ويجوفي .. مشككون يرفضون فرضية علاج السمنة بالعقاقير الطبية

ويجوفي .. مشككون يرفضون فرضية علاج السمنة بالعقاقير الطبية - الجزائر

يعلم كثير من المرضى، بشكل بديهي، أن السمنة مرض، وقد تم تجهيز البعض للحصول على اعتماد عقار ويجوفي في الولايات المتحدة.
في غضون أسبوع، زارت كيمبرلي شواف، أستاذة الصحة العامة في جامعة يوتا، طبيبها واكتشفت أنها لم تكن أول مريضة في العيادة تطلب عقار ويجوفي. خوفا من الجراحة التي عدتها البديل الوحيد، طلبت الحصول على وصفة طبية. في الـ11 شهرا الماضية، خسرت 70 رطلا، أي أكثر من 20 في المائة من وزنها، ولا تزال تخسر نصف رطل أسبوعيا. يمكنها المشي لفترة أطول، وانخفض ضغط دمها، وتأمل أن تمحى قريبا عبارة “معرض للإصابة بمرض السكري” من سجلاتها الطبية. تقول: “على الرغم من بلوغي 60 عاما، إلا أنني أشعر أنني أصغر سنا”.
هذه النتائج هي السبب في استعدادها لتحمل الآثار الجانبية الكبيرة لعقار ويجوفي. في البداية، كانت تتقيأ أسبوعيا بعد أخذ الحقنة. والآن تعاني الإمساك. تم الإبلاغ عن آثار جانبية مشابهة في التجربة وعلى موقع drugs.com، حيث يمتدح المرضى على الصعيد العالمي ما نتج عن فقدان الوزن، لكنهم يشكون في الأغلب من “غثيان الصباح” المستمر. كما يأتي العقار مصحوبا بتحذير أنه قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، على الرغم من اكتشاف هذه الحالة في حيوانات المختبر فقط.
في حين أن الأمر يبدأ بمرضى مطلعين مثل شواف ومارك أندريسن، صاحب رأس المال المغامر، الذي يقول: إن العقار غير علاقته تماما بالطعام، فإن التحدي التالي لشركة نوفو نوردسك هو تغيير رأي الأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة الذين لا يلتمسون العلاج أبدا. وهنا يأتي دور الممثلة كوين لطيفة. تدفع الشركة المصنعة للأدوية للممثلة مقابل قيادة حملة دون علامة تجارية تسمى “إتس بيجر ذان مي”. في مقاطع فيديو على الإنترنت، تلعب لطيفة دور طبيبة في غرفة الطوارئ تلقي محاضرة، حيث يدخل شخص ذو وزن زائد على كرسي متحرك يعاني “وصمة العار” الناجمة عن السمنة، لم تذكر اسم الدواء صراحة قط.
في الفعاليات المباشرة مع الخبراء في نيويورك ولوس أنجلوس وهيوستن، تأمل شركة نوفو نوردسك أن تنجح لطيفة في إثارة موجة من الطلب. وتأمل الشركة أن امرأة سوداء مشهورة قد تتمكن من جذب أربع من أصل خمس نساء أمريكيات من أصل إفريقي يعانين السمنة.
عند تحدثنا عبر مكالمة فيديو، بدت لطيفة، التي ترتدي فستانا أزرق داكنا يلتف حول الجسم، على أهبة الاستعداد. تقول: “لا يتعلق الأمر بالصورة فقط. يتعلق بالعلم. ويتعلق بعلم الجينات. ويتعلق بالهرمونات”. وتقول: إنها لم تدرك حتى أنها كانت تعاني مشكلة في الوزن حتى طلبت من مدربتها الشخصية مساعدتها على خسارة 25 رطلا من أجل دورها في الفيلم الكوميدي في 2003 “برينجينج داون ذا هاوس”. تصف لطيفة أخذ قياساتها قائلة: “لقد كانت صريحة بشكل قاس معي. قالت: أنت مصابة بالسمنة المفرطة. لم أسمع مطلقا أحدا يطلق علي هذه العبارة من قبل. وبهذا بدأنا خطة، ونجحت”.
عندما أسأل عن الخطة، تقول النظام الغذائي والتمارين الرياضية، مضيفة “لم أكن في الواقع أستمتع بالأشياء الطبية (…) الجانب الطبي من هذا”. أوقفت نفسها، وربما أدركت أن هذا قد لا يكون جيدا مع وجود مندوبي العلاقات العامة صامتين في المكالمة. “حسنا، اسمحوا لي أن أعبر عنها على هذا النحو (…) لقد رأيت الناس يصابون بالجنون بسبب دواء فين فين للتنحيف كما لم أرهم من قبل في حياتي”. ربما تكون كوين لطيفة قد أصابت عن غير قصد أكبر عقبة أمام “ويجوفي”: الوصمة الراسخة بعمق حول علاج مشكلات الوزن طبيا.
يقع هذا التحدي، جزئيا، على عاتق فينس لامانا، مدير المبيعات الأمريكي المعين حديثا لشركة نوفو نوردسك، الذي يعد دعاية لعقار ويجوفي. يبدو أن بدلته الأنيقة باللونين الرمادي والأزرق لم تكن لتناسبه قبل أن يفقد 30 رطلا، أي 15 في المائة من وزن جسمه، بعد أخذه العقار. يلعب بقلم الحقن الفارغ الذي يحمله لإظهار مدى سهولة استخدام “ويجوفي” من قبل الشخص نفسه، ويقول: إن بيعه “صعب حقا”. ويتابع قائلا: “ما زلنا الشركة الوحيدة التي تقوم بذلك، ونقوم بذلك بمفردنا”.
أمضى دوج لانجا، نائب الرئيس التنفيذي في شركة نوفو، 30 عاما في بيع الأدوية لجميع الأمراض تقريبا. ومع ذلك، لم يواجه مهمة مثل هذه على الإطلاق: مرض يسعى واحد فقط من بين كل عشرة أمريكيين لعلاجه. وعندما يفعلون ذلك، فإنهم يكافحون للعثور على طبيب يستمع. ويقول: “هذا هو التحدي الأكبر بكل المقاييس، دون شك”.
أطلقت شركة نوفو نوردسك فريقها من مندوبي المبيعات في غضون 72 ساعة من الموافقة على العقار، حيث أرسلت من تسميهم “المثقفين” إلى مكاتب الأطباء في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ويتوقع لامانا أن الأمر قد يستغرق عامين إلى ثلاثة أعوام لتغيير رأي أطباء الرعاية الأولية. ويميل اختصاصيو الغدد الصماء وإدارة الوزن إلى فهم أن اتباع نظام غذائي لا يمكن أن ينافس دائما دافع الجسم للعودة إلى الوزن الثقيل. مر نحو عشرة أعوام منذ أن أعلنت الجمعية الطبية الأمريكية لأول مرة أن السمنة مرض، ومع ذلك، فإن الطبيب العادي بالكاد قضى أي وقت في التعلم عنها في كلية الطب. ويشرح لامانا: “إن أكبر اعتقاد خاطئ هو أن السمنة عبارة عن السعرات الحرارية الداخلة والسعرات الحرارية الخارجة. الموضوع هو، كم تمارس من الرياضة وكم تأكل؟”. وتضيف روبينو، الطبيبة التي أجرت تجربة “ويجوفي” في فرجينيا، أن أطباء الرعاية الأولية نادرا ما يفهمون الأدوار التي تلعبها التغذية والتنظيم الهرموني، وأن هذا الفراغ مليء بوصمة المجتمع للأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة.
في حين أن إرسال مندوبي المبيعات إلى الأطباء، ممارسة طبيعية في الطب الأمريكي، فإن إجراء إعادة تثقيف كاملة تذكر بكيفية محاولة صانعي المواد الأفيونية إعادة تصنيف الألم على أنه “علامة حيوية خامسة” بحيث شعر الأطباء أنه يتعين عليهم معالجته بدواء. تقبل روبينو، التي دفعت لها شركة نوفو نوردسك أموالا مقابل إجراء التجربة، أن الناس قد يعتقدون أن البرنامج التعليمي للشركة يخدم مصالحها الذاتية. “لكن حتى الآن، أعتقد أن الناس يحاولون توخي الحذر الشديد بشأن دورهم”، كما تقول.
من غير المرجح أن يكون فريق لامانا وحيدا في مهمته إقناع الناس. أخيرا نشرت شركة إيلي ليلي وهي منافسة لشركة نوفو نوردسك منذ فترة طويلة في علاج مرض السكري، ما يبدو أنه نتائج أفضل لعقار السمنة، تيرزيباتيد. حيث إن نحو ثلثي المشاركين الذين جربوا العلاج المستند إلى ببتيدات أشباه الجلوكاجون 1 فقدوا 20 في المائة من وزنهم. وتعمل شركة فايزر أيضا على علاج يعتمد على الهرمون. وتتخذ شركة أسترازينيكا وشريكتها ريجينيرون، وكذلك الشركتان الناشئتان، فيرسانس وجيليسيس، أساليب علمية مختلفة لحل المشكلة نفسها. ويأمل كل منها في اقتحام – وتوسيع – سوق أدوية السمنة، مثل ويجوفي. وإذا نجحت، فسيكون هناك مزيد من الواعظين الصيدلانيين لتحويل الملايين إلى العلاج الطبي.
حتى لو تمكنت نوفو نوردسك من كسب الأطباء، فإنها تواجه تحديا أكبر لإقناع الجهات التي تتولى دفع قيمة الدواء، وهي جهات مترددة. فنحو 80 مليون أمريكي يعانون السمنة المفرطة ليست لديهم شركات تأمين ستدفع ثمن عقار ويجوفي. وبينما يتم إدراج العقار في قوائم معظم شركات التأمين للأدوية المغطاة رسميا، إلا أنه في الأغلب ما يكون في فئة نمط الحياة، إلى جانب علاجات قضايا مثل الضعف الجنسي. أيضا من يسددون الفواتير يضعون بعض العقبات، لذلك يجب على المرضى الحصول على إذن قبل كتابة وصفة طبية. أخبرتني إحدى الصيدلانيات في ولاية ماريلاند أنها شاهدت عديدا من الوصفات الطبية للعقار، ولم يعد أي منها بعد إرسالها للحصول على إذن بصرفها.
تقول روبينو: إنها أصبحت غاضبة من الصعوبات المتمثلة في ملء استمارات الاستئناف للمرضى الذين تعتقد أنهم يجب أن يكونوا استثناءات، كالأشخاص الذين تسبب دواء ثنائي القطب في زيادة وزنهم. وتقول: إنها قضت ذات مرة ساعتين على الهاتف في محاولة للحصول على الرقم الصحيح المخصص للحالة ورقم الفاكس لإرسال طلب استئناف واحد. وتضيف أنه في كثير من الأحيان يتم تجاهل أو رفض طلبات الاستئناف دون سبب.
“إنه نظام تم وضعه لمنعك بشكل أساسي من أن تكون مثابرا ولحوحا. وسأكون كذلك من أجل مرضاي”. لكنها تقول: إن الأمر يستغرق وقتا طويلا جدا، إذ تعتقد روبينو أن شركات التأمين تعد السمنة وصمة. تضيف: “لفترة طويلة، كان مبررا أن سبب عدم تغطيتها هو عدم وجود خسارة كافية في الوزن. والآن، لا أعرف ما عذرهم”.
لم تستجب شركات التأمين الأمريكية الكبرى، أتينا ويونايتد هيلث كير وسيجنا، لطلبات التعليق بشأن قرارات تغطية ثمن العقار. يقول جيمس جيلفاند، الذي يقود العلاقات العامة في لجنة صناعة إيريسا، التي تمثل أرباب العمل الأمريكيين الذين يرعون خططا صحية، إن أدوية السمنة السابقة كانت غير فعالة، لدرجة أنه يتم رفض التغطية دون تفكير. وفي الوقت الحالي، اختار نحو نصف جميع أرباب العمل في الولايات المتحدة وضع “ويجوفي” على قائمة الأدوية المغطاة. لكن لا يزال بإمكانهم قصره على مجموعات معينة من المرضى أو جعل أولئك المؤهلين يواجهون عقبات أخرى.
قد يكون “ويجوفي” مختلفا، لكن جيلفاند يشك في أن أصحاب العمل سينتظرون جمع مزيد من البيانات، ثم ربما يبدأون بأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليه. فإذا أراد صانعو الأدوية حقا تغطيته، يشير جيلفاند إلى أن بإمكانهم خفض الأسعار. يقول: “تقوم شركات الأدوية بحركات دقيقة في محاولة لاستخراج أكبر قدر ممكن من المال من دافعي الطرف الثالث، مع العلم أن المريض لن يكون لديه أبدا الوسائل التي تمكنه من تحمل تكلفة الدواء”.
يتعين على شركة نوفو نوردسك أيضا كسب الكونجرس لجعل برنامج ميديكير، وهو التأمين الصحي الممول من الحكومة الأمريكية لكبار السن، يغطي أدوية السمنة. فلمدة عشرة أعوام كان المشرعون يقترحون إزالة الحظر الذي يمنع “ميديكير” من دفع تكاليف علاجات السمنة، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت الإرادة السياسية للقيام بذلك موجودة. قد تكافح شركة الأدوية الدنماركية بشكل خاص لكسب أصوات السياسيين بعد أن أصبح الإنسولين، أحد أكبر منتجاتها، “المثال النمطي” لارتفاع أسعار الأدوية، وفقا لما ذكره لانجا، من شركة نوفو نوردسك.
اتهمت لجنة في الكونجرس الشركة هذا العام برفع سعر الإنسولين 28 ضعفا منذ 2001، ما أدى إلى زيادة سعره 628 في المائة. تجادل شركة نوفو نوردسك بأن سعر الإنسولين الصافي قد انخفض بالفعل، وأن الزيادات تذهب إلى الوسطاء وشركات التأمين.
إن احتمال فقدان تغطية التأمين بعد سن 65 يقلق المرضى الذين يعرفون أن الوزن قد يتراكم مرة أخرى. جويندولين، وهي موسيقية تبلغ من العمر 66 عاما، خسرت 80 رطلا في تجربة إيلي ليلي السريرية للعقار. تقول: إنها كانت معرضة لـ”نوبة قلبية” في أي وقت، وتفاقمت مشكلاتها عندما أصيبت بكوفيد طويل الأمد. أما الآن فتشعر وكأنها تستطيع أن تعمل لأعوام عديدة أخرى. لكن إذا لم يدفع “ميديكير”، فسيتعين عليها العثور على المال أو حتى التفكير في أخذ الدواء وإيقافه أكثر من مرة لتوفير التكاليف.
لم تعلن شركة إيلي ليلي بعد عن سعر دواء السمنة الخاص بها، على الرغم من أنه من المحتمل أن يكون في مستوى سعر “ويجوفي” نفسه. وتصف جويندولين الأمر بأن موضوع تكلفة الدواء العالية “مخيف للغاية”، على الرغم من أنها تتعاطف إلى حد ما مع صانعي الأدوية الذين يريدون استرداد أموالهم التي أنفقوها على التجارب التي تكلف مبالغ طائلة. “لكن عندما تدرك العدد الهائل من الأشخاص الذين سيأخذون هذا، أعتقد أنهم يستطيعون كسب كثير من المال. أشعر أن ما سيكون عليه هذا يشبه إلى حد كبير عقارا مصمما ليأخذه الأثرياء للمساعدة على تقليل أوزانهم (…) وهذا محزن نوعا ما”، كما تقول.
في المملكة المتحدة، لدى خدمة الصحة الوطنية مصلحة خاصة في معالجة السمنة، فهي توفر التكاليف الطبية المرتبطة بها في المستقبل. كان نحو 28 في المائة من البالغين في إنجلترا يعانون السمنة المفرطة في 2019، أي نحو ضعف المعدل في 1993، وهو واحد من أسوأ المعدلات في أوروبا. وفي شباط (فبراير)، أصدر المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة في المملكة المتحدة إرشادات أولية تنص على أنه يمكن إعطاء عقار ويجوفي للمرضى الذين يعانون زيادة الوزن، والذين يعانون مرضا واحدا على الأقل مرتبطا بالسمنة، إلى جانب خطة النظام الغذائي والتمارين الرياضية، لكن لمدة عامين فقط.
مشكلات الإمداد المتعلقة بالإنتاج تعني أنه غير متوافر بعد. وعندما يصبح متاحا سيحصل المرضى في المملكة المتحدة على تكلفة الوصفة الطبية البالغة 9.35 جنيه استرليني لكل دواء. وعندما يتوافر مزيد من الجرعات، ستوسع نوفو نوردسك في الترويج له في جميع أنحاء أوروبا، حيث تغطي بالفعل بعض السلطات الصحية، من ضمنها تلك الموجودة في أيرلندا وهولندا وسويسرا، تكلفة دواء ساكسندا.
حتى لو نجحت شركة نوفو نوردسك ومنافسوها في إقناع الأشخاص الذين يتحكمون في المصاريف في العائلات والمؤسسات وغيرها بقبول أدويتهم، فسيظلون يواجهون خصوما يرفضون فرضية علاج السمنة بالأدوية برمتها. يعتقد المدافعون عن “النظرة الإيجابية للجسم” وبعض خبراء إدارة الوزن أن المقاييس الصحية مثل ضغط الدم أو السكري في الدم أكثر فائدة بكثير من مؤشر كتلة الجسم. وتأمل الشركة في التأثير في المتشككين من خلال التجربة، التي ستصدر في وقت لاحق من هذا العام، التي ستظهر ما إذا كان “ويجوفي” يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
سئمت ماركيزيل مرسيدس، طالبة الدكتوراه في الصحة العامة في جامعة براون، من سماع أن عقار ويجوفي “معجزة”. وحذرت من أنه يمكن أن يشجع في الواقع على “خسارة الوزن واستعادته عدة مرات”، وهو أمر “خطير للغاية”. تشير الدراسات إلى أن ذلك يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مثل مرض السكري. وتشرح: “أن كل الأشياء التي نعزوها إلى السمنة، كخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، والاكتئاب، والقلق (…) في الواقع وجد لها علاقة بدورة الوزن”.
ويخشى بعض النقاد أن تكون “نوفو نوردسك” ناجحة للغاية في تغيير اعتقادات الأطباء. فغالبا ما يجد الأطباء أن الأدوية – مثل مضادات الاكتئاب التي توصف بشكل مفرط – هي وسيلة مناسبة عندما يفتقرون إلى الوقت أو المهارة اللازمة للتعمق في الجذور المعقدة للمشكلة. وتروي كريستا فارادي، أستاذة التغذية في جامعة إلينوي، تجربتها “التي فتحت أعينها” في مؤتمر لأخصائيي مرض السكري الذين استخدموا ببتيدات أشباه الجلوكاجون 1 لأعوام. قال بعضهم: إنهم وضعوا على الفور 95 في المائة من المرضى على العقار، دون الانتظار لمعرفة ما إذا كان النظام الغذائي أو التمارين الرياضية ستنجح. تقول: “لقد صدمت. لكن نظامنا مصمم لمعالجة المرضى وليس لوقايتهم”.
تخشى فارادي أنه سيكون من الأسهل علاج ما تصفه بأنه عالم “مسبب للسمنة” – يميل إلى التسبب في السمنة. يمكن أن يصبح “ويجوفي” دواء شافيا في المجتمع، ما يسمح لشركات الأغذية بمواصلة بيع الطعام غير الصحي وشركات الأدوية بالاستفادة من إنقاص أوزان الناس. وهي تعتقد أنه سيكون أكثر “إنسانية” إذا وجدت الحكومات طرقا “لتوعية الناس أو فرض ضرائب عليهم”، كضريبة المملكة المتحدة على المشروبات التي تحتوي على السكر.
وتعتقد مرسيدس أن جهود “نوفو نوردسك” لمواجهة وصمة العار – حملة كوين لطيفة – يمكن أن تنتهي فعليا بترسيخ التحيز الحالي. تقول: “إنهم يبيعون لك حلا للتمييز والوصمة اللذين تواجههما من خلال منحك طريقة لتكون أصغر حجما. إنه حرفيا مجرد إعلان. فنحن ننتقل من الفشل الشخصي، ونقص الإرادة، والافتقار إلى رواية ضبط النفس، إلى هذه الرواية التي تقول: إن السمنة مرض يحتاج إلى علاج محدد (…) حتى نتمكن من بيع أدوية إنقاص الوزن، سيجنون أموالا طائلة”.
لا تعتقد “نوفو نوردسك” أن هناك خيارا وسطا بين تقديم الأدوية وتغيير المجتمع. مدفوعة بإمكانية تحقيق أرباح ضخمة، قد تكون أكثر نجاحا من الجهود غير المنتظمة وضعيفة التمويل لمعالجة الظروف الأساسية التي تؤدي إلى تفاقم السمنة، بما في ذلك الصحة العقلية والفقر وعدم إمكانية الوصول إلى الطعام الطازج. ويعمل علماء الشركة على إصدارات محسنة من “ويجوفي” – من ضمنها حبوب منع الحمل – والتركيبات التي يأملون في أن تساعد الأشخاص على فقدان مزيد من الوزن.
تشعر ليزا روبيلارد أنها واحدة من المحظوظين. فتأمينها يغطي ثمن “ويجوفي”، لذلك فهو يكلفها 40 دولارا فقط في الشهر. عندما تمت الموافقة على الدواء، كان عليها أن تذهب إلى أربع أو خمس صيدليات للعثور عليه، لكن لديها الآن إمدادات موثوقة. إن ركبتيها وكاحليها لا يؤلمانها، وتوقفت عن الشخير، ولديها مزيد من الطاقة. تقول: إنها ليس لديها مشكلة في تناول الدواء إلى الأبد. ومع ذلك فهي تستاء من الأشخاص الذين يعتقدون أنه حل سريع. تقول: إنها يجب أن تستمر في مراقبة ما تأكله وممارسة الرياضة. “الأمر ليس أن تأخذ الدواء، وبعد ذلك يمكنك أن تتناول الفطائر والبسكويت طوال اليوم”.

Image: 
category: 
Author: 
هانا كوشلر من لندن
publication date: 
السبت, سبتمبر 3, 2022 – 22:30

اقرأ المزيد