من خلال الهجرة غير الشرعية, نظام المخزن يدفع الشباب المغاربة إلى الانتحار

مدريد  –  أفردت وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” تقريرا خاصا يستعرض الأسباب التي تدفع الشباب والمراهقين في المغرب للالقاء بأنفسهم الى التهلكة من خلال خوض مغامرة الهجرة غير الشرعية, هروبا من الفقر والبطالة, لا سيما الفساد الذي تغلغل في أجهزة الدولة المغربية وبات ينخر اقتصادها.

وفي استطلاع شمل الشباب المغاربة الذين حاولوا الهروب الأحد الماضي إلى مدينة سبتة انطلاقا من مدينة الفنيدق, إستندت “إيفي” إلى شهادة طفل قاصر يدعى “آدم”  البالغ من العمر 17 سنة, الذي إنضم إلى الدعوة التي أطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي “اليوم الموعود” لدخول مدينة سبتة بالجيب الاسباني بشكل جماعي.

وسلطت الوكالة الاسبانية الضوء على تجربة “آدم”,الذي كان واحدا من آلاف الأشخاص الذين حاولوا الدخول إلى سبتة الأحد الماضي عبر منطقة السياج الحدودي المعروفة باسم “فينكا بيروكال”.

وفي ظل حالة اليأس التي يعيشها المغرب بسبب انسداد الآفاق, وسط تدهور الاوضاع الاقتصادية بشكل أساسي, وقلة فرص التعليم وانتشار ظاهرة الفساد في المملكة, كشف استطلاع للباروميتر العربي مؤخرا أن 55 بالمائة, من الشباب المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما قد فكروا في الهجرة ولو بالطرق غير القانونية.

وتناولت الوكالة من جهة أخرى حالة الفوضى التي شهدتها عملية الهروب العام للشباب المغاربة بسبب حملة الاعتقالات الواسعة التي انطلقت منذ الساعات الاولى من يوم الاحد الى غاية صباح أمس الاثنين, مما ادى الى اندلاع اشتباكات بين المهاجرين, الذين رشقوا قوات الامن بالحجارة وهم في طريقهم إلى الحدود, مما تسبب في تسجيل خسائر مادية.

وتعيد أحداث مساء الأحد للاذهان بعض صور من مأساة الهجرة التي عاشها المغرب في السنوات الاخيرة, حيث عرف المغرب في مايو 2021 هجرة ما بين 10.000 و12.000 مغربي إلى مدينة سبتة في 36 ساعة فقط. كما تذكر بالمذبحة المروعة التي ارتكبتها السلطات المغربية في 24 يونيو 2022, من خلال قمع بشكل دموي المهاجرين الأفارقة الذين كانوا يحاولون الوصول إلى جيب مليلية الإسباني, حيث قتل العشرات منهم بوحشية, وهي المجزرة التي لازالت تثير موجة تنديد دولية.

ويعيد انخراط مئات الشباب المغاربة في “حملة” سيناريو الهجرة غير شرعية إلى الأذهان ما فعله المخزن في 2021 عندما تغافل عن عبور مئات الشباب والقصر إلى سبتة, وصنفها المسؤولون في مدريد آنذاك على أنها “ورقة من أوراق الابتزاز المغربي لإسبانيا”.

وفسر مراقبون ما يحدث حاليا في المغرب بأنه عملية تتم بإيعاز من المخزن الذي يدفع و على غرار ما فعله قبل سنوات بمئات الشباب والقصر إلى التدفق على سبتة لتسهيل عملية ابتزاز “سياسية” مغربية لإسبانيا باستخدام ورقة الهجرة السرية لحمل مدريد على الرضوخ لمطالبه حتى لو كانت مخالفة للقانون الدولي.

اقرأ المزيد