المغرب: إضراب لإطارات الصحة يشل المؤسسات الإستشفائية

 

الرباط- يتواصل الإحتقان بقطاع الصحة في المغرب بإضراب شل يوم الإثنين كل المؤسسات الإستشفائية, رفضا ل “تملص” الحكومة من إلتزاماتها إزاء مطالب مهنيي القطاع بشأن تحسين أوضاعهم المادية والمهنية والإجتماعية وإحتجاجا على عدم تنفيذها للإتفاقات الموقعة مع ممثليهم بعد مفاوضات طويلة ومضنية.

وشدد التنسيق النقابي لقطاع الصحة – الذي يضم ثماني نقابات- على تمسكه ببرنامجه الاحتجاجي الذي يشمل توقيف العمل في كل المؤسسات الطبية لأسبوعين بدء من اليوم الإثنين إلى الجمعة المقبل, ك”رد فعل مباشر وحازم” على التدخل الأمني الوحشي بحق منتسبي القطاع خلال مسيرة احتجاجية الأربعاء الماضي بالرباط, وهو التدخل الذي أسفر عن العديد من الاعتقالات والاصابات في صفوفهم.

كما شدد على إصراره على الاستمرار في التصعيد ضاربا العرض الحكومي عرض الحائط. وقال إنه ينتظر ردا من رئيس الحكومة على مطالبه قبل توقيف برنامجه التصعيدي.

و في هذه الاثناء, يستعد عمال قطاع الصحة لخوض مسيرة جهوية بمدينة مراكش الخميس المقبل ضمن برنامج نضالي لخوض وقفات ومسيرات احتجاجية إقليمية و جهوية.

و في هذا السياق, رفضت الجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء “الاتحاد المغربي للشغل” حضور الاجتماع مع وزير الصحة الجمعة الماضية, مطالبة باعتذار من الحكومة ووزارة الصحة على ما تعرضت له الإطارات الصحية من قمع لمسيرتها السلمية الأربعاء الماضي.

وقالت الجامعة إنها “تقاطع” أي لقاء مع الحكومة وتطالب بوقف متابعة المناضلين الذين تم اعتقالهم من داخل المسيرة الاحتجاجية المحاصرة بساحة بالرباط و تطالب برد من رئيسها على النقاط الخلافية المرفوعة له منذ 25 يناير الماضي.

ومنذ 29 ديسمبر الماضي, يعيش قطاع الصحة على وقع أزمة “غير مسبوقة” نتيجة لعدم التزام الحكومة بتنفيذ أي من بنود الاتفاق الذي وقعته في يناير المنصرم مع القطاعات النقابية للقطاع بدعوى أن هذه الاتفاقيات “ليست ملزمة” لأنها وُقعت فقط من قبل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.

وتطالب نقابات القطاع بتنفيذ كل مضامين الاتفاقات ومحاضر الاجتماعات الموقعة بين وزارة الصحة وكل النقابات في شقها المادي والمعنوي والقانوني, والتي تعبر عن مطالب عمال القطاع بكل فئاتهم والحفاظ على كل حقوقهم ومكتسباتهم.

وبالتزامن مع شل اطارات الصحة للمستشفيات المغربية طيلة هذا الأسبوع, يخوض الأطباء الداخليون والمقيمون بدورهم إضرابا وطنيا الخميس المقبل مع مقاطعة حراسة مسابقات ولوج كليات الطب والصيدلة, رداً على طبيعة تفاعل وزارتي التعليم العالي والصحة مع مطالبهم.

وقالت “اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين” في المغرب, في بيان, أن إضراب الخميس القادم “يستثني مصالح المستعجلات والإنعاش والعناية المركزة”, معلنة أن هذه الخطوة “يليها مسلسل نضالي متصاعد” أمام تجاهل وزارة التعليم العالي لمطلبهم للحوار وأيضا أمام “التأجيل المتكرر للقاءاتهم مع وزارة الصحة” بعد تراجعها عن تمثيليتهم داخل المجالس الإدارية للمجموعات الصحية الترابية.

وكانت السلطات المغربية قمعت الاربعاء الماضي مسيرة وطنية احتجاجية بالرباط نظمتها اطارت الصحة تنديدا بالتدهور الخطير الذي بلغه القطاع العمومي في المملكة, ما أثار تنديدات واسعة من لدن أحزاب ونقابات مغربية.