النقل البحري الجزائري ينهي عقد سفينة ‘موبي دادا’ الإيطالية

النقل البحري الجزائري ينهي عقد سفينة ‘موبي دادا’ الإيطالية - الجزائر

في خطوة تهدف إلى تحسين خدماتها وضمان سلامة الركاب، أعلنت المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين عن فسخ عقد استئجار السفينة الإيطالية “موبي دادا”، التي كانت قد استأجرتها في إطار التحضيرات لموسم الاصطياف 2024. جاء هذا القرار بعد سلسلة من الأعطاب الفنية التي عانت منها السفينة، مما أدى إلى تذبذب كبير في برنامج رحلات الشركة خلال هذا الصيف.

فسخ العقد: ضمان سلامة الركاب أولاً

أوضح محمد الطيب عبود، رئيس مجلس إدارة الشركة، خلال ندوة صحفية عقدت اليوم السبت في الجزائر العاصمة، أن القرار بفسخ عقد “موبي دادا” جاء بعد تسجيل العديد من الأعطاب التي أثرت على محرك السفينة ونظام التكييف بها. وأكد عبود أن الشركة اتخذت هذا القرار حفاظًا على سلامة الركاب، مشيرًا إلى أن جميع المسافرين الذين كانت رحلاتهم مبرمجة على هذه السفينة تم تحويلهم إلى السفن الجزائرية الأخرى مثل “طاسيلي 2″ و”الجزائر 2”.

استئجار “موبي دادا”: خطوة لم تحقق الهدف

كان الهدف من استئجار “موبي دادا” في نهاية يناير الماضي هو تعزيز أسطول المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين خلال موسم الاصطياف 2024، وذلك لضمان نقل أكبر عدد ممكن من المسافرين، خصوصًا من أفراد الجالية الجزائرية المقيمة في أوروبا. ولكن مع تكرار الأعطاب، أصبح من الواضح أن السفينة لم تكن قادرة على تلبية المتطلبات الفنية والتشغيلية للمؤسسة، ما أدى في النهاية إلى اتخاذ قرار بفسخ العقد.

تداعيات فسخ العقد على المسافرين

بعد إخراج “موبي دادا” من الخدمة، واجهت الشركة تحديات كبيرة في استيعاب جميع المسافرين المبرمجين على السفينة. نتيجة لذلك، تم اللجوء إلى استغلال سفينتي “طاسيلي 2″ و”الجزائر 2”. ومع طاقة استيعابية محدودة لهاتين السفينتين، اضطرت الشركة أحيانًا إلى تغيير حجوزات المسافرين، مما أدى إلى إعطاء الأولوية للعائلات في تخصيص الغرف. كما تم تعويض المسافرين الذين تم تحويلهم إلى درجة “مقعد” بفارق سعر التذاكر ومنحهم تخفيضًا بنسبة 30% على حجزهم المقبل، في محاولة من الشركة لتعويض الإزعاج الذي تسبب فيه التغيير.

استجابة الزبائن والتزام المؤسسة

في هذا السياق، دعا عبود المسافرين المتأثرين بهذه التغييرات إلى تفهم الوضع والتعاون مع طواقم السفن لضمان تنفيذ الرحلات بدون تأخير. كما أكد على التزام المؤسسة بالاستماع إلى اهتمامات وانشغالات الزبائن، مشيرًا إلى أن الشركة تعمل على تطبيق سياسة سعرية تنافسية ومدروسة، تقل بنسبة 40% عن تلك المطبقة من قبل الشركات المنافسة الناشطة في السوق الوطني.

حصيلة نشاط الموسم ونجاحات رغم التحديات

بالرغم من التحديات التي واجهتها المؤسسة هذا الموسم، أكد عبود أن حصيلة النشاط كانت إيجابية إلى حد كبير. فمنذ يونيو الماضي، نفذت الشركة 173 رحلة بين الموانئ الجزائرية والدول الأوروبية، بما في ذلك إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، وتمكنت من نقل 146 ألف مسافر و43 ألف مركبة. وأكد عبود أن برنامج رحلات هذا الصيف تم تجسيده بنسبة 98%، مما يعكس نجاح الشركة في تجاوز العقبات وضمان تنفيذ غالبية الرحلات المبرمجة.

تحضيرات لموسم الاصطياف 2025

وبالنظر إلى التجربة التي مرت بها المؤسسة هذا العام، تعمل الآن بشكل مكثف للتحضير لموسم الاصطياف المقبل 2025. وأكد عبود أن السلطات العليا في البلاد، من خلال وزارة النقل، تسهر على الإعداد الجيد لهذا الموسم. وصرح بأن التحضيرات بدأت قبل 15 يومًا، مؤكدًا أن موسم الاصطياف المقبل سيكون أفضل بكثير من الموسم الحالي.

وأشار عبود إلى أن نهاية السنة الجارية ستشهد أعمال صيانة وإصلاح للأسطول البحري لضمان استعداد السفن لتنفيذ برنامج صيف 2025 في أفضل الظروف الممكنة.

الخلاصة

تأتي هذه التحركات من قبل المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين في إطار سعيها المستمر لتحسين خدماتها وضمان سلامة وراحة ركابها. ورغم التحديات التي واجهتها الشركة خلال موسم الاصطياف 2024، فإن التحضيرات المكثفة لموسم 2025 تعد بإمكانية تقديم خدمات أفضل وأكثر موثوقية في المستقبل، مع التزام مستمر بالاستجابة لتوقعات الزبائن وتحقيق رضاهم.

اقرأ المزيد