باريس – يواصل وفد صحراوي سلسلة لقاءاته التي استهلها منذ أكثر من شهر مع الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية في فرنسا، حيث عقد أمس الأربعاء لقاء موسعا مع النائب بمجلس الشيوخ الفرنسي، عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، كريستين برونو، تم خلاله استعراض القضية الصحراوية وآخر مستجداتها.
وتندرج لقاءات الوفد ضمن جدول أعماله في إطار الأسبوع الدولي للتضامن الذي يشرف عليه المجلس الولائي لجهة “فال دو مارن”.
وخلال اللقاء الذي عقد بقصر “لوكسمبورغ” بمجلس الشيوخ الفرنسي، تم الاستماع إلى عرض مفصل قدمه عضو رابطة حماية السجناء الصحراويين، بالسجون المغربية، حسنة مولاي الداهي، حول الوضع في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية في ظل إستمرار حملات القمع الممنهج والخطير ضد المدنيين الصحراويين على أوسع نطاق، لاسيما إستهداف النشطاء الإعلاميين والحقوقيين.
وأشار في هذا الإطار إلى حالة المدافعتين الصحراويين عن حقوق الإنسان محفوظة لفقير التي أدينت بالسجن لـ6 أشهر ومينة أباعلي التي تم فصلها بشمل نهائي من العمل على خلفية نضالهم من أجل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وذكرت وكالة الأنباء الصحراوية (واص) أن ،حسنة مولاي، شدد على أن القمع الممنهج الذي يتعرض له الصحراويون اليوم والحرمان من مختلف الحقوق الأساسية، “تتحمل مسؤو
لياته المباشرة بعد الإحتلال المغربي، حكومة باريس التي مارست ضغطا قويا على مجلس الأمن الدولي بل هددت بإستعمال حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة سنة 2013، يدعو إلى تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية، لتشمل جانب مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها في الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين الصحراويين”.
— فشل أممي في التعاطي مع الديناميكية المحققة من قبل كولر —
من جانبه، أطلع، عالي إبراهيم محمد، الملحق الإعلامي بممثلية البوليساريو في فرنسا، محديثه، عضو مجموعة تحالف الشيوعيين والجمهورية والحضر في مجلس الشيوخ، على آخر تطورات القضية الصحراوية، فيما يتعلق بمستقبل مسار التسوية الأممي وخطة السلام في الصحراء الغربية عقب القرار الأخير لمجلس الأمن الذي وصفه ب”غير المتزن”.
كما تحدث على “الفشل الذريع للأمم المتحدة في التعاطي الإيجابي مع الديناميكية التي أطلقها المبعوث الأممي الأسبق الرئيس هورست كولر أو القدرة على الحفاظ عليها إلى حين تعيين مبعوث أخر يدفع بالجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل عادل ونهائي لقضية الصحراء الغربية، يضمن للشعب الصحراوي حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير”.
كما أكد في ذات السياق، أن محاولات بعض الأطراف الدولية إبقاء الوضع في الصحراء الغربية على ما هو عليه، يشكل تحدي صارخ للشرعية الدولية وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي، كما يهدد من جهة أخرى عملية السلام ومسار التسوية الأممية وكذا الأمن و الإستقرار في منطقة شمال إفريقيا.
في تدخلهما أبرزت، كلود مونجان وكرسيتين ماسمان، من جمعية أصدقاء الجمهورية الصحراوية، لمستضيفتهم جانبا من دور الحكومة الفرنسية و الكيفية التي باتت تتعاطى بها مع الجمعية والرسالة الموجهة إلى مختلف مؤسساتها الرسمية سواء الداخلية أو الخارجية، مبرزة كمثال عن ذلك “تحايل حكومة الرئيس ايمانويل ماكرون” فيما يخص ضمان حق الناشطة مونجان في زيارة زوجها المدافع عن حقوق الإنسان والمعتقل السياسي لدى الإحتلال المغربي، رغم تقديم تعهدات بشأن ضمان ممارسة حقها في التنقل والزيارة على لسان وزير الخارجية إيف لودريان خلال رده على سؤال شفوي للنائب البرلماني ورئيس مجموعة الدراسات من أجل الصحراء الغربية جون بول لوكوك في 16 مايو 2018.
للتذكير يأتي هذا اللقاء الموسع بعد أسابيع من إحتضان مقر مجلس الشيوخ الفرنسي لندوة دولية حول “سيادة الشعب الصحراوي على ثرواته الطبيعية” شارك فيها خبراء ومحامون منظمات دولية إلى جانب شخصيات سياسة ودبلوماسية وحركات التضامن مع الشعب الصحراوي من مختلف البلدان.
وتعهد المشاركون في البيان الختامي للندوة الدولية، بالعمل جنبا إلى جنب مع باقي حركات التضامن لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة تجاه الاتحاد الأوروبي حتى يلتزم بتطبيق أحكام محكمة العدل وحماية موارد الشعب الصحراوي إلى حين نيل استقلاله.
وجاءت الندوة بناء على مجموعة من الأفكار التي تم وضعها والاتفاق بشأنها خلال ندوة “كونفروفيل لورشي” لسنة 2018 ، كما شكلت جزء من ورشات العمل التي تم
اقتراحها خلال الندوة السنوية لحركات التضامن الأوروبية مع الشعب الصحراوي (إيكوكو) باريس- فيتري سور سان سنة 2017 وبعدها طبعة مدريد نوفمبر 2018.
هيئات مغربية توجه نداء إلى الشعب من أجل توحيد الجهود لمواجهة التعدي المخزني الخطير على حقوقه