أكد وزير النقل، السعيد سعيود، أن عام 2025 سيشهد “نقلة نوعية في مجال النقل الجوي” بفضل مجموعة من المشاريع الحيوية والتجهيزات الجديدة. جاء هذا الإعلان خلال زيارته الميدانية لولاية جيجل، حيث تفقد مشاريع قطاعية استراتيجية تهدف إلى تحسين بنية النقل الجوي ومرافقه، بما ينسجم مع طموحات الجزائر المستقبلية لتعزيز دورها الإقليمي والدولي.
تحديث أسطول الخطوط الجوية الجزائرية
وفي تصريح أثار التفاؤل، كشف سعيود عن اقتناء الخطوط الجوية الجزائرية 16 طائرة جديدة لتعزيز أسطولها. ومن المقرر أن يبدأ تسليم هذه الطائرات بداية من شهر سبتمبر 2025. وأشار الوزير إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة شاملة لتجاوز مشكلة نقص الطائرات العاملة، حيث توجد 12 طائرة من مختلف الأحجام خارج الخدمة حاليًا، ما أثر على كفاءة التنقل الجوي من وإلى الجزائر.
وقال الوزير: “لقد حان الوقت لإحداث نقلة نوعية في النقل الجوي لمواكبة احتياجات المواطنين والمتعاملين الاقتصاديين”، مؤكدًا أن الطائرات الجديدة ستساهم في تعزيز الربط الجوي بين الجزائر والعالم، وتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين.
توسعة مطار فرحات عباس: خطوة استراتيجية
أثناء زيارته لمطار فرحات عباس بولاية جيجل، شدد الوزير على ضرورة توسعة المطار ليكون قادرًا على استقبال الطائرات الكبيرة. وصرح قائلًا: “توسعة مطار فرحات عباس أصبحت ضرورة ملحة، وأشغال التوسعة ستبدأ قريبًا لتتماشى مع متطلبات التطور في النقل الجوي.”
هذا المشروع يهدف إلى تحويل مطار جيجل إلى مركز إقليمي يعزز من قدرة الجزائر على استيعاب المزيد من الرحلات الجوية، ما يعزز حركة السفر والسياحة والتجارة في المنطقة.
خطة استراتيجية للنقل الجوي في الجزائر
إلى جانب تحديث الأسطول وتوسعة المطارات، تعمل وزارة النقل على تنفيذ خطة استراتيجية شاملة لتطوير النقل الجوي، تشمل:
- تحسين البنية التحتية للمطارات: من خلال تحديث وتوسعة مرافق المطارات في المدن الكبرى والمناطق الداخلية.
- تعزيز الربط الجوي الدولي: مع التركيز على فتح خطوط جديدة تربط الجزائر بمزيد من الوجهات العالمية، خاصة في أوروبا وأفريقيا.
- تطوير الخدمات الجوية: عبر تحسين تجربة المسافرين وزيادة كفاءة العمليات اللوجستية في المطارات.
أهمية النقل الجوي في تعزيز الاقتصاد الوطني
يمثل النقل الجوي ركيزة أساسية في تحقيق النمو الاقتصادي، حيث يلعب دورًا محوريًا في تسهيل حركة الأفراد والبضائع. ومن المتوقع أن تسهم هذه التحديثات في دعم السياحة والاستثمارات الأجنبية، وتعزيز مكانة الجزائر كمحور نقل جوي إقليمي.
وأكد سعيود أن هذه المشاريع تأتي في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تحويل الجزائر إلى مركز للنقل الجوي في المنطقة، مع الالتزام بتحقيق معايير الجودة والكفاءة في هذا القطاع الحيوي.
استجابة لتحديات النقل الجوي
تأتي هذه الإجراءات استجابة للتحديات التي واجهتها الجزائر في السنوات الأخيرة في مجال النقل الجوي، بما في ذلك نقص الطائرات العاملة وتدني جودة الخدمات في بعض المحاور. ويعتبر عام 2025 محطة مهمة في مسيرة تطوير هذا القطاع، حيث ستتيح الطائرات الجديدة والمرافق المحسنة مواجهة هذه التحديات بكفاءة أكبر.
تشكل تصريحات وزير النقل السعيد سعيود خطوة جريئة نحو تحقيق تطلعات الجزائر في مجال النقل الجوي. بفضل الطائرات الجديدة، توسعة المطارات، والخطة الاستراتيجية الطموحة، تستعد الجزائر لتدشين حقبة جديدة من التميز في خدمات الطيران، مما يعزز مكانتها على الخريطة الدولية ويؤكد التزامها بتلبية احتياجات مواطنيها والمستثمرين.
اقتناء 16 طائرة جديدة من طرف الخطوط الجوية الجزائرية : استلام أول طائرة في جوان المقبل