في خطوة مهمة لتعزيز وتحديث القطاع الزراعي الجزائري، أعلن رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة، محمد يزيد حمبلي، يوم الأحد بمعسكر، أن عملية رقمنة السجل الوطني للفلاحة قد اكتملت بنسبة 100%. يأتي هذا الإعلان في سياق جهود الدولة للانتقال إلى منظومة زراعية أكثر حداثة وتطوّراً، تهدف إلى تحسين الخدمات وتسهيل إدارة الموارد الزراعية.
إنجاز استراتيجي
صرّح حمبلي في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الجزائرية “وأج” خلال افتتاح الصالون الوطني الثاني للعتاد والمواد الفلاحية وتربية الحيوانات والصناعات التحويلية والتبريد، قائلاً: “لقد بدأت عملية الرقمنة في مطلع السنة الماضية، والآن يمكننا القول إن هذه العملية قد وصلت إلى نسبة اكتمال 100%”. يعكس هذا الإنجاز الجهود الكبيرة المبذولة على المستوى الوطني لعصرنة القطاع الفلاحي ودمجه مع التكنولوجيا الحديثة لتعزيز كفاءته.
البطاقات الرقمية: عصر جديد للفلاحين
وأوضح حمبلي أن اكتمال هذه العملية قد أتاح إصدار بطاقات رقمية للفلاحين على مستوى جميع الولايات الجزائرية البالغ عددها 58 ولاية. هذه البطاقات الرقمية تمثل نقلة نوعية في كيفية تسجيل وإدارة بيانات الفلاحين، مما يساهم في تبسيط وتسهيل الإجراءات الإدارية ويساعد في توفير قاعدة بيانات دقيقة وشاملة.
وأضاف رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة أن الرقمنة ساعدت في تحديد العدد الحقيقي للفلاحين المسجلين في الغرف الولائية للفلاحة، مما يعزز الشفافية ويوفر أداة قوية للتخطيط الاستراتيجي وتوزيع الموارد.
الفوائد المتوقعة للقطاع الزراعي
تأتي هذه العملية في وقت يشهد فيه القطاع الزراعي تحديات متعددة تتعلق بالإنتاجية والتسويق والبنية التحتية. من خلال الرقمنة، يمكن تسهيل عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بتوزيع الدعم الحكومي وتنظيم الإنتاج الزراعي بشكل أفضل، ما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في البلاد.
من المتوقع أن تسهم هذه البطاقات الرقمية في تسهيل التعاملات المالية للفلاحين، بما في ذلك الحصول على القروض الزراعية والدعم الحكومي. كما ستساعد على ربط الفلاحين بمختلف الخدمات المتاحة في القطاع مثل التكوين المهني والتوعية بالتقنيات الزراعية الحديثة.
الصالون الوطني للفلاحة: منصة للنقاش وتبادل الأفكار
افتتاح الصالون الوطني الثاني للعتاد والمواد الفلاحية وتربية الحيوانات والصناعات التحويلية والتبريد في معسكر، الذي شهد حضور عدد من الفاعلين في القطاع، يمثل فرصة لمناقشة التحديات والفرص التي تواجه الفلاحة في الجزائر. وتم التركيز خلال الصالون على أهمية التكنولوجيا في تحقيق إنتاجية عالية ورفع جودة المنتجات الزراعية.
ومن جانبه، أشار عدد من الخبراء المشاركين في الصالون إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تطوير البنية التحتية الداعمة للزراعة، مشددين على أن العصر الرقمي يفتح آفاقًا واسعة لتطوير القطاع وتحسين الأداء.
تطلعات مستقبلية
مع اكتمال رقمنة السجل الوطني للفلاحة، يتطلع القائمون على القطاع إلى توسيع استخدام التكنولوجيا في مختلف جوانب الزراعة، بما في ذلك نظم الري الذكية وتطوير الزراعة المستدامة. كما أن هذه الخطوة قد تفتح المجال لتعزيز التعاون مع شركاء دوليين في مجالات البحث والتطوير الزراعي، مما يسهم في تبادل الخبرات وتبني تقنيات جديدة.
ختامًا، تعتبر عملية رقمنة السجل الوطني للفلاحة خطوة جوهرية نحو تطوير الزراعة في الجزائر. ومع استخدام الأدوات التكنولوجية لتعزيز كفاءة الإنتاج وتنظيم القطاع، يمكن للجزائر أن تواصل المضي قدمًا نحو تحقيق تنمية مستدامة وشاملة.
الجزائر تعلن انضمامها الرسمي إلى منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية