الجزائر- أكد وزير الشؤون الخارجية, صبري بوقدوم يوم الخميس بالجزائر أن مجازر 17 أكتوبر 1961 في منطقة باريس ستبقى “راسخة” في الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري برمته و تمثل “معلما تاريخيا لن ينساه أحد” مشيدا بالمساهمة “الفعالة” للجالية الوطنية في الخارج في استرجاع السيادة الوطنية.
و ذكر السيد بوقدوم في كلمة بمناسبة الذكرى ال58 لهذه المجازر, بأن الجالية الجزائرية المقيمة بباريس و ضواحيها خرجت يوم 17 أكتوبر 1961 لتعبر “عن رفضها للإجراءات التمييزية المتخذة ضدها على وجه الخصوص حضر التجوال و واجهت عندها اقسى اشكال القمع”.
و أضاف في ذات السياق “تعرض مواطنونا لمطاردة حقيقية و احقر ممارسات التنميط العنصري دون اي اعتبار للأطفال و النساء حيث تم رميهم في نهر السين تنفيذا للأوامر”.
و شدد وزير الخارجية بالقول “ان هذه اللحظات المأساوية ستبقى راسخة في الذاكرة الجماعية لكافة الشعب الجزائري و الابرار الذين تميزوا و هم على استعداد لتحمل المسؤولية التاريخية لتلك الأحداث”.
و أكد رئيس الديبلوماسية الجزائرية أن الجالية الوطنية في الخارج هي “جزء لا يتجزأ من الأمة كونها ساهمت بفعالية في استرجاع السيادة الوطنية و ستبقى في صميم عمل السلطات العمومية التي ستعمل دون هوادة على التكفل بانشغالاتهم”.
اقرأ أيضا: مجازر 17 أكتوبر 1961: أرشيف الشرطة الفرنسية “ما زال سريا”
و ذكر الوزير في هذا الصدد بالعديد من الاجراءات التحفيزية المنتهجة لتمكين المواطنين المقيمين بالخارج من المشاركة “كليا” في ديناميكية تنمية البلد في مختلف المجالات.
و نوه أيضا بالجهود المبذولة في مجال التسيير و الحماية القنصلية من خلال تحسين ظروف الاستقبال في الممثليات الدبلوماسية والقنصلية و مسار عصرنة الخدمات لفائدة الجالية الوطنية في الخارج و التي “انتقلت إلى مستوى أعلى”.
و اوضح السيد بوقدوم ان وزارة الخارجية التي تعززت بمديرية عصرنة العمل الدبلوماسي في هيكلها التنظيمي الجديد تعتزم “تجسيد ارادة السلطات العمومية في الاستماع لأفراد الجالية الوطنية المقيمة بالخارج و الاستجابة بفعالية لتطلعاتهم”.
و أشار الوزير بالقول أن توسيع التغطية القنصلية “هو دليل آخر على الجهد المبذول في سبيل الاستجابة للطلبات الملحة لمواطنينا لا سيما من يطالبون دوما بالمشاركة في بناء مجتمع منفتح و عصري لا ينكر في شيء جذورهم”.
و أكد السيد بوقدوم بذات المناسبة ان أفراد الجالية الجزائرية في الخارج لا سيما الشباب “لطالما كانوا حاملين لقيم التضامن التي ميزت الشعب الجزائري في اللحظات الحاسمة من تاريخه”.
ذكرى مجازر 17 أكتوبر بباريس: جسر تواصلي مع الجالية الوطنية بالخارج