يوسف حنطبلي : على شباب الحراك أن ينتج أفكارا جديدة لإنجاح الحوار الوطني والتغيير المنشود

يوسف حنطبلي : على شباب الحراك أن ينتج أفكارا جديدة لإنجاح الحوار الوطني والتغيير المنشود - الجزائر
 قال الأخصائي في علم الاجتماع الدكتور يوسف حنطبلي في ميكروفون الإذاعة الجزائرية حول مسألة “الشباب وثقافة الحوار” في مطلع رده على إشكالية طرحت نفسها بقوة تماشيا مع مفرزات الحراك الشعبي من جهة  والحوار الوطني كمكمل ثقافي وسياسي لإنضاج ما كان قد ابتدأ على اعتبار أن الشباب الجزائري كان و لا يزال وسيظل يشكل قطعة هامة من قطع التغيير  ولذلك تحوم عدة أسئلة تفكيكية لواقع الحال من بينها مدى وعي هذا الشباب بأهمية الحوار الوطني المطلوب حاليا طلبا حثيثا من الكل . وجاءت إجابة محدثنا الأستاذ يوسف حنطبلي سريعة مشحونة باعتقاد راسخ مفاده :” أن الشباب الجزائري  هو محرك هذا الوضع الذي نعيشه ، بكونه قوة دافعة وفعالة  تحاول أن يكون لديها حضور ، وأن تكون له مكان في  ” معادلة التغيير ” هذا التغيير الذي يطمح إليه الشعب الجزائري .

فمن الناحية الفلسفية والتاريخية ، أضاف في ذات السياق ، الدكتور يوسف حنطبلي ،  أن هذا الشباب إن قارناه من الناحية التاريخية ، فان كل الحالات الاجتماعية التي عاشتها المجتمعات الإنسانية تصبوا إلى التغيير ، كان فيها للشباب سهم كبير فيها ، كما يجب أن نفرق بين الأفكار ومن ينتجها ، والأفكار ومن يفعلها  … وانطلاقا من هذه القاعدة – يقول محدثنا – نحن نؤمن بأن الشباب لهم قدرة على تفعيل الأفكار حتى وان كانت تلك الأفكار من إنتاج مفكرين وباحثين قد يكون وقد لا يكون بالضرورة شباب ، ولكن الشباب هم يكون لديهم قدرة على تنفيذها والدخول بها في معترك الساحة السياسية فينفتق عنها قوى منها قوى تحاول أن تبقي الوضع على ما هو عليه ، وقوى أخرى تسعى سعيا حثيثا لتغيير الوضع .لان هذا الشباب لديه قوة على التغيير و والفعالية وهذا ما سبق المفكر الجزائري مالك بن نبي للتطرق إليه تحت مسمى” الأفكار الفعالة ” … فعندما يدخل الشباب كمتغير في هذه المعادلة ويكون طرفا في الحوار الذي يأخذ بعين الاعتبار بان هو الذي يعول عليه في تفعيل الأفكار ، ذلك لان كل الأطراف المتصارعة والتي تريد أن تطرح البدائل ، هذه الأطراف هي في آخر المطاف امتداد لتيارات سياسية وتوجهات فكرية ، ليست بيدها حيلة ، غير أنه ستعمل على رفع سقف الطموح إلى أعلى مستوى ممكن ذلك لان الشباب من طبيعته ” المغامرة ” بمفهومها الايجابي لا السلبي طبعا .

ومن المسلم به أيضا أن هذه القوة الشبانية – حسب متحدثنا – تكون قد لبست هذه الانتقادات المرتبطة بالماضي أو بسوابق بعينها ، ولذلك من البديهي أن يسعى هؤلاء الشباب إلى تجسيدها وتفعيلها . ولتعزيز هذا الطرح وانطلاقا من هذا المنظور يعتقد السيد حنطبلي :” انه من واجب الشباب أن يدخل في الحوار وان يكون طرفا فاعلا فيه  … وهذا هو أساس الوعي المطلوب الذي يجب أن يتحتضنه الطبقة السياسية والطبقة المثقفة ، لأنه ومهما كانت الأفكار جميلة وقابلة للتطبيق ولم تكن لديها القدرة على التفعيل  فكأننا لم نصنع شيئا وتتمثل الحاجة إلى تلك القوة فيما رأيناه وعايشناه من خلال قدرة الطلبة الجامعيين على التحريك  وعلى تفعيل هذا الحراك الذين يمكن وصفهم بأنهم كانوا ” وقود الحراك ” دافعين قوى سياسية لان تعول على أطروحاتها وان تواصل في مسار ها المطلبي السلمي للتغيير .

  لا وجود لصراع أجيال … لان التغيير “منح ” متبادلة بين الجيلين

ثم ينتقل الدكتور يوسف حنطبلي انتقالا خفيفا بناء على ما تقدم ليفكك فكرة “صراع الأجيال ” ومدى واقعيتها في البيئة السياسية الجزائرية الثورية والسلمية أفكارها – على وجه التنبيه لا على وجه الحفر العشوائي في القضايا الفكرية المجتمعية الجزائرية – والى هنا يقول :” أنا أذهب عكس الطرح القائل بوجود صراع بين الأجيال ، لأنه ومهما كان الجيل أو الشباب الحامل لأفكار ما ليس هو ذلك الجيل بالضرورة المنتج لتلك الأفكار التي يحملها أو من منتوجه ، لأن ما يحمله الشباب من أفكار قد تكون من منتوج آخرين وصل وعيهم إلى مستوى النضج المطلوب لتكون منحة فكرية لهؤلاء الشباب كي يفعلونها ميدانيا وهو الحاصل في باقي التجارب الثورية التي تبنت نظريات قدمها مفكروها عبر الأزمان و الأقطار وقعّد لهذه الأفكار الشباب لاحقا لإحداث التغيير المطلوب .

 انفلات الشباب من التنظيم والتأطير يفقده سماع صوته في التمثيل  

وفي معرض رده عن ضرورة اعتماد المنهجية العلمية  في التقعيد لهذا الحوار الذي يكون الشباب طرفا فيه في إيجاد حل ممكن وسريع يقول الدكتور يوسف حنطبلي :” بان المنهجية التي يمكن اعتمادها تكون قابلة لكي تأخذ عدة أشكال ( تتمظهر ) أو بمعنى آخر-  يمكن إعادة تشكيلها – لذلك لا يمكن من الناحية المنهجية الحديث عن الشباب إن لم يكن لديهم ” تمثيل معين” وهذا ما يعوّل عليه . وللتعويل على الشباب ليكون قوة فعالة في الحوار الوطني يجب عليهم الانتظام في إطار تمثيلي  مهيكل يتمتع بقدرة هائلة على التنظيم حتى يسهم في عملية الحوار والتغيير المنشود .

كما نصح حنطبلي هذه الفئة الأساسية (الشباب) في التركيبة الديموغرافية للمجتمع والدولة بان ترفع من مستوى خطابها وتجنح بعيدا عن الخطابات الشعبوية ، وتبني خطابات اجتماعية يأخذ أشكالا مختلفة من الوجود الاجتماعي وان كان ثقافيا أو فنيا أو رياضيا علميا أو، أكاديميا…أي أنه مهما كانت مستويات وجوده الاجتماعي ، لأنه وببساطة هذا هو الأساس على اعتبار أن الشباب في بعض الأحيان يشعر بوجوده كطاقة ولكن لا يمكنه أن يحول هاذين المسكونين والمسكوتين داخله  ( الطاقة و الشعور ) إلى مستوى من التعبير يكون في شكل من التنظيم قد يؤدي به إلى ” الانفلات ” الذي يضيع عنه فرصة. والحاصل أن ” الانفلات من التنظيم والتأطير ”  قد يؤدي به ( الشباب ) إلى أن صوته لا يسمع ومنه لا يمكن أن يصل إلى مستوى التفعيل والى مستوى المشاركة الفعالة – إن صح التعبير – في عملية التأطير الاجتماعي .  

على الجمعيات أن تحقق “حراكا داخليا” من خلال استيعاب التنوع الفكري في الوسط الشباني

و تقفيا لأثر النصائح المزجية للدكتور حنطبلي لشباب الحراك الشعبي الجزائري عامة و لأطراف الحوار الشبانية المتغلغلة في جسم المجتمع المدني كقوة ناعمة ومؤثرة في دورة الأفكار يقول بلسان علمه  :” على جمعيات المجتمع المدني أن تحقق ” حراكا داخليا ” حتى تغير من منهجيتها وطرق تفكيرها ، ذلك لان تلك الجمعيات وان كانت شبابية فهي في حقيقتها – حسب وصفه –  تقتات على أفكار ميتة وبالية نظرا لارتباطها السابق بنظام اجتماعي وسياسي بائد وبالتالي عليها أن تجدد نفسها من خلال ضخ شباب حامل لأفكار جديدة الذي يمكن أن يصل بها إلى التغيير لما يحمله هذا الشباب من أفكار جديدة سواء عن طريق مضامين مواقع التواصل الاجتماعي – كحامل ومحمول – وعبر كل المسارات التعليمية والثقافية المتاحة وبهذا يمكن تقديم قيمة مضافة للوجود الاجتماعي المرتكز حتما على العقل الجماعي لا على العقل الفردي أو المسمى علميا ( العقل التواصلي ) .                   صوت الشباب الباديسي النوفمبري :نحن  واعون بما يجري و متفقون للوصول بالبلاد إلى بر الأمان   

وفي السياق ذاته ، شارك ، اليوم الخميس ، في نقاش موضوعه ” الشباب وثقافة الحوار” وهو نقاش يمثل عينة مجتمعية تتقاسم الآمال و الأحلام مع ملايين الجزائريين التواقين إلى تغيير سلمي وهادئ وسريع ثلة من شباب الحراك يمثلون تيارات فكرية وسياسية وطنية في حوار خصوا به إذاعة القرآن الكريم ، وهما كلا من الشاب عزوز كريم ، والشاب ياسين سعدون من المدرسة الباديسية النوفمبرية وواحد من مؤطري الحراك على مستوى الجزائر  العاصمة ، هذا الحوار التقييمي للذات ليكون في مستوى الحوار المطلوب يقول الأستاذ الشاب ياسين سعدون : ” أن أغلبية الشباب واعين بما يجري ومثال ذلك أن أغلبية شباب الحراك متفقون على خدمة هذه البلاد والذهاب بها بعيدا وعلى وجه الخصوص مدح متحدثنا شباب المدارس والجامعات على اعتبار أنه شاهد عيان ومؤطر للحراك . أمّا في رده عن مدى دور الشباب في الحوار وهل فعلا يملكون هذه الرؤية لإدارة حوار ولتقديم رؤية مستقبلية حول ما يجري في الوطن  بكل واقعية يقول المتحدث :” أنّ الشباب بحاجة إلى دعم من الدولة كما طالب الدولة بإشراك الشباب في لجنة الحوار بصيغة السؤال على اعتبار أنهم هم من فعّلوا الحراك الشعبي وهم من كانوا في الواجهة”. أما بخصوص تأخر تمثيل شبابي مهيكل ومنظم كممثل عن الحراك في ندوة الحوار الوطني فقد أجاب :” أننا نشتغل على إنضاج مشروع  الفكرة من خلال اتصالاتنا على مستوى 48 ولاية  تحت مسمى ” الشباب الباديسي النوفمبري “لجمع أكبر عدد من الشباب الذي يؤمن بالاجتماع والحوار  ومن مطالبه الرئيسة ” “الجزائر جزائرية “ويطالب أيضا”بالجزائر الموحدة “. كما أثنى بدوره على مرافقة الجيش الوطني الشعبي وكل الأسلاك الأمنية للحراك . وأكد أن الشباب الباديسي النوفمبري سيدعم مؤسسة الجيش ويقف إلى جانبها والوطن .

ويعمل الشباب الباديسي النوفمبري على إيصال تصوراته وأفكاره ورؤيته عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صفحته على الفايسبوك لإخراج البلاد من أزمتها الحالية ، مع السعي بمعية ذلك من “إعادة تنظيم البيت من الداخل ” انطلاق من لقاء بومرداس الذي قرب الرؤى بين شباب الباديسي النوفمبري وحقق استجابة كبيرة مقبولة من إراداته . وهدفنا الرئيس ان يتصدر هذا التيار مثقفون وطلبة جامعيون وإطارات كفؤة .      

أما الشاب عزوز كريم فيقول نحن نجتهد  الآن على تنظيم ندوات ولقاءات وفي بحر الأسبوعين المقبلين نعمل على التحضير للقاء آخر يصب في الفكرة ذاتها ، وليس لدنا هدف غير الإسهام في إخراج البلاد من الأزمة وتحقيق المطالب الشعبية المشروعة .   

المصدر: الإذاعة الجزائرية / بلقاسم عثمان