اليوم العالمي لحرية الصحافة: ضرورة تعزيز الاحترافية لضمان تحول مستدام لوسائل الاعلام

اليوم العالمي لحرية الصحافة: ضرورة تعزيز الاحترافية لضمان تحول مستدام لوسائل الاعلام - الجزائر
اليوم العالمي لحرية الصحافة: ضرورة تعزيز الاحترافية لضمان تحول مستدام لوسائل الاعلام

الجزائر – أكد مختصون و مهنيون بقطاع الصحافة إن هذا القطاع “غني” في الجزائر بالنظر لتنوعه غير أنه يمكن أن يستفيد من “تعزيز احترافيته” حتى يواكب التحولات الراهنة.

و قال السيد جمال معافة و هو مسؤول لموقع اخباري الكتروني “ألجيري اينفو” في حديث لواج عشية الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو), إن قطاع الاعلام حقق “الكثير من التقدم” إلا أنه لا يزال يعاني من بعض النقائق.

و إذ اعتبر إن التعدد في الحقل الاعلامي “مكسب جد مهم”, أكد المتحدث على أهمية الاحترافية في القطاع.

و تأسف في هذا الاطار يقول “نشهد في الأيام الأخيرة, سيما في بعض البرامج السمعية البصرية, انتاجات بمحتوى مؤسف تدوس على أبسط القواعد للمهنة”, مشيرا لغياب الجودة بالرغم من كثرة البرامج.

كما دعا إلى احداث اصلاحات “عميقة” لوسائل الاعلام للتوصل إلى الاحترافية, مضيفا ان هناك تغيرات في جميع انحاء العالم مما يتطلب التأقلم لمواكبة هذه التحولات.

و في تطرقه لهذا التحول لوسائل الاعلام, أبرز المتحدث نفسه التوجه الجديد المتمثل في كثرة وسائل الاعلام الالكترونية, مشيرا إن كثرة الصحف (نحو 150 صحيفة) لا تعكس حقيقة هذه التغيرات.

و بخصوص قطاع السمعي البصري, اعتبر السيد معافة (صحفي سابق بالتلفزة الوطنية و مسؤول لقناة تلفزيونية خاصة) إن هذا “الانفتاح قد فشل”, مشيرا إلى أهمية اعادة النظر في هذا الملف من خلال التشاور و من خلال ادراج المحترفين بالنظر للمكانة الاستراتيجية لهذا القطاع بالنسبة للبلاد.


اقرأ المزيد: الرئيس تبون يؤكد أن حرية التعبير مضمونة في الجزائر لكن في حدود احترام القانون


من جهته, أوضح الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافيين, كمال عمراني ان قطاع الاعلام يمر عبر “مرحلة استثنائية” بفعل البيئة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للوصول إلى “أليات معترف بها عالميا” في ما يخص حرية الصحافة و حرية الممارسة النقابية.

و ذكر في هذا الاطار إن حرية الصحافة “لا يمكن عزلها” عن الوضع الاجتماعي للصحافيين الذين يتواجدون للأسف في “وضعية كارثية” (حتى و إن لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للجميع), مشيرا إن عدد كبير منهم يعانون من مشاكل التصريح بالضمان الاجتماعي أو من ضعف الراتب أو حتى فقدان المنصب.

و في حديثه عن الاصلاحات التي باشرها وزير الاتصال فيما يخص الصحافة الالكترونية, أوضح السيد عمراني “نحن الأن في بداية هذه الورشات” (جائحة كوفيد-19 عطلت الورشة), مذكرا أن تنظيم هذا النوع من الصحافة كان احدى مطالبهم.

“يجب وضع الأليات القانونية لتأطير هذا النوع الجديد من التعبير الصحفي”, يقول السيد عمراني الذي دعا السلطات العمومية إلى النظر في وضعية الصحافيين المتواجدين في وضعية صعبة.

أما الاخصائي في وسائل الاعلام, العيد زغلامي فتأسف بدوره لبقاء الصحافة “رهينة الريع الاشهاري و التسيير البيروقراطي” الذي من شأنه عرقلة تطورها.

و قال أن جهود كبيرة تبذل حاليا غير أنها تبقى “بعيدة عن تطلعات” مهنيو القطاع, مؤكدا ان “أثار النظام السابق” لاتزال قائمة.

كما اكد على ضرورة تحسين المحتويات التي بالرغم من كثرتها تبقى بعيدة عن معايير الجودة و الاحترافية.

و دعا في الاطار ذاته إلى احترام اخلاقيات المهنة و تشجيع الحس المهني في الحرفة, مبرزا ضرورة انخراط وسائل الاعلام في هذا التحول من خلال ادماج مختلف الوسائط الرقمية و منصات التواصل الاجتماعي لضمان بقائهم.