بعد أن دخلوا في إضراب عن الدراسة في مسيرة خارج أسوار الحرم الجامعي، ففي الوقت الذي كان فيه عناصر الشرطة يحكمون قبضتهم على طلبة الجامعة المركزية بغلق الأبواب وفرض طوق أمني، على كل مداخل ومخارج الجامعة، باغت حراك غير منتظر لطلبة قادمين من مختلف الجامعات عناصر مكافحة الشغب، خارجين بالعشرات من شارع “العقيد عدون محمد” والنفق الجامعي ليلتقي الجمعان أمام ساحة أودان، أين وجدت مصالح الشرطة نفسها محاصرة رغم أعدادها، وكان فعلا من الصعب التحكم في الوضع أمام تعالي الهتافات وتحمس الطلبة المتظاهرين للسير تجاه ساحة البريد المركزي نقطة التلاقي.
وأبان الأساتذة الجامعيون والطلبة المتظاهرون، عن مستوى عال ووعي سياسي لافت، خصوصا أن الشعارات التي رفعوها تطالب بالديمقراطية وإتاحة الفرصة للنخب المثقفة لقيادة البلاد والأكثر من ذلك رفع بعضهم شعارات تدعو للتداول على السلطة، والتغيير ورفض العهدة الخامسة وضرورة احترام مؤسسات ودستور وقوانين الجمهورية، وبصوت واحد رددوا “نحن واعون.. وللفساد رافضون” .. “كفاكم تهميشا لنا ومن حقنا مستقبل أفضل”.

تلاميذ البكالوريا يلتحقون بالشارع

بالمقابل، خرج الثلاثاء، تلاميذ الثانويات إلى الشارع، ونجحوا في كسر الطوق الأمني الذي حاصرهم قبل أسبوع ومنعهم من الخروج بعدما اعتصموا داخل مؤسساتهم التربوية، ويتعلق الأمر حسب ما رصدته “الشروق” بتلاميذ ثانويات باب عروج المحاذية للجامعة المركزية يوسف بن خدة، عقبة بن نافع، سعيد تواتي، قصر الشعب وثانوية زعموم إلى جانب الثانويات المنتشرة عبر ولايات قالمة، باتنة، دلس ببومرداس، بجاية، تيزي وزو، الشلف، عين الدفلى وبوفاريك بالبليدة.

الباحثون يضمون صوتهم إلى صوت الشعب

من جهة أخرى، قرر الباحثون المنضوون تحت لواء النقابة الوطنية للباحثين الدائمين، الثلاثاء ضم صوتهم لصوت الشعب، حيث أكدت في بيان لها، أن “المكتب الوطني للنقابة وبعد الهبة القوية للشعب الجزائري، انتفاضا ضد العهدة الخامسة، يؤكد وقوفه إلى جانب الإرادة الشعبية المعبر عنها في المسيرات المليونية في كل ولايات الوطن، بعد أن أرادت أطراف مشبوهة فرض إرادتها على عموم الشعب الجزائري، ضاربة الحائط بالأعراف والقوانين والدستور”.
وأضاف البيان “إن المكتب الوطني للنقابة الوطنية للباحثين الدائمين يسجل بكل أسف أن الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين كان أحد المتورطين في محاولة فرض العهدة باسم الملايين من العمال المنضويين تحت الاتحاد دون استشارتهم بل وضد أغلبيتهم، مستعملا في ذلك كل وسائل الإقصاء والتهميش ضد كل من يرفض هذه الممارسات التعسفية”.

مسيرات ومظاهرات داخل الحرم وبالشارع
“انتفاضة” الطلبة متواصلة بالجامعات
تواصلت، الثلاثاء، احتجاجات طلبة الجامعة، الرافضين ترشح الرئيس لعهدة خامسة، في مسيرات وصفت بالحاشدة في شوارع المدن، ووقفات داخل الحرم الجامعي. وشارك في تظاهرات الثلاثاء، أساتذة وعمال الجامعات، الذي امتد إلى معاهد التكوين شبه الطبي.
شل، الثلاثاء ، الطلبة الجامعيون بوهران حركة السير بالشوارع الرابطة بين جامعات إيسطو، السانيا وبلقايد إلى غاية ساحة السلاح وسط المدينة مرورا بمقر الولاية، بما فيها خط الترامواي، ولعدة ساعات، موازاة مع شل الدراسة، في انتفاضتهم الناعمة ضد العهدة الخامسة، والمطالِبة بالتغيير الجذري والسلس للنظام الحاكم، كما سجل في حدود منتصف النهار التحاق ثانويين بالركب، حاملين الرايات الوطنية ومرددين نفس الهتافات والشعارات.
وهي نفس الأجواء التي سجلت أيضا بجامعة سعيدة، عاود الثلاثاء ، طلبة من مختلف كليات جامعة مولاي الطاهر بسعيدة، السير رفضا للعهدة الخامسة، شأنهم شأن طلبة شبه الطبي، الذين التحقوا بهم وساروا لمسافة ناهزت 4 كيلومترات، ورفعوا شعارات رافضة للاستمرارية وللوضع الراهن، ورددوا هتافات من بينها: “الطلبة غاضبون للعهدة رافضون”. مطالبين الرئيس بالعدول عن ترشحه للانتخابات، وجرت المسيرة وسط تعزيزات أمنية، وحرص الرافضون للعهدة الخامسة على عدم خروج المسيرة من نطاقها السلمي، لتنتهي من دون حوادث أو تجاوزات.

متظاهرون يتضامنون مع “الشروق”

وفي وسط البلاد، خرجت الثلاثاء ، مجموعة من طلبة جامعة زيان عاشور بالجلفة، في مسيرة مناهضة للعهدة الخامسة وندد الغاضبون بسياسة التضييق والضغوطات الممارسة على مؤسسة “الشروق” بعد حرمانها من الإشهار العمومي وسحب الجريدة بالمطابع على خلفية تغطيتها للأحداث.
كما خرجت مسيرة لمئات من طلبة جامعة خميس مليانة بعين الدفلى، ومعهم متربصون من معهد شبه الطبي الذين ارتدوا مآزرهم البيضاء. والتحق بهم خلال سيرهم تلاميذ ثانويون.
ولم تتخلف جامعة بجاية عن الحدث، إذ خرج الثلاثاء طلبة وأساتذة جامعة “عبد الرحمن ميرة” مرة أخرى، في مسيرة حاشدة جابت شوارع عاصمة الحماديين انطلقت من القطب الجامعي “تارقة أوزمور” وصولا إلى ساحة حرية التعبير “سعيد مقبل” حيث رفع المشاركون في هذه المسيرة السلمية العديد من الشعارات المطالبة بالتغيير على غرار “نعم لجمعية تأسيسية” و”من أجل انتخاب مجلس تأسيسي سيادي يمثل المصالح الديمقراطية والاجتماعية لكل الشعب” كما عبر المشاركون في هذه المظاهرة عن رفضهم المطلق للعهدة الخامسة مطالبين في هذا الصدد باحترام قرار الشعب.

طلبة وتلاميذ ومحامون في تظاهرة واحدة

وفي المدية خرج مئات الطلبة من جامعة الدكتور يحيى فارس بالقطب الحضري، حيث انضم إلى المتظاهرين طلبة كليات العلوم الإنسانية، ليجوبوا الشوارع الرئيسية. فيما نظم أساتذة وقفة احتجاجية داخل الحرم الجامعي.. وشهدت بومرداس، مسيرة لطلبة جامعيين وتلاميذ ثانويين، جابت شوارع عاصمة الولاية، والتحم المشاركون فيها، مع المحامين الذي كانوا معتصمين، أمام بوابة مجلس القضاء، أين ارتفعت الهتافات الرافضة، لترشح بوتفليقة لعهدة خامسة.
وفي عنابة، جدد الثلاثاء ، طلبة مختلف المعاهد والكليات، تظاهرهم بالخروج في مسيرات سلمية، رفعوا خلالها الراية الوطنية ورددوا عدّة شعارات للتعبير عن رفضهم للعهدة الخامسة. وجابت المسيرة السلمية العديد من شوارع عنابة، وصولا إلى ساحة الثورة بوسط المدينة، وقد شارك فيها إلى جانب الطلبة الأساتذة وعدد من العمال وموظفي الجامعة، الذي رددوا بصوت واحد شعارات مناهضة للعهدة الخامسة.
كما واصل الطلبة بجامعة 8 ماي 45 بقالمة، حراكهم، وخرجوا في مسيرة سلمية شارك فيها إلى جانبهم أساتذة وبعض موظفي الجامعة، وانطلقوا من الجامعة بأعالي قالمة، باتجاه وسط المدينة عبر مسلكهم المعتاد أمام مقر مدرسة صف الضباط للمعتمدية، ثم مقر أمن الولاية وساحة الكرمات قبل الوصول إلى شارع أول نوفمبر ومنه نحو شارع سويداني بوجمعة قبل أن ينعطفوا نحو ساحة 19 مارس أين يتواجد النصب التذكاري المخلد للرئيس الراحل هواري بومدين.

“نعم للتغيير السلمي لا للعنف والتكسير”

كما شهدت قالمة مسيرة أخرى لمتربصي شبه الطبي، حيث ساروا رافعين شعارات رافضة للعهدة الخامسة، بعدما انطلقوا من مقر المعهد المقابل لمقر الولاية باتجاه مختلف شوارع وأحياء المدينة. وغير بعيد عن قالمة، خرج أمس المئات من الطلبة وطالبات جامعة العربي بن مهيدي بولاية أم البواقي، لليوم الثالث على التوالى، في وقفة احتجاجية سلمية داخل حرم الجامعة، وسط تعزيزات أمنية مكثفة، ورفع خلالها المئات من الطلبة المتظاهرين هتافات وشعارات تدعو إلى ضرورة التغيير السلمي وعلى جميع الأصعدة والمستويات، رافضين ترشح الرئيس لعهدة جديدة، كما طالب المئات من الطلبة المتظاهرين بمشاركة عشرات الأساتذة وعمال الجامعة، من الجهات العليا في البلاد، أخذ مطالبهم المرفوعة بعين الاعتبار، كما أطلقوا هتافات من بينها “نعم للتغيير السلمي لا للعنف والتكسير”.
وفي جنوب البلاد، جدد صباح الثلاثاء طلبة جامعة محمد خيضر ببسكرة، حراكهم السلمي المطالب بالتغيير، ورفض العهدة الخامسة من خلال تنظيم مسيرات داخل الحرم الجامعي، حيث عبّر الطلبة بالهتافات واللافتات، عن موقفهم مركزين على ضرورة التغيير الحقيقي الجذري والشامل.
وخرج الثلاثاء العشرات من أستاذة جامعة قاصدي مرباح بورقلة في وقفة احتجاجية، ضد ترشح الرئيس، وتجمع الأساتذة أمام مدخل إدارة المديرية العامة للجامعة. وعرض أساتذة قانون، موقف القانون الدستوري من مسائل ذات صلة بالوضع الراهن، من بينها مسألة الحضور الشخصي عند إيداع ملف الترشح بالمجلس الدستوري.

#فيديوجرافيك | ومن قال أن الجامعة الجزائرية قد تم تدجينها.. فقد كذب!

#فيديوجرافيك | ومن قال أن الجامعة الجزائرية قد تم تدجينها.. فقد كذب!

Publiée par Echorouk online sur Mardi 5 mars 2019

اقرأ المزيد