زعيم يهود فرنسا يوجّه رسالة للسلطات الجزائرية!

زعيم يهود فرنسا يوجّه رسالة للسلطات الجزائرية! - الجزائر

أبدى زعيم يهود فرنسا “حاييم كورسيا”سعادته بزيارة الجزائر رفقة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ابنداءا من يوم 25 اوت الجاري.
و في حوار لفرانس24 قال الحاخام الفرسي اليهودي ان هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها الجزائر مشيرا أنه “يتشوق إلى رؤية هذه الأرض” التي لطالما قرأ عنها الكثير “عبر الكتب والمقالات” .
و جاء في حوار له مع موقع لفرانس24 “أنا سعيد جدا بهذه الرحلة. العديد من الأصدقاء من الجالية اليهودية في باريس يظنون أنني أعود في زيارة أخرى إلى الجزائر. لكن في الحقيقة لم يسبق لي أن سافرت إلى هذا البلد، مسقط رأس أبي وأمي اللذين عاشا في مدينتي وهران وتلمسان (أقصى غرب البلاد). إنها عودة إلى الأصل والنور. سأتمكن أخيرا من رؤية أرض لطالما قرأت الكثير عنها في الكتب والمقالات. كانت بعض الكتب التي اطلعت عليها مزينة بالصور الجميلة والملونة، وأخرى تروي المآسي. لدي انطباع بأنني أعرف هذه الأرض على الرغم أنني لم أزرها أبدا. أنا متشوق لاكتشافها.”
و اضاف: بكثير من الآمال والتوقعات. لقد تلقيت العديد من الرسائل مؤخرا من قبل أصدقاء عبروا فيها عن فرحتهم الكبيرة بهذه الزيارة. فهم يشعرون كأنهم سيسافرون معي إلى الجزائر. أشعر بأن هدفي قد تحقق في نهاية المطاف. في الواقع، كل إنسان يرغب في العودة إلى أيام طفولته وإلى النعومة والحلاوة التي كانت تتسم بها هذه الطفولة. أشعر عبر سفري هذا إلى الجزائر كأنني أعيش ما عاشه النبي إبراهيم الذي تلقى الأمر من ربه بمغادرة وطنه ومكان ولادته ومنزل والده.

برفقة الرئيس ماكرون، سأزور فقط الجزائر العاصمة نظرا لضيق الوقت. لكن في المستقبل سأسافر أيضا إلى مدينتي تلمسان ووهران حيث عاش والداي. في الجزائر العاصمة سأزور مقبرة اليهود التي تقع في حي “سانتو جين” [بولوغين حاليا] قرب حي باب الوادي الشعبي. أحد أهداف إيلي كورشيا، وهو رئيس المجلس اليهودي المركزي بفرنسا، هو الاعتناء بهذه المقبرة لأن هناك العديد من أفراد الجالية الذين يريدون زيارتها. كثيرون هم من طلبوا مني تنظيم رحلة إلى الجزائر. أريد أن أقف على منزل أمي وأبي في تلمسان لأنني أشعر بحنان كبير إزاء هذه الأرض وهذا البلد. سأجد الأمر جيدا إذا استطاع يهود الجزائر الذين يعيشون اليوم في فرنسا أن يزوروا بلدهم الأصلي كما يقوم بذلك يهود المغرب وتونس.
و اراد اليهودي ايصال رسالة للسلطات الجزائرية قائلا: أريد أن أقول إن هناك العديد من الجهات التي بدأت فعلا تعمل وتنشط من أجل التقارب بين الجالية اليهودية التي كانت تعيش في الجزائر ووطنها الأصلي. شخصيا لدي قناعة كبيرة بأن السلطات الجزائرية تعمل هي الأخرى في هذا الاتجاه ومن أجل تصالح الذاكرة والسماح ليهود الجزائر بالعودة إلى وطنهم الأصلي لرؤية الأنوار التي عرفوها خلال طفولتهم ولكي يشموا من جديد الروائح التي دفنوها داخل قلوبهم وذاكرتهم خلال سنوات عديدة حسب نفس الموقع.

اقرأ المزيد