لم يصمد الانقلابي قائد المرحلة الانتقالية في مالي أسيمي غويتا أمام أطماعه في فرض الترهيب والرعب في نفوس أبناء الشعب المالي الشقيق، وها هو اليوم يخرب عليهم ويمنعهم من التوصل إلى مصالحة وطنية تعود عليهم بالخير والرفاه، عن طريق سد الطريق بـ “الإبادة الجماعية” أمام اتفاقيات الجزائر التي أجمع المجتمع الدولي على جدواها في تعميم السلم والسلام في منطقة الساحل.
لم يكن استدعاء السفير الجزائري لدى “نيامي” من قبل النظام العسكري الانقلابي في النيجر، ليأتي هكذا فجأة ومن دون خلفيات، أو ليمرّ هكذا لمحة ومن دون تبعات، فالحقيقة أنه جاء ضمن مسلسل تآمري معقّد ومُعدٍّ سلفا، شاركت في رسمه – على الأقل – ثلاث قوى غادرة ما فتئت تضمر...
“يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوّه”، وقد يفعل “غويتا” بنفسه وببلده ما لم يفعل الاستعمار من قبل بأهله وبشعبه، فهو ينطلق في تصرفاته الغبية من قناعات عدائية ضدّ الجزائر، البلد الوحيد الذي ليس له أطماع في مالي. قناعات غير محسوبة المسار ولا محسومة الأخطار، لا لشيء إلاّ لأنّه...
منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، ومالي، هذا البلد الجار، يعاني من الأزمات المتوالية بفعل التغييرات غير الدستورية. ومع كل انقلاب كانت البلاد تغرق في مستنقع الحرب الأهلية، دافعة الثمن الباهظ من أرواح أبنائها وبناتها، ومقدراتها التي تتعرض، منذ عقود، للنهب والسطو من طرف أطراف أجنبية لا يهمها استقرار مالي...
حفتر يلعب بالنار