1 ماي في المغرب: صرخة الشارع للمطالبة بالإصلاح والتغيير في ظل غياب استجابة حكومية

 الرباط – يعلو صوت الاحتجاجات في شوارع المملكة المغربية، في الفاتح مايو، معبرا عن غضب الشعب واستيائه من الأوضاع المتأزمة بمختلف القطاعات، وسط تقاعس المخزن الذي يظل مكتوف الأيدي أمام مطالب شعبه المشروعة.

وتعبيرا عن الغضب المتصاعد في صدور الشعب المغربي، التأم المئات من نساء ورجال التعليم، أمام مقرات الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين 12 بالمغرب، تزامنا مع انعقاد جلسات إحالة الأساتذة الموقوفين غدا الخميس، بعدما كان من المقرر انعقادها للتداول أول أمس الإثنين.

وسارت الوزارة إلى نشر قوائم ممثليها في اللجان المتساوية الأعضاء بعد تطبيق النظام الأساسي الجديد ليوم 23 فبراير 2024 بتعيين ممثلي الإدارة في تلك اللجان بطريقة مستعجلة أثارت الكثير من الملاحظات والانتقادات، واستغلها بعض الموظفين لضخ أسماء وإبعاد أخرى، حيث تم توزيع أعضاء اللجان في عدد من الأكاديميات بمنطق الولاء لا بمنطق الكفاءة والخبرة.

ووفق وسائل اعلامية محلية، فإن الوضع داخل المؤسسات التعليمية لم يستقر بعد على الرغم من عودة الأساتذة إلى فصول الدراسة على خلفية إضرابات ثلاثة أشهر العام الماضي، والتي عثرت تنفيذ المقرر والمنهاج الدراسيين، حيث لم يتبق على نهاية السنة الدراسية سوى أقل من ثلاثة أسابيع بالنسبة لتلاميذ السنتين أولى وثانية باكلوريا، مقابل درسين إلى أربعة لم يتم تقديمهما في كل مادة لهؤلاء التلاميذ.

وفي سياق الازمات المتواصلة التي تتخبط فيها المملكة، قال الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي) أن فاتح ماي يأتي في ظروف التضييق على الحريات النقابية والمزيد من التضييق على الحق في الإضراب.

وأضاف السيد أغميمط على هاشم الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها الجامعة أمام البرلمان، اليوم الأربعاء لتخليد ذكرى فاتح ماي، أن عيد العمال يتزامن مع استمرار اعتقال الصحفيين والمدونين ونشطاء الحركات الاجتماعية. ولفت إلى أنه يأتي أيضا في ظل توقيف أكثر من 500 أستاذ وأستاذة بسبب نضالهم المشروع من أجل حقوقهم، مؤكدا أن التوقيفات غير قانونية ولا مشروعة وهو عمل غير مسؤول من قبل وزارة التعليم والحكومة بشكل عام.

واستنكر اغميمط غلاء المعيشة المستفحلة منذ سنوات وارتفاع الأسعار في المواد الأساسية والخدمات عامة، مما أثر على تكلفة المعيشة وساهم في تدهور الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للعديد من الأسر المغربية.

من جانبه، قال عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب الوطني السابق للجامعة، أن الحوار الاجتماعي لم يلتزم بالحوار القطاعي الذي وقعت عليه النقابات في محضر مكتوب مع الحكومة، مشيرا الى أن الحكومة لم تلتزم بتسوية وضعية أساتذة الابتدائي والإعدادي والمختصين التربويين، مشيرا الى أن الوزارة تتعامل مع ملف الأساتذة الموقوفين بشكل غير معقول.

وشدد على أن احتجاجات رجال ونساء التعليم مشروعة وعليه لا يمكن معاقبة من قام بعمل مشروع وأن لا نجرم الاحتجاج.

وفي سياق ذي صلة، قال حزب التقدم والاشتراكية أن الفاتح ماي هذه السنة يحل في ظل مؤشرات مقلقة للأوضاع الاجتماعية، تفند خطاب الارتياح لدى الحكومة، وعلى رأسها التدهور الخطير للقدرة الشرائية والغلاء الفاحش والمتواصل لأسعار معظم المواد الاستهلاكية والخدمات وبلوغ معدلات البطالة أرقاما قياسية وتفقير ملايين المنتمين إلى الطبقة المتوسطة.

وأضاف الحزب، في بيان لمكتبه السياسي، أن عيد العمال يأتي في سياق إقالة عشرات الآلاف من العمال من جراء إفلاس آلاف المقاولات والهجوم على الحريات النقابية وحقوق العمال وتدهور ظروف العمل والميل نحو تفكيك المرفق العمومي والخدمة العمومية في ميادين حيوية كالماء والكهرباء والصحة والتعليم.

اقرأ المزيد