وهران: نفي آلاف الجزائريين نحو كاليدونيا وغويانا من أبشع جرائم المستعمر الفرنسي

وهران – أكد مشاركون في ندوة نظمت اليوم الثلاثاء بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و التاريخية لوهران أن نفي المستعمر الفرنسي لآلاف الجزائريين قسريا نحو مناطق في أقصى الأرض مثل غويانا و كاليدونيا الجديدة يعد إحدى أبشع الجرائم الاستعمارية.

وأبرز الباحث في ذات المركز, إيدير حاشي, خلال هذا اللقاء الذي أقيم بمناسبة الذكرى ال 68 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة, أن “لجوء الاستعمار الفرنسي إلى سياسة الإبعاد القسري للثوار الجزائريين و قادة المقاومات عن الجزائر والنفي نحو مناطق في أقصى الأرض بداية من منتصف القرن ال 19 وحتى منتصف القرن ال 20 بهدف إخضاع الجزائريين و إخماد ثوراتهم, كان من أشد أنواع الجرائم التي ارتكبها في حق الجزائريين”.

و أشار المتحدث إلى قيام المستعمر الفرنسي بنفي وإبعاد قادة ورموز المقاومات التي توالت بمختلف جهات الوطن بداية من مقاومة الأمير عبد القادر ثم مقاومة أولاد سيدي الشيخ وبوعمامة ثم مقاومة الزعاطشة و المقراني و غيرهم نحو فرنسا في البداية ثم الى مناطق أخرى بعيدة مثل غويانا وكاليدونيا الجديدة ومنطقة دوبوك في القرن الإفريقي وغيرها “لاعتقاده أن المقاومات ستتوقف بمجرد إبعاد قادتها وهو ما لم يتحقق له”.

وأضاف السيد حاشي أن التقديرات تشير إلى “تعرض 20 ألف جزائري بعد محاكمات صورية وشكلية للإبعاد نحو منطقة غويانا للقيام بالأعمال الشاقة كما تم إبعاد حوالي 2000 جزائري نحو كاليدونيا الجديدة ناهيك عن تعرض أعداد كبيرة لم يتم إحصاؤها للنفي بمناطق مختلفة بفرنسا وخاصة جزيرتي سانت مارغريت وكورسيكا ومدينتي تولون وسات إضافة إلى إبعاد عدد أخر نحو منطقة دوبوك في القرن الإفريقي”.

و أشار ذات المتدخل إلى إمعان السلطات الاستعمارية في الإساءة للجزائريين المبعدين عن أراضيهم بمنعهم من العودة إليها حتى بعد انتهاء المدة المحكوم بها عليهم مما دفع عدد كبير منهم إلى التمسك ببعض العادات والتقاليد وتوريثها لأبنائهم.

من جهته, أبرز الباحث في التاريخ, محند عامر عمار, أن سياسة النفي والإبعاد القسري للجزائريين عن وطنهم صاحبها استيلاء المستعمر الفرنسي على ممتلكاتهم وأراضيهم كما شكلت وسيلة لتوفير يد عاملة بمناطق مثل كاليدونيا الجديدة والتي لا يمكن توجيه الفرنسيين إليها لبعدها.

كما ذكرت الأستاذة سميرة نجادي من نفس المركز أن الرحلات التي نظمتها السلطات الاستعمارية في إطار عمليات الإبعاد القسري والنفي عن الجزائر كانت شاقة توفي خلالها مئات الجزائريين قبل الوصول إلى المنفى.