توسيالي يفتح آفاقاً جديدة: تصدير 25 ألف طن من الألواح الحديدية

توسيالي يفتح آفاقاً جديدة: تصدير 25 ألف طن من الألواح الحديدية - الجزائر

في خطوة تاريخية تعزز مكانتها على الساحة الاقتصادية الدولية، أعلن مركب الحديد والصلب “توسيالي” الواقع في بطيوة شرق ولاية وهران عن أولى عمليات تصدير الألواح الحديدية. هذا الإنجاز يمثل بداية جديدة للمركب في توسيع نطاق أعماله والتوجه نحو الأسواق العالمية. وبحسب ما صرح به مدير الاستثمار في المركب، السيد عزي رمزي، فإن هذه الشحنة الأولى بلغت 25 ألف طن من الألواح الحديدية، ما يعكس الاهتمام الكبير بهذا المنتج في الأسواق الدولية، خاصة بين مصنعي الحديد الذين يحولونه إلى منتجات نهائية، لا سيما في الدول الأوروبية.

التوسع نحو الأسواق الدولية

تعتبر الألواح الحديدية نصف المصنعة من المنتجات التي تحظى بقبول واسع في الأسواق العالمية، حيث يستخدمها المصنعون في عمليات تحويلها إلى منتجات نهائية متطورة. ويمثل تصدير هذه الكمية خطوة هامة نحو تعزيز مكانة الجزائر كمصدر موثوق للمواد الخام الصناعية. ويطمح مركب توسيالي، الذي يعد واحداً من أكبر وأحدث مركبات الحديد في الجزائر، إلى تطوير هذه المبادرة لتشمل منتجات حديدية مصنعة بالكامل بحلول نهاية العام الجاري. وتشمل هذه المنتجات المسطحات الحديدية التي تُعد من المنتجات المطلوبة بشدة في السوقين المحلي والدولي.

الاستراتيجية المستقبلية

يأتي هذا التوجه ضمن استراتيجية المركب لزيادة إنتاجيته وتنويع صادراته، حيث يسعى إلى تصدير مجموعة واسعة من المنتجات الحديدية. ويشمل ذلك حديد البناء والأنابيب الحلزونية، بالإضافة إلى المنتجات المصنعة بشكل نهائي مثل الحديد المسطح. ويتوقع أن تساهم هذه الجهود في تحقيق إيرادات تصل إلى 2 مليار دولار سنوياً من الصادرات، مما يعزز من دور الجزائر في السوق العالمية للحديد والصلب.

جائزة أفضل مصدر للمنتوجات الصناعية

لا يقتصر نجاح مركب توسيالي على التصدير فحسب، بل تم تكريمه بجائزة أفضل مصدر للمنتجات الصناعية في النسخة الثانية من جائزة رئيس الجمهورية لأحسن مصدر لعام 2023. هذه الجائزة تعكس التزام المركب بالتميز والجودة في منتجاته، وتعزز من سمعته كمصدر رئيسي في الصناعة الحديدية.

آفاق التطور والنمو

مع هذا الإنجاز، يتطلع مركب توسيالي إلى المزيد من التوسعات والنمو، حيث يسعى لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات الحديدية في الأسواق العالمية. ومن المتوقع أن يواصل المركب جهوده لتطوير منتجات جديدة وتحسين تقنيات التصنيع، ما سيمكنه من التنافس بقوة في السوقين المحلي والدولي.

تعزيز الاقتصاد الوطني

يعد هذا التوجه جزءاً من رؤية أوسع لتعزيز الاقتصاد الجزائري من خلال تطوير الصناعات الثقيلة وتحقيق التكامل بين الإنتاج المحلي والصادرات. ومع وصول صادرات مركب توسيالي إلى 2 مليار دولار سنوياً، ستسهم هذه العائدات بشكل كبير في دعم الخزينة الوطنية وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.

الاستفادة من الموقع الاستراتيجي

يستفيد مركب توسيالي من موقعه الاستراتيجي في ولاية وهران، التي تعتبر واحدة من أهم المناطق الصناعية في الجزائر. هذا الموقع يتيح للمركب الوصول بسهولة إلى الموانئ البحرية، مما يسهل عمليات التصدير إلى الأسواق الأوروبية والدولية. كما أن قربه من المواد الخام الرئيسية يساهم في خفض تكاليف الإنتاج وزيادة تنافسية المنتجات في الأسواق العالمية.

دعم التنمية المحلية

إلى جانب دوره في تعزيز الاقتصاد الوطني، يسهم مركب توسيالي بشكل مباشر في دعم التنمية المحلية. فمن خلال عمليات التوسع وزيادة الإنتاج، يوفر المركب فرص عمل جديدة للشباب ويعزز من القدرات الصناعية في المنطقة. كما أنه يساهم في نقل التكنولوجيا والمعرفة الصناعية إلى الجزائر، ما يدعم تطوير القطاع الصناعي بشكل عام.

المستقبل والتحديات

على الرغم من النجاح الذي حققه مركب توسيالي في مجال التصدير، فإنه يواجه أيضاً تحديات كبيرة. تشمل هذه التحديات الحفاظ على الجودة العالية للمنتجات في ظل تزايد الطلب، والتكيف مع التغيرات في السوق العالمية، واستمرارية الابتكار في المنتجات والتقنيات. ومع ذلك، فإن المركب يبدي استعداداً لمواجهة هذه التحديات من خلال استراتيجيات تطوير مستدامة ورؤية مستقبلية واضحة.

الخلاصة

يمثل تصدير مركب توسيالي لأول شحنة من الألواح الحديدية إلى الأسواق الدولية خطوة هامة نحو تعزيز مكانة الجزائر كمصدر رئيسي للمنتجات الحديدية. ومع استمرار المركب في تطوير إنتاجه وزيادة صادراته، فإن المستقبل يبدو مشرقاً لهذا المشروع الصناعي الضخم. ومن خلال الاستفادة من موقعه الاستراتيجي والتزامه بالجودة والابتكار، يسعى مركب توسيالي إلى تحقيق المزيد من النجاحات على الساحة العالمية، مما يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر.