2020: توقف للأنشطة الثقافية وتوجه نحو الرقمنة - الجزائر

 2020: توقف للأنشطة الثقافية وتوجه نحو الرقمنة

 2020: توقف للأنشطة الثقافية وتوجه نحو الرقمنة

الجزائر – عرفت الساحة الثقافية في الجزائر خلال عام 2020 توقفا كبيرا للتظاهرات الثقافية بسبب إجراءات الحجر الصحي المفروضة نتيجة انتشار فيروس كورونا وعلى غرار العديد من بلدان العالم أصبح الانترنت فضاء بديلا للتعبير من أجل ضمان حياة ثقافية افتراضية.

وقامت وزارة الثقافة والفنون منذ 11 مارس الماضي بإلغاء جميع النشاطات والتظاهرات في جميع هياكلها عبر التراب الجزائري أين اتخذت السلطات العمومية إجراءات صارمة في إطار إجراءات الحجر الصحي الجزئي والشامل في مواجهة هذا الوباء.

وقد تم في هذا الإطار إلغاء العديد من المهرجانات الوطنية والدولية في مختلف المجالات كالمهرجانات الوطنية و الدولية للمسرح و صالون الجزائر الدولي للكتاب والمهرجانات الدولية و للسينما بالإضافة لمهرجان الجزائر الدولي للموسيقى السيمفونية.

وفي مقابل هذا الجمود الثقافي اتجهت المؤسسات والجمعيات والفنانون نحو الانترنت خصوصا في ظل استقرار الناس في بيوتها التزاما منها بإجراءات الحجر الصحي على غرار المسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي والمسارح الجهوية التي قامت بعرض أعمالها على الشبكة مع برمجة فعاليات يومية لصالح الأطفال الذين توقفت دراستهم آنذاك بعد غلق المؤسسات التعليمية.

كما تم أيضا تنظيم لقاءات ونقاشات افتراضية ومحاضرات وورشات تكوينية في المواقع الإلكترونية وصفحات الفايسبوك التابعة لمختلف هذه المسارح.

وفي مجال الموسيقى التي كانت أول فن يعتمد البث الإلكتروني في ظل الوباء اعتمد كثير من الفنانين على تنظيم عروض مباشرة عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي في حين برمجت المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة العديد من الحفلات المسجلة على غرار أوبرا الجزائر.

وفي السينما أطلق المركز الوطني للسينما والسمعي البصري أياما افتراضية للفيلم القصير وقد قام أيضا مخرجون ومنتجون بعرض أفلامهم ووثائقياتهم على النت نتيجة الطلب الكبير لمحبي الفن السابع وبعضها لم يعرض إلا نادرا أمام الجمهور.


 إقرأ أيضا: وهران : انتهاء عملية رقمنة المسرح الجهوي “عبد القادر علولة” مطلع 2021


وبرمج من جهته متحف السينما للجزائر العاصمة (السينماتيك) دورة عروض أفلام على الشبكة وكذا تكريمات في حين قامت بعض نوادي السينما برقمنة نشاطاتها من خلال تنظيم عروض سينمائية متبوعة بنقاش على النت.

وكان التشكيل على موعد أيضا مع الرقمنة حيث تحول تشكيليون وأروقة فنون وكذا جمعيات لهذا الفن إلى فضاءات العرض الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقدمين للجمهور فرصة التمتع بمعارض فنية انطلاقا من البيت.

وهذا ما ميز أيضا القطاع المتحفي حيث قام ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية بتنظيم زيارات افتراضية للمتاحف والمواقع الأثرية عبر صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي وهذا بعد غلق السلطات العمومية لها أمام الجمهور.

 

             “الدخول الثقافي” لكسر الجمود

 

قامت وزارة الثقافة والفنون شهر سبتمبر -وبالموازاة مع أنشطتها الافتراضية- بتنظيم “دخول ثقافي” (2020/ 2021) بالعاصمة وعدد من المدن ليكون بمثابة فرصة لإحداث قطيعة مع الجمود الثقافي.     

وفي إطار كسر هذا الجمود قامت أيضا السلطات بإعادة فتح المتاحف والمكتبات و اروقة العرض انطلاقا من سبتمبر.

وأقام من جهته المسرح الوطني الجزائري في ديسمبر ندوة حول المسرح الجزائري بمشاركة مسرحيين وباحثين وأكاديميين ونقاد.

وكانت وزارة الثقافة قد طالبت الجمعيات والتعاونيات المسرحية التي تلقت الدفعة الأولى من مساعدات صندوق الإبداع الفني والأدبي بالتقرب من المسرح الوطني أو المسارح الجهوية من أجل استئناف مسرحياتهم وعرضها على المنصات الرقمية لهذه المؤسسات.