المشاركون في فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات البوليساريو يركزون على “الحروب النفسية كبديل للعمليات العسكرية”

بومرداس – ركز المشاركون في أشغال الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية التي تواصلت اليوم الاثنين بولاية بومرداس, على الحروب النفسية التي يستخدمها الاحتلال المغربي كبديل للعمليات العسكرية, من أجل محاولة “تخريب العقول والتلاعب بها للحصول على النتائج المطلوبة بأقل تكلفة”.

و أبرز المدير في المديرية الصحراوية للأمن والتوثيق وحماية المؤسسات, محمد لحبيب محمد عالي, في محاضرة ألقاها حول “الحرب النفسية المعادية: أساليبها وطرق مواجهتها”, كيف استخدم الاحتلال المغربي منذ غزوه للأراضي الصحراوية, كافة أنواع الحروب, “فانتهج في البداية أسلوب الصدمة والترويع لإبادة الشعب من خلال تطبيق سياسة الأرض المحروقة التي لم تستثن الإنسان والحيوان والممتلكات, باستخدام كل ما يملكه من ترسانة عسكرية, لإظهار همجيته وبالتالي ترهيب الصحراويين والدفع بهم إلى الاستسلام”.

ولفت السيد محمد لحبيب أن الشعب الصحراوي “لم ترهبه أسلحة الاحتلال ولم تثنه عن المقاومة الشرسة التي كادت أن تطرد الغزاة إلى غير رجعة, لولا تدخل حلفائهم”, ومع هذا –يقول– “فشل الاحتلال في تحقيق النصر في ميدان المعركة باستخدام إمكاناته العسكرية, ما دفع به الى الاعتماد على الحرب النفسية, آملا أن يحقق بها ما عجز عنه عسكريا”.

 وقسم المحاضر الحرب النفسية التي استخدمها المغرب في الصحراء الغربية الى ثلاث مراحل, الاولى امتدت الى غاية سنة 1975 وركزت على التعتيم الإعلامي للفكر الثوري الصحراوي المطالب بإستقلال الصحراء الغربية وإجهاضه خصوصا بعد الإعلان عن ميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو).


إقرأ أيضا:  أيام تحسيسية بالمملكة المتحدة وفرنسا حول نضال الشعب الصحراوي ضد الاحتلال المغربي


وخلال تعرضه للمرحلة الثانية لهذه الحرب التي امتدت من 1975 الى غاية 1991, تطرق المحاضر إلى أهم الاساليب التي استخدمها الاحتلال المغربي منها استعمال أسلوب الصدمة والترويع لقهر الإرادة الصحراوية وتكريس الإحتلال, وحكم المنطقة بيد من حديد, وإحكام الإغلاق وعزل المدن المحتلة عن المحيط الخارجي من طرف الاحتلال وإتباع سياسة التعتيم الإعلامي على ما يجري من معارك عسكرية, التي كانت الغلبة فيها لصالح الصحراويين.

أما المرحلة الثالثة من هذه الحرب التي استمرت الى غاية 2020, فقد اتسمت حسب السيد محمد لحبيب ب”الدخول في مخطط السلم الأممي ووقف إطلاق النار”, فكانت في نظره “أخطر مرحلة في حرب الشعب الصحراوي التحريرية”.

وبعد ثلاثين عاما من توقيع اتفاق وقف اطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمغرب, حاول المخزن العمل على كل الأصعدة للدفع بالشعب الصحراوي للتخلي عن اهدافه المشروعة, الى جانب محاولته إلصاق تهمة “الإرهاب” بعناصر البوليساريو وتفريغ الاراضي المحتلة من سكانها الاصليين.

من جهته, أبرز الأستاذ الأكاديمي والمحاضر إسماعيل دبش, في محاضرة بعنوان “القضية الصحراوية والمتغيرات الإقليمية والدولية”, الأهمية الإستراتيجية للدولة الصحراوية في المنطقة من خلال عدة عوامل, منها الموقع الإستراتيجي والجغرافي وغناها بالموارد الطبيعية (من بينها الفوسفات والطاقة الشمسية) التي تحتاجها التكنولوجيا الحديثة, ما جعلها محل أطماع القوى الاستعمارية والعظمى.

وتطرق الاستاذ دبش لبعض البلدان التي استغلت “عامل الضغط الاقتصادي” للتحرر من الاستعمار, مؤكدا على أن القانون الدولي يكفل للشعوب الدفاع عن حقوقها بجميع الوسائل, ويمنع في المقابل أي استغلال لمواردها, سواء من قبل الشركات أو البلدان دون أخذ الموافقة منها, في إشارة الى أن أي استغلال للموارد الطبيعية الصحراوية دون موافقة الشعب الصحراوي مرفوض.