“بلدنا” القطري يتطلع إلى توسيع أنشطته في الجزائر

“بلدنا” القطري يتطلع إلى توسيع أنشطته في الجزائر - الجزائر

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر وقطر، استقبل وزير الطاقة والمناجم الجزائري، محمد عرقاب، يوم الخميس، بمقر الوزارة، وفداً رفيع المستوى من شركة “بلدنا” القطرية، ضم مستشار مجلس إدارة الشركة، علي العلي، وعضو مجلس الإدارة، إيدان تينان. ويأتي هذا اللقاء في إطار انطلاق المرحلة الأولى من المشروع الجزائري-القطري المشترك لإنتاج مسحوق الحليب المجفف، بالشراكة بين الصندوق الوطني للاستثمار وشركة “بلدنا”.

مشروع استراتيجي لتعزيز الأمن الغذائي

أكدت وزارة الطاقة والمناجم، عبر بيان رسمي نشر على صفحتها بـ”فيسبوك”، أن اللقاء شهد مناقشة جوانب عدة تتعلق بتطوير التعاون الثنائي، حيث تركزت المباحثات على الربط الطاقوي لمشروع الشراكة. بالإضافة إلى ذلك، تم بحث سبل تعزيز الاستثمارات في مجالات الطاقة والمناجم بين الشركات الجزائرية و”بلدنا”، خصوصًا في قطاعات الكهرباء، الغاز، والمواد البترولية.

وتجسد هذه الشراكة المتكاملة أهمية استراتيجية كبرى، وفقًا لما أكده وزير الطاقة والمناجم. حيث شدد عرقاب على أن المشروع يمثل خطوة حيوية نحو تحقيق الأمن الغذائي، من خلال توفير احتياجات السوق المحلية من المواد الأساسية ذات الاستهلاك الواسع، وهو ما يسهم في تقليص واردات الجزائر من الحليب المجفف ومنتجاته. وأضاف الوزير أن هذا المشروع يعد تجسيدًا للعلاقة الأخوية المميزة بين الجزائر وقطر، ويعد نموذجًا فعّالاً للشراكة الاقتصادية المثمرة.

خطوات نحو المستقبل: ثلاث مراحل لإنجاز المشروع

تتوزع مراحل تنفيذ المشروع المتكامل لإنتاج مسحوق الحليب المجفف على ثلاث مراحل رئيسية. المرحلة الأولى، تشمل استصلاح مساحات زراعية واسعة مخصصة لزراعة الأعلاف. ومن ثم، يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تشمل إنشاء مزرعة لتربية قطيع الأبقار الذي سيوفر اللبن الخام المستخدم في التصنيع. وفي المرحلة الثالثة والأخيرة، سيتم بناء مصنع متكامل لإنتاج الحليب المجفف ومشتقاته، لتلبية الطلب المحلي والتصدير على حد سواء.

وقعت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية الجزائرية اتفاقية شراكة مع “بلدنا” في شهر أبريل من هذا العام، وهي خطوة تهدف إلى دعم الاقتصاد الزراعي الجزائري وتعزيز استقلالية البلاد في إنتاج المواد الغذائية الأساسية. وسيتم تنفيذ المشروع على عدة مراحل، ما سيسهم في تحسين القدرة الإنتاجية للجزائر في هذا القطاع الحيوي.

تعزيز التعاون في مجال الطاقة والمناجم

لم يقتصر اللقاء بين الوزير الجزائري وممثلي “بلدنا” على مناقشة الجوانب الزراعية فقط، بل تم أيضًا التطرق إلى تعزيز التعاون بين الشركات العاملة في قطاعي الطاقة والمناجم في الجزائر والشركات القطرية. وركز الاجتماع على أهمية التعاون في مجالات الكهرباء والغاز، حيث تعتبر هذه القطاعات حيوية لدعم أي مشروع صناعي ضخم مثل مشروع إنتاج الحليب المجفف.

علاوة على ذلك، يُعد قطاع المواد البترولية جزءًا مهمًا من هذه الشراكة، حيث يسعى الجانبان إلى تعميق التعاون في هذا المجال بما يعزز النمو الاقتصادي في البلدين. وفي هذا السياق، أكد الوزير عرقاب على أهمية استثمار الإمكانات المتاحة في الجزائر لتطوير البنية التحتية الطاقوية التي تدعم هذا النوع من المشاريع.

أهمية المشروع للاقتصاد الوطني

يمثل المشروع الجزائري-القطري لإنتاج الحليب المجفف خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي للجزائر في مجال الحليب ومشتقاته، وهو ما يعكس رؤية الحكومة الجزائرية لتعزيز الأمن الغذائي وتقليص الاعتماد على الواردات. فمن خلال الاعتماد على الإنتاج المحلي، سيساهم المشروع في خفض التكاليف المرتبطة باستيراد الحليب المجفف من الأسواق العالمية، وهو ما من شأنه أن يعزز الميزان التجاري للبلاد.

وعلى المدى الطويل، يتوقع أن يوفر المشروع فرص عمل جديدة للمواطنين الجزائريين في مجالات الزراعة، تربية المواشي، والصناعات التحويلية. بالإضافة إلى ذلك، سيسهم المشروع في نقل الخبرات والتكنولوجيا القطرية إلى الجزائر، ما يعزز من قدرة البلاد على تطوير صناعات زراعية متقدمة.

ختامًا: شراكة جزائرية-قطرية تفتح آفاقاً واعدة

يأتي هذا المشروع كجزء من جهود الجزائر وقطر لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين في مجالات متعددة، من بينها الزراعة والصناعة والطاقة. ويجسد المشروع رؤية مشتركة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير الصناعات الوطنية في كلا البلدين.

ومع انطلاق المرحلة الأولى من هذا المشروع الاستراتيجي، تبدو الآفاق واعدة لتطوير قطاع الحليب في الجزائر، مما يسهم في تحقيق الاستقلالية الغذائية ويعزز من مكانة البلاد على خريطة الإنتاج الزراعي في المنطقة. كما يبرز هذا المشروع أهمية الشراكات الاقتصادية الثنائية في تحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي.

اقرأ المزيد