يوم المعلم الفلسطيني: أكثر من 200 شهيد وعشرات المعتقلين من الكوادر التعليمية

رام الله (فلسطين المحتلة) – تحيي دولة فلسطين يوم الخميس، ذكرى يوم المعلم الفلسطيني، في ظل ارتقاء أكثر من 200 شهيد واعتقال العشرات من الكوادر التعليمية الفلسطينية منذ بداية العدوان الصهيوني في السابع أكتوبر الماضي على قطاع غزة والضفة الغربية.

و بهذه المناسبة التي تتزامن مع ال14 ديسمبر من كل عام, أبرزت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في بيان لها أن هذا اليوم يحل في ظروف بالغة التعقيد في غزة, والضفة الغربية, بما فيها القدس المحتلة, حيث انتهاكات الاحتلال بحق معلمينا متواصلة ولعل وجود أكثر من مئتي شهيد من الكوادر التعليمية في القطاع وعشرات المعلمين المعتقلين في الضفة الغربية مع الحيلولة دون وصول مئات المعلمين إلى مدارسهم والتعرض شبه اليومي لمعلمي مدارس القدس والأغوار ومسافر ويطا وغيرها من المناطق, كلها ممارسات تندرج في إطار استهداف العملية التعليمية التعلمية.

و أعربت الوزارة, عن اعتزازها بالمعلمين والمعلمات ممن يواصلون عطاءهم ويبرهنون انتماءهم, بعطاء متواصل وجاهيا أو عن بعد, حيث برهن المعلم الفلسطيني على الدوام أنه الرقم الصعب, بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وافا).

و تحي الوزارة في هذا الإطار المعلمين والمعلمات في توقيت يواصل فيه بعض معلمي غزة, في مراكز الإيواء تقديم فعاليات تعليمية ونشاطات إلى الطلبة ويضطلع فيه معلمو القدس بدورهم في حماية المناهج الفلسطينية وصون القيم وينتصر فيه المعلم الفلسطيني لخيار “التعليم أداة للتحرر”.

و طالبت الوزارة, المؤسسات الأممية وتحديدا منظمة “اليونسكو” بتحمل مسؤولياتها لحماية المعلم الفلسطيني من الاستهداف المتواصل من احتلال يستهدف قطاع التعليم الفلسطيني بمكوناته كلها.

و يحمل هذا اليوم رمزية وطنية ترتبط جذورها بمحطة نضالية انطلقت منذ عام 1972, عندما تعرض عشرات المعلمين للقمع والتنكيل على أيدي الاحتلال الصهيوني, لدورهم الوطني المتمثل في حماية العملية التعليمية من تدخل المحتل ومحاولاته فرض الوصاية عليها, إضافة إلى مطالبتهم بحقوقهم النقابية العادلة.

و في ذلك الوقت انطلقت أول مسيرة للمعلمين من مدرسة “المغتربين” في البيرة وتعرض المشاركون فيها للضرب المبرح والاعتداء بالقوة المفرطة والاعتقال على أيدي جنود الاحتلال الصهيوني. وكان من بين الذين تم الاعتداء عليهم, قادة اللجنة العامة للمعلمين, التي شكلت من خلال لجان من معلمي المدارس في كل محافظة وبعدها أعلنت اللجنة العامة للمعلمين إضرابا متتاليا لمدة 75 يوما, ما أدى إلى انكسار الاحتلال وانصياعه لمطالبهم.

و سطر المعلمون الفلسطينيون تضحيات عظيمة لمنع تمرير مخططات الاحتلال الرامية إلى تهويد التعليم وتزوير التاريخ والجغرافيا الفلسطينيين, وكل محاولات التدخل في العملية التربوية وسجلوا مواقف وتحديات جساما خلال الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى, أثناء إغلاق الاحتلال المستمر للمدارس والجامعات الفلسطينية, باللجوء إلى التعليم الشعبي, من أجل الحفاظ على سير العملية التعليمية الوطنية.

كما تحدوا جبروت الاحتلال الذي حاول قمعهم بشدة وبشكل وحشي, إضافة إلى نضالهم الوطني والنقابي في الدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني, ليرتقي من بين صفوفهم الشهداء والجرحى ويزج بالكثير منهم في سجون الاحتلال الصهيوني.