عنابة – استفاد ملعب كرة القدم 19 ماي1956 بعنابة من أشغال تهيئة و إعادة تأهيل بمقاييس عالمية مكنته من استعادة بريقه ومكانته كصرح رياضي متميز ومؤهل لاستقبال منافسات رياضية قارية و دولية.
ففي ظرف قياسي أنجزت بملعب 19 ماي 1956 عمليات تهيئة وتوسيع وإعادة تأهيل رفعت من خلالها سلطات الولاية و المسؤولين ومختلف الشركاء التحدي ليكونوا في الموعد مع التظاهرة الكروية القارية بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين لكرة القدم شان 2022 المرتقبة بالجزائر من 13 يناير إلى 4 فبراير 2023.
ويعد هذا الإنجاز تجسيدا لتعهدات السلطات العمومية التي راهنت على رد الاعتبار للمنشآت الرياضية والاستعداد لاستضافة تظاهرات رياضية قارية ودولية.
وقد استفاد ملعب 19 ماي 1956 في إطار هذا التوجه ببرنامج خاص لإنجاز أشغال التهيئة والتوسيع و إعادة التأهيل استهدف ملعبي كرة القدم 19 ماي 1956 والعقيد شابو أوكلت للشركة الوطنية “باتيميتال” وذلك بغلاف مالي قارب 8 مليار دج.
فملعب 19 ماي 1956 الذي يعود تدشينه لشهر يوليو من سنة 1987 و احتضن أول مقابلة دولية على ميدانه جمعت المنتخب الوطني بنظيره السوداني لحساب تصفيات الألعاب الأولمبية لسنة 1988، يعد تحفة معمارية رياضية بميدان بالعشب الطبيعي كما وصفه مهندسو مكتب الدراسات الذي أعد وتابع أشغال إعادة تأهيله. ويقع هذا الصرح الرياضي بهضبة بالمخرج الغربي لمدينة عنابة و أنجز وفق نموذج معماري مندمج مع طبيعة الموقع مما يوفر الراحة والمتعة للجمهور ويمنح لهواة كرة القدم الفرصة لصنع أجواء رياضية احتفالية لا طالما تميز بها الجمهور العنابي.
وقد احتضن ملعب 19 ماي 1956 الذي يتسع لأكثر من 50 ألف متفرج منذ تدشينه 117 مقابلة دولية و ذلك ضمن تصفيات الألعاب الأولمبية لسنة 1988 وتصفيات كأس إفريقيا لسنوات 1990 و 2004 و 2012 و تصفيات كأس العالم 2002 و 2006 بالإضافة إلى مقابلات دولية ودية ومنافسات البطولة الإفريقية الخامسة لألعاب القوى سنة 1988 .
واستفاد هذا الملعب الذي تراجع دوره في السنوات الأخيرة بسبب تدهور ميدانه وملحقاته ببرنامج إعادة تأهيل ليصنف ضمن الملاعب المعتمدة للتظاهرات الكروية الدولية، كما أوضح ل(وأج) مدير الشباب و الرياضة بالولاية، علي بن طوبال.
وشمل برنامج إعادة التأهيل تسع ورشات كبرى تتعلق بتوسيع وتأهيل وتجهيز المبنى الشرفي و ميدان الملعب و الإنارة و الأضواء الكاشفة واللوح الإلكتروني ومنطقة الصحافة وغرف تغيير الملابس الخاصة باللاعبين بالإضافة إلى تركيب الكراسي بالمدرجات وبناء وتهيئة فضاءات خدماتية خاصة بالجمهور وتهيئة محيط الملعب وموقف السيارات الذي يتسع ل 5 آلاف مركبة .
وتم في هذا الإطار توسيع و إعادة تأهيل المبنى الشرفي، حيث أصبح يضم حاليا ثلاثة طوابق على مساحة ب4 آلاف متر مربع بعد أن كانت مساحته لا تتجاوز 2000 متر مربع و إنجاز ممر علوي خاص بالضيوف.
كما يضم هذا المبنى المنصة الشرفية وقاعة استقبال خاصة بالضيوف والشخصيات وغرف تبديل الملابس خاصة باللاعبين وغرفة للحكام وأخرى للمراقبة عن طريق تقنية ”الفار” بالإضافة إلى قاعة للمحاضرات والندوات الصحفية و أخرى خاصة بوسائل الإعلام.
كما شملت الأشغال صيانة وإعادة تأهيل ميدان الملعب وذلك من خلال مراجعة شبكة صرف مياه الأمطار ونظام الري و وضع العشب الطبيعي بتقنية العشب الهجين، حسب ما أوضحه مسؤول القطاع بالولاية .
كما تضمنت الأشغال المنجزة بهذا الملعب مراجعة و إعادة تأهيل نظام الإنارة وتركيب الأضواء الكاشفة واللوح الإلكتروني واللوحات الإشهارية بالإضافة إلى تأهيل نظام دخول وخروج الجمهور عبر ممرات وبوابات إلكترونية واعتماد نظام التذاكر الإلكترونية و وضع الكراسي بالمدرجات باللونين الأبيض والأحمر.
كما شملت الأشغال إنجاز مغاسل ودورات للمياه خاصة بالجمهور على مستوى المدرجات بالإضافة إلى مقرات خدماتية تضم مقاهي و نقاط للإطعام ونقطة للتمريض والخدمات الصحية الاستعجالية خاصة بالحماية المدنية و أخرى خاصة بالأمن.
وبالموازاة مع أشغال التهيئة والتأهيل التي شهدها ملعب 19 ماي1956 فقد استفاد الملعب الثاني بعنابة العقيد شابو بوسط المدينة من أشغال تهيئة وتأهيل وذلك تحسبا لتظاهرة “الشان” بحيث تم تخصيصه لإجراء تدريبات الفرق المشاركة ضمن المجموعة التي ستتنقل إلى ولاية عنابة.
وبالنظر إلى أن الرياضة ظاهرة حضارية تقرب الشعوب كان لا بد من مرافقة أشغال تأهيل ملعب 19 ماي 1956 بحملات تحسيسية لتعزيز دور الأنصار في جعل الملاعب فضاء لترقية الروح الرياضية و القيم الأولمبية.
وتكثف في هذا الشأن الجهود لتفعيل دور المجتمع المدني وخاصة جمعيات النوادي الرياضية وجمعيات الأنصار بالتعاون مع مختلف الشركاء للإسهام في المحافظة على هذا الإنجاز وجعله صرحا لترقية الممارسة الرياضية و إعلاء قيمها، حسب ما لفت إليه مسؤولون بقطاع الشباب والرياضة بالولاية.
وإلى جانب كرة القدم يمثل ملعب 19 ماي 1956 صرحا رياضيا نوعيا يؤهل ولاية عنابة لاحتضان تظاهرات رياضية دولية في كرة القدم و كذا في ألعاب القوى كما تمت الإشارة إليه.
فندق مرمورة بقالمة..هيكل سياحي يستعيد بريقه لإحتضان السياح