النتائج المؤقتة تُعلن عبد المجيد تبون رئيساً لولاية ثانية

النتائج المؤقتة تُعلن عبد المجيد تبون رئيساً لولاية ثانية - الجزائر

أعلن محمد شرفي، رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، عن النتائج المؤقتة للانتخابات الرئاسية التي جرت في 7 سبتمبر 2024، والتي شهدت مشاركة واسعة من الناخبين. بلغ عدد الأصوات المعبّر عنها لصالح المرشحين الثلاثة 5,630,196 صوتًا، حيث تمكن الرئيس الحالي، عبد المجيد تبون، من الفوز بولاية رئاسية ثانية بنسبة ساحقة تجاوزت 94٪.

نسبة المشاركة والأصوات المعبّر عنها

شهدت الانتخابات الرئاسية لعام 2024 نسبة مشاركة ملحوظة، حيث خرج الجزائريون للتصويت في ظروف هادئة ومنظمة. وبلغ إجمالي الأصوات الصحيحة المعبّر عنها لصالح المرشحين الثلاثة 5,630,196 صوتًا. ورغم هذه النسبة، تبقى الأرقام النهائية رهينة بالمراجعة التي ستتم قبل إعلان النتائج الرسمية النهائية في الأيام المقبلة.

نتائج المرشحين

أسفرت الانتخابات عن تفوق واضح للرئيس عبد المجيد تبون، الذي حصل على 5,329,253 صوتًا، أي ما يعادل 94.65% من إجمالي الأصوات المعبّر عنها. وتعد هذه النسبة استمرارية لثقة الشعب الجزائري في برنامج تبون السياسي والاقتصادي الذي وعد بتعزيز الاستقرار ومواصلة الإصلاحات التي انطلقت خلال ولايته الأولى.

من جانبه، جاء مرشح حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني الشريف، في المرتبة الثانية، محققًا 178,797 صوتًا بنسبة 3.17%. ورغم أن الفارق بينه وبين تبون كان كبيرًا، إلا أن حساني تمكن من جمع تأييد جزء مهم من الشعب، ما يعكس استمرار تواجد الحركة في المشهد السياسي الوطني.

أما المرشح الثالث، يوسف أوشيش، الذي يمثل جبهة القوى الاجتماعية، فقد حصل على 122,146 صوتًا بنسبة 2.16%. ورغم تواضع النسبة التي حققها، إلا أن جبهة القوى الاجتماعية تظل واحدة من الأحزاب التي لها ثقل سياسي في الساحة الوطنية، خاصة في مناطق معينة.

دلالات النتائج

تشير هذه النتائج إلى سيطرة واضحة لعبد المجيد تبون على المشهد السياسي الجزائري، حيث حظي بدعم شعبي كبير مكّنه من الفوز بولاية ثانية. وتعكس النسبة الكبيرة التي حصل عليها تبون قبول الناخبين للسياسات التي انتهجها خلال فترته الرئاسية الأولى، والتي شملت إصلاحات اقتصادية واجتماعية تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي وتقليص البطالة وتحسين مستوى المعيشة.

وقد أظهرت الانتخابات أيضًا استمرار الحضور السياسي للأحزاب الإسلامية في الجزائر، ممثلة بمرشح حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني الشريف. وبرغم أن النسبة التي حققها حساني كانت أقل من المتوقع، إلا أن الحركة لا تزال تحتفظ بجزء من القاعدة الشعبية.

برنامج تبون للولاية الثانية

من المنتظر أن يواصل عبد المجيد تبون تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي يرتكز على عدة محاور استراتيجية، منها تعزيز التنمية الاقتصادية، تحسين الظروف الاجتماعية، ومواصلة محاربة الفساد. ويتوقع أن تكون الأولوية في ولايته الثانية لتعزيز الشفافية في إدارة الشؤون العامة، بالإضافة إلى التركيز على الشباب والتكنولوجيا الحديثة كجزء من التحول الاقتصادي المنشود.

وقد سبق أن صرّح تبون في خطاباته الانتخابية بأنه يهدف إلى تعزيز الدور الريادي للجزائر في المنطقة، خاصة في مجالات الطاقة والزراعة. ويركز أيضًا على تعزيز التعاون الدولي مع شركاء الجزائر التقليديين والجدد، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجهها البلاد.

دور السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات

لعبت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات دورًا محوريًا في تنظيم هذه الانتخابات، حيث حرصت على توفير بيئة انتخابية شفافة ونزيهة. وصرّح رئيس السلطة، محمد شرفي، أن عملية الفرز تمت بشفافية عالية وأن جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة العملية الانتخابية قد تم اتباعها بدقة.

كما أكد شرفي أن النتائج النهائية قد تخضع لتعديلات طفيفة بعد الانتهاء من مراجعة الطعون والتدقيق في جميع محاضر الفرز. ومن المتوقع أن يتم الإعلان الرسمي عن النتائج النهائية خلال الأيام القليلة المقبلة.

تحديات المستقبل

مع فوزه بولاية ثانية، يواجه عبد المجيد تبون تحديات كبيرة على المستوى الداخلي والخارجي. فعلى الصعيد الداخلي، تتطلب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية جهودًا مكثفة لتلبية تطلعات الشعب الجزائري في مجالات مثل تحسين مستوى المعيشة وتقليص الفوارق الاجتماعية. أما على الصعيد الخارجي، فإن الجزائر تسعى إلى تعزيز مكانتها كقوة إقليمية، خاصة في ضوء التحديات التي تشهدها المنطقة مثل التغيرات الجيوسياسية في الساحل والصحراء.

في الختام، تعكس نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2024 استمرار الثقة الشعبية في قيادة عبد المجيد تبون، وهو ما يمنحه الدعم اللازم لمواصلة تنفيذ برنامجه السياسي والاقتصادي خلال السنوات القادمة.

اقرأ المزيد