أبرز تصريحات الرئيس تبون في القمة الافتراضية “النداء العالمي لقمة المستقبل”

أبرز تصريحات الرئيس تبون في القمة الافتراضية “النداء العالمي لقمة المستقبل” - الجزائر

في خطاب هام ألقاه رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون خلال مشاركته في القمة الافتراضية “النداء العالمي لقمة المستقبل”، دعا الرئيس إلى ضرورة استغلال هذا الحدث المهم لتجديد الالتزام الجماعي بالمبادئ والقيم المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى حماية الأمن الجماعي وتعزيز المصالح المشتركة للدول.

وأشار الرئيس تبون في كلمته، التي بثها التلفزيون الجزائري، إلى أهمية “قمة المستقبل” كمحطة فاصلة في التاريخ الدولي، داعياً إلى تحويلها إلى فرصة لإعادة التفكير في الحلول السلمية للأزمات والصراعات التي تثقل كاهل المجتمع الدولي منذ عقود. وشدد على أن الوقت قد حان لاستدراك ما فات من جهود لتسوية الأزمات العالمية بطرق سلمية، في ظل عالم يشهد تصاعد التوترات وغياب الحلول المستدامة للصراعات المزمنة.

التركيز على الأمن وإنهاء التهميش

أحد المحاور الأساسية في كلمة الرئيس تبون كان الدعوة إلى “استشراف مستقبل أفضل” في ظل منظمة دولية قادرة على ضمان الأمن والسلام للجميع، خاصة للدول الإفريقية التي عانت طويلاً من التهميش. وأكد الرئيس على ضرورة أن تستجيب الأمم المتحدة لاستغاثة الشعوب المضطهدة وتعمل على إنهاء آفة الهيمنة والاستعمار الذي ما زال يلقي بظلاله على العديد من مناطق العالم.

وتحدث الرئيس عن رؤية الجزائر لمستقبل أفضل يتضمن إنهاء السياسات التي تعتمد على فرض السيطرة بالقوة العسكرية أو الاقتصادية، معتبراً أن ذلك يمثل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار العالميين. ولفت الانتباه إلى التحديات الراهنة التي تتطلب تكاتف الجهود الدولية، بما فيها مكافحة التغير المناخي، وحل النزاعات المسلحة، والتصدي للفقر والأوبئة.

ضرورة التعاون الدولي والاستجابة لاحتياجات الشعوب

وأضاف الرئيس تبون أن القمة تُعد فرصة للتذكير بأهمية التعاون الدولي ودوره في حل القضايا الملحة التي تواجه البشرية اليوم، مشيراً إلى أن المصالح المشتركة للدول تتطلب وحدة الصف والعمل المشترك. ودعا قادة العالم إلى الانضمام إلى الجهود الرامية لدعم الأجيال الحالية والقادمة، والحفاظ على حقوقها في العيش بسلام وكرامة.

وقال الرئيس تبون: “إن مستقبل العالم يجب أن يكون مبنياً على أسس التعاون والتضامن الدولي، حيث تتكاتف الدول لحل الأزمات دون التفرقة بين قوي وضعيف، وتركز الجهود على بناء نظام عالمي جديد أكثر عدالة واستدامة.”

قمة المستقبل: فرصة لحلول سلمية للأزمات

وفي سياق حديثه عن الأزمات الدولية، أكد الرئيس تبون أن “قمة المستقبل” تأتي في وقت حرج بالنسبة للعالم، الذي يعاني من تصاعد الصراعات المسلحة، وتزايد التدخلات الخارجية في شؤون الدول الداخلية. ودعا الرئيس إلى ضرورة اعتماد حلول سلمية قائمة على الحوار والتفاهم المتبادل، بعيداً عن استخدام القوة والعنف كوسيلة لحل النزاعات.

وأشار إلى أن الجزائر، التي كانت دائماً دولة داعمة للسلام والاستقرار، تقدم تجربتها في الوساطة وحل النزاعات كمثال يُحتذى به. وأكد أن الجزائر ستظل تدعم كل المبادرات الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والسلام في العالم، خاصة في القارة الإفريقية التي لا تزال تعاني من العديد من الأزمات.

القارة الإفريقية وتطلعات الشعوب المضطهدة

أحد النقاط الجوهرية التي ركز عليها الرئيس تبون في كلمته هو الدور المحوري للقارة الإفريقية في “قمة المستقبل”. وأشار إلى أن الدول الإفريقية لا تزال تواجه تحديات كبيرة، أبرزها التهميش والفقر والنزاعات المسلحة، ما يتطلب من المجتمع الدولي وقفة جادة لدعم القارة في مسيرتها نحو التنمية المستدامة.

وأضاف أن العالم بحاجة إلى إعادة النظر في السياسات الدولية تجاه إفريقيا، مطالباً بمزيد من الدعم والتضامن الدولي لتلبية احتياجات القارة في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية. وأوضح أن الأمن والاستقرار في إفريقيا يعدان عاملين أساسيين لتحقيق الاستقرار العالمي.

رسالة الرئيس تبون إلى قادة العالم

اختتم الرئيس عبد المجيد تبون كلمته برسالة واضحة لقادة العالم، حيث دعاهم إلى الاتحاد من أجل مستقبل أفضل للبشرية. وقال: “إن قمة المستقبل يجب أن تكون بداية لعهد جديد من التعاون الدولي، حيث تُسمع أصوات الشعوب المضطهدة، ويتم دعم حقوق الأجيال القادمة في العيش بسلام وأمان.”

وأكد على أن الجزائر، كعادتها، ستظل شريكاً فاعلاً في الجهود الدولية لتحقيق الأمن والسلام العالميين، مع التزامها الدائم بالقيم الإنسانية والعدالة.

أهمية قمة المستقبل للجزائر والعالم

تأتي كلمة الرئيس تبون في وقت يشهد فيه العالم تغيرات جذرية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، حيث تتزايد التحديات التي تواجه المجتمع الدولي. ومن هذا المنطلق، تعتبر “قمة المستقبل” فرصة هامة للدول لإعادة ترتيب أولوياتها وتبني سياسات جديدة تركز على التعاون والتضامن بدلاً من الصراع والهيمنة.

بالنسبة للجزائر، تمثل هذه القمة فرصة لتعزيز دورها على الساحة الدولية كدولة داعمة للسلام والعدالة. وتؤكد كلمة الرئيس تبون على التزام الجزائر بالقيم الأممية وسعيها الدؤوب لتحقيق مستقبل أفضل لشعبها ولشعوب العالم كافة.

تظل “قمة المستقبل” محطة فارقة في مسار الجهود الدولية لحل الأزمات العالمية وتعزيز الأمن والسلام. ومع التحديات المتزايدة التي تواجه البشرية، يبقى التعاون الدولي والحوار السلمي السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة لجميع الدول والشعوب.

 

اقرأ المزيد