استكشاف التعاون الصناعي: الجزائر تعرض إمكاناتها الاستثمارية في النمسا

في إطار تعزيز الشراكات الاقتصادية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الجزائر، شاركت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، ممثلة في رئيسة الدراسات إيمان أحلوش، في مهمة استطلاعية إلى النمسا خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 31 أكتوبر 2024. هذه الخطوة تندرج ضمن برنامج أوسع أطلقته وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، يهدف إلى تعزيز الاستثمار الأجنبي في الجزائر وتوطيد العلاقات الاقتصادية مع الدول الأوروبية.

بحسب بيان الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، تأتي هذه المهمة في سياق جهود الجزائر لجذب الاستثمارات الأوروبية، خاصة في ظل الإصلاحات الاقتصادية والتحفيزات التي أطلقتها الحكومة لتعزيز جاذبية مناخ الأعمال بالبلاد. واستفاد الوفد الجزائري، الذي ضم أيضًا ممثلين عن سفارتي الجزائر والنمسا وخبراء من مكتب الاستشارات “Ginger Sofreco”، من فرصة المشاركة في المنتدى الدولي للآلات “International Machinery Forum” الذي انعقد في فيينا. هذا المنتدى، الذي جمع نخبة من ممثلي الهيئات النمساوية ومؤسسات صناعية وخدمية، كان بمثابة منصة للترويج للفرص الاستثمارية في الجزائر.

وقد شهدت اللقاءات والنقاشات التي دارت خلال المنتدى، تقديم عرض شامل عن التحديثات التي طرأت على مناخ الاستثمار في الجزائر، خاصة فيما يتعلق بالضمانات والتحفيزات التي يوفرها قانون الاستثمار الجديد. كما ركز الوفد الجزائري على تقديم المعلومات حول المنصة الرقمية للمستثمر، التي تتيح للمستثمرين الوصول إلى معلومات تفصيلية حول العقار الاقتصادي المتاح وفرص الاستثمار الواعدة في مختلف القطاعات الحيوية.

لقاءات مع قطاعات متنوعة

لم تقتصر المهمة على حضور المنتدى الدولي فحسب، بل تضمنت أيضًا سلسلة من جلسات العمل والاجتماعات مع جمعيات ومؤسسات نمساوية رائدة في مجالات متنوعة مثل الصناعات الغذائية، الطاقة المتجددة، والصناعات الورقية. وقد تم خلال هذه الاجتماعات التركيز على فرص التعاون المتاحة بين البلدين في هذه المجالات، وخاصة في ظل التحولات التي يشهدها الاقتصاد الجزائري والتي تسعى من خلالها البلاد إلى تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن المحروقات.

اهتمام خاص بالطاقة المتجددة

وفي إطار التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة، حظيت لقاءات الوفد الجزائري مع الشركات النمساوية الناشطة في مجال الطاقات المتجددة باهتمام خاص. وأكد الجانب الجزائري على أهمية هذه الشراكات في تحقيق التنمية المستدامة ونقل التكنولوجيا الحديثة إلى الجزائر، خاصة في ظل توجه البلاد نحو تعزيز قدراتها في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة.

عرض فرص الاستثمار والتسهيلات

في اللقاءات التي جمعت الوفد الجزائري مع ممثلي الشركات والمؤسسات النمساوية، قدمت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار شرحًا وافيًا حول التسهيلات والضمانات التي يوفرها قانون الاستثمار الجديد في الجزائر. ويشمل ذلك إمكانية الوصول إلى العقار الصناعي بسهولة عبر المنصة الرقمية، فضلًا عن التحفيزات الجبائية والمالية التي تمنح للمستثمرين في القطاعات ذات الأولوية مثل الصناعة، السياحة، والتكنولوجيا.

إصلاحات تشجع على الاستثمار

تأتي هذه المهمة الاستطلاعية في إطار الإصلاحات التي باشرتها الجزائر لجعل بيئة الاستثمار أكثر جاذبية وشفافية. من بين هذه الإصلاحات، تحسين الإطار القانوني، وتبسيط الإجراءات الإدارية، وتسهيل الوصول إلى العقار الصناعي. هذه التحسينات تمثل جزءًا من استراتيجية الجزائر لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز دور القطاع الخاص في تحقيق النمو الاقتصادي.

تعزيز الشراكة مع أوروبا

تُعد هذه الزيارة إلى النمسا جزءًا من رؤية أوسع لتعزيز الشراكات مع الدول الأوروبية، ولا سيما في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والصناعات التحويلية. وتسعى الجزائر من خلال هذه الجهود إلى الاستفادة من الخبرات الأوروبية في تطوير قطاعاتها الصناعية وتحسين تنافسية منتجاتها على الصعيد الدولي.

آفاق مستقبلية واعدة

في ظل هذه الجهود، تتطلع الجزائر إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأوروبية في السنوات المقبلة، وذلك بفضل الإصلاحات الجارية والتحفيزات المقدمة. وتعتبر الشراكة مع النمسا خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف، حيث تمتلك النمسا خبرات متقدمة في مجالات التكنولوجيا والصناعات التحويلية التي تحتاجها الجزائر في مساعيها لتنويع الاقتصاد.

تمثل المهمة الاستطلاعية التي قامت بها الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار إلى النمسا خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجزائر وأوروبا. ومع الإصلاحات المستمرة والتحفيزات الممنوحة للمستثمرين الأجانب، تفتح الجزائر أبوابها أمام الاستثمارات الأوروبية المباشرة، مما يعزز من مكانتها كوجهة استثمارية واعدة في المنطقة.