وقعت الجزائر، اليوم الثلاثاء، مجموعة من مذكرات التفاهم مع سلطنة عمان في عدة مجالات استراتيجية، مما يعكس التزام البلدين بتعزيز علاقاتهما الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. تم توقيع هذه المذكرات خلال زيارة رسمية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى سلطنة عمان، والتي شملت محادثات مع جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد.
مذكرات تفاهم متنوعة
تضمنت الاتفاقيات الموقعة عدة مجالات حيوية، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم في المجال التربوي والتدريب والتشغيل. ووقعها من الجانب العماني وزير الخارجية، بينما وقعها من الجانب الجزائري وزير الخارجية والجالية الوطنية في الخارج أحمد عطاف. هذا يبرز الأهمية التي توليها الدولتان لمجال التعليم والتدريب كمحرك رئيسي للتنمية.
كما شملت الاتفاقيات مذكرة تفاهم في مجال الإعلام، حيث وقعها الوزير أحمد عطاف، مما سيساهم في تعزيز التعاون الإعلامي بين البلدين وتبادل الخبرات.
وفي خطوة تهدف إلى تعزيز البحث العلمي، تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي والبحث العلمي بين وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري كمال بداري ونظيره العماني.
التعاون الاقتصادي والاستثماري
إلى جانب ذلك، وقعت الجزائر مذكرة تفاهم في مجال تنظيم التعاون والفعاليات والمؤتمرات، حيث وقعها وزير التجارة الطيب زيتوني من الجانب الجزائري، ونظيره العماني. ويأتي هذا التعاون في إطار تعزيز الفعاليات الاقتصادية المشتركة.
ولتعزيز الاستثمار، وقعت الجزائر أيضًا مذكرة تفاهم في مجال ترقية الاستثمار، وقعها المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار عمر ركاش. كما تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال الخدمات المالية، والتي وقعها وزير المالية لعزيز فايد، مما يشير إلى التوجه المشترك لتعزيز الأنشطة الاقتصادية بين البلدين.
وفيما يتعلق بالقضايا البيئية، وقعت مذكرة تفاهم في مجال البيئة والتنمية المستدامة بين وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فازية دحلب ووزير الطاقة العماني. هذه الخطوة تعكس الوعي المتزايد بأهمية الاستدامة البيئية في سياق التنمية.
المحادثات الثنائية
ترأس رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون المحادثات الموسعة مع جلالة السلطان العماني هيثم بن طارق، حيث تم تناول العديد من الملفات الدولية الراهنة، بما في ذلك قضايا الشرق الأوسط وتطوير التعاون الثنائي. حضر هذه المحادثات وزراء من مختلف القطاعات، بما في ذلك الخارجية والبيئة والسكن والطاقة والمالية والتعليم العالي والتجارة.
استقبال رسمي واحتفالات
استُقبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في قصر العلم العامر السلطاني من قبل جلالة السلطان هيثم بن طارق، حيث تم الاستماع إلى النشيد الوطني الجزائري. وقد أطلقت 21 طلقة مدفعية شرفية احتفاءً بزيارة رئيس الجمهورية، مما يعكس الروابط التاريخية القوية بين البلدين.
تعزيز العلاقات الجزائرية العمانية
تأتي هذه الاتفاقيات والمحادثات في إطار جهود الجزائر وسلطنة عمان لتعزيز العلاقات الثنائية، وتطوير مجالات التعاون في مجالات حيوية تشمل التعليم، الاستثمار، البيئة، والإعلام. كما تعكس الإرادة المشتركة للدولتين في الاستجابة للتحديات الإقليمية والدولية، مما يساهم في بناء مستقبل مشترك زاهر.
بهذه الشراكات، تأمل الجزائر وسلطنة عمان في تعزيز استثماراتهما وتبادل المعرفة والخبرات، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
الجزائر وسلطنة عمان..تقارب اقتصادي يعكس الرؤية الإستراتيجية للبلدين