فلسطين : حرب التجويع الصهيونية تستهدف الاطفال حديثي الولادة في غزة

الجزائر – تعاني آلاف الأمهات في غزة من عدم قدرتهن على ارضاع أطفالهن حديثي الولادة طبيعيا لإبقائهم على قيد الحياة, لانعدام الأمن الغذائي والرعاية الصحية في ضوء تواصل سياسة التجويع الممنهجة والحصار الشامل الذي فرضه الكيان الصهيوني على القطاع.

وأصبحت الرضاعة الطبيعية مستحيلة على أمهات القطاع إلى الحد الذي يجعلهن غير قادرات على ممارستها ويحد من فرص ابقاء اطفالهن حديثي الولادة على قيد الحياة, في وقت يهدد الجوع الكارثي نسبة 70 بالمائة من أهالي شمال غزة.

وتشير منظمة “آكشن إيد” الدولية الى أن الأمهات حديثات الولادة اللواتي ولدن مؤخرا في مستشفى “العودة” شمال غزة, على سبيل المثال, يجدن صعوبة في العثور على أي شيء يأكلنه أثناء حملهن.

كما تتعرض 60 ألف سيدة حامل إلى مخاطر الولادة إذ يولد شهريا نحو 4500 طفل في القطاع ويعانين من الجوع الذي يفتك بأجساد أجنتهن حتى أن بعضهن أجهضن أو وضعن مبكرا أطفالا أوزانهم قليلة وأجسادهم هزيلة ولا يجدن حليبا لهم أو رعاية صحية, الشيء الذي يجعلهم عرضة لتأخر النمو والمرض والوفاة في الحالات الشديدة.

ورصدت السلطات الصحية الفلسطينية زيادة ملحوظة في حالات الإجهاض والولادات المبكرة وانفصال المشيمة للنساء الحوامل بنسبة 25 بالمائة, وذلك منذ بدء العدوان الاجرامي على القطاع حتى منتصف أبريل الماضي.

ويتوافق ذلك مع ما وثقته لجنة الإنقاذ الدولية التي ذكرت أن ما لا يقل عن 183 امرأة يضعن مواليدهن في غزة كل يوم, ومعظمهن لا يملكن القدرة على الوصول إلى منشآت الرعاية الصحية, مشيرة الى معاناة الحوامل من بدء المخاض قبل أوانه وفقدان الأجنة بمعدل يزيد ثلاثة أضعاف عن بداية العدوان, بسبب سوء التغذية والنزوح القسري والصدمات النفسية.

ويشير الناطق باسم السلطات الصحية الفلسطينية في غزة, أشرف القدرة, أيضا الى ضعف المناعة لدى الحوامل وينسحب الحال على مواليدهن و تفاقم إصابات التجرثم الدموي الناتج عن وجود بكتيريا في مجرى الدم عند الطفل, مع تفشي التلوث البيئي والنقص الشديد في مواد التنظيف.

 

                                                     ==  نحو 135 ألف طفل دون سن الثانية لا يحصلون على الرضاعة الطبيعية ==

    

وإذ يشجع الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية ( 1 إلى 7 اغسطس) على ارضاع حديثي الولادة لتعزيز صحتهم ونموهم, فان الاحتلال الإجرامي يتعمد تجويع المرأة الحامل و جنينها والأم المرضعة وطفلها حديث الولادة, حيث تعاني نسبة 95 بالمائة من الحوامل والمرضعات في غزة فقرا غذائيا شديدا, الأمر الذي يهدد حياة أطفالهن الرضع, وهو استهداف للأجيال الصاعدة في محاولة لطمس الوجود الفلسطيني.

وتتساءل أمهات غزة اللائي تواجهن في هذه الاثناء, سلاح التجويع الممنهج وجريمة الإبادة الجماعية, عما إذا كانت مساعي المجتمع الدولي مع تحديده “هذا الاسبوع ” جادة لتشجيعها ودفعها على إرضاع أطفالهن طبيعيا, خلال الساعة الأولى من عمرهم, وطوال الأشهر الستة الأولى من عمرهم حتى بلوغهم عامين من العمر أو أكثر من ذلك.

إن احياء هذا الأسبوع يأتي في وقت تواجه نسبة أكثر من 95 بالمائة من النساء الحوامل والمرضعات في غزة  فقرا غذائيا شديدا وتحديات في الوصول إلى المنتجات والمكملات الغذائية التي يحتجن إليها, و 76 بالمائة منهن تعانين من فقر الدم و55 بالمائة منهن تعيق ظروفهن الصحية قدرتهن على الرضاعة, وفق ما أكده تقرير مشترك لمنظمتي الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) و الصحة العالمية في أبريل الماضي.

منظمة اليونيسيف تؤكد أن العدوان الصهيوني والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية في القطاع, أدت إلى انهيار النظامين الغذائي والصحي وإلى عواقب كارثية على الأطفال وأسرهم, حيث لا يحصل نحو 135 ألف طفل دون سن الثانية في غزة على الرضاعة الطبيعية المنقذة للحياة وممارسات التغذية التكميلية المناسبة لأعمارهم.

وأفادت التقارير الاممية أن 90 بالمائة من أطفال غزة يعانون فقرا غذائيا ادا, حيث أن تسعة من كل 10 أطفال لا يستطيعون تناول العناصر الغذائية من مجموعات غذائية كافية لضمان نموهم وتطورهم بشكل صحي.

وتوضح المديرة التنفيذية لليونيسف, كاثرين راسل, أنه تم فحص 170 ألف طفل دون سن الخامسة و 10 آلاف امرأة حامل ومرضعة للكشف عن سوء التغذية, لتضيف أنه عندما يعاني الأطفال من الجوع والضعف, تكون أجسادهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل الكوليرا وشلل الأطفال, بعد أن وصفت اكتشاف فيروس شلل الأطفال مؤخرا في غزة بأنه “مثير للقلق بشكل لا يصدق” .

وتشدد على أن غزة تعد من “أخطر الأماكن على الأطفال” على مستوى العالم وتضيف أن الوضع في غزة أصبح “خارج القانون” بشكل متزايد, مع تدمير المرافق الصحية والتهجير القسري للعائلات مرات عديدة.

اقرأ المزيد