وزير الرياضة يقيل مدير المركب الأولمبي بسبب تدهور حالة الملاعب

وزير الرياضة يقيل مدير المركب الأولمبي بسبب تدهور حالة الملاعب - الجزائر

في خطوة تعكس التزام وزارة الشباب والرياضة بتحسين وإدارة المنشآت الرياضية في الجزائر، أصدر وزير الشباب والرياضة، عبد الرحمان حماد، قرارًا بإنهاء مهام المدير العام للمركب الأولمبي محمد بوضياف، السيد إسماعيل محمد السعيد، وذلك بسبب تقصيره في أداء واجباته وتهاونه في إدارة المركب.

وجاء في بيان صادر عن الوزارة بتاريخ الأحد 18 أوت 2024، أن الوزير عبد الرحمان حماد قرر إعفاء المدير العام من منصبه، وتكليف السيد ياسين قادة بتسيير شؤون المركب الأولمبي. هذا القرار جاء بعد تصاعد الاستياء من حالة التسيب التي شهدها المركب، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على نظافة وصيانة المرافق الرياضية.

ويُذكر أن المدير المقال قد اتخذ قرارًا قبل إقالته بساعة واحدة فقط، حيث أقال المكلف بتسيير ملعب نيلسون مانديلا عقب تداول مقاطع فيديو تُظهر الحالة الكارثية التي وصلت إليها أرضية الملعب وتراكم النفايات في المدرجات. هذه الحالة نُسبت إلى تراكم مخلفات آخر لقاء أُقيم في الملعب قبل عدة أسابيع، ما دفع الوزارة للتحرك السريع واتخاذ إجراءات فورية.

وأفادت مصادر مسؤولة بأن مؤسسة “إكسترا نات” تم استدعاؤها لتنظيف الملعب، إلا أن حجم الأوساخ كان كبيرًا لدرجة أن العملية لم تُنجز بالكامل بسبب تراكم النفايات لأكثر من شهرين. وقد أُشير إلى أن آخر لقاء أُقيم في الملعب كان بين مولودية الجزائر ومولودية وهران، ولم يتم تنظيف المدرجات والمساحات الخضراء المحيطة بالملعب منذ ذلك الحين، مما أدى إلى تحولها إلى بيئة غير صحية.

وفي سياق متصل، لفتت مصادر إلى أن المساحات الخضراء المحيطة بالملعب لم تكن في حالة أفضل، حيث تحولت إلى مساحات غير مُعتمدة على الصيانة بشكل كافٍ. وقد أثارت هذه الأوضاع غضب العديد من محبي الرياضة في الجزائر، خاصة مع استمرار تدهور حالة الملاعب على مستوى البلاد.

جدير بالذكر أن ملعب 5 يوليو شهد أيضًا حالة من التدهور، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تُظهر تحول أرضية الملعب من الأخضر إلى الأصفر، مما يشير إلى سوء الصيانة والإهمال في الحفاظ على هذه المنشآت الرياضية الحيوية. المدير المقال كان قد قدّم تبريرات لهذه الأوضاع، لكن هذه التبريرات لم تكن مقنعة للكثيرين، حيث استمر الاستياء من الوضع الراهن.

هذه التطورات تأتي في وقت حساس بالنسبة للرياضة الجزائرية، حيث تتطلع البلاد إلى تحسين بنيتها التحتية الرياضية استعدادًا لاستضافة العديد من الفعاليات الدولية والإقليمية. ويعتبر هذا القرار خطوة في الاتجاه الصحيح لضمان أن تكون المنشآت الرياضية في الجزائر على أعلى مستوى من الجودة والصيانة، بما يعكس صورة إيجابية عن الرياضة في البلاد.

من المتوقع أن تركز الوزارة في الفترة القادمة على متابعة إدارة المنشآت الرياضية بشكل أكثر دقة وصرامة، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحالات. وقد يفتح هذا القرار الباب أمام تغييرات أخرى في إدارة المنشآت الرياضية، بهدف رفع مستوى الأداء وضمان الحفاظ على المرافق الرياضية بما يتناسب مع تطلعات الشعب الجزائري وطموحاته في تحقيق إنجازات رياضية كبيرة.

وفي الختام، يعكس هذا القرار حرص وزارة الشباب والرياضة على وضع معايير صارمة لإدارة المنشآت الرياضية، ويُعد تحذيرًا لكل المسؤولين بأن التهاون والتقصير لن يُقابلا إلا بالحزم والإجراءات الفورية لضمان الحفاظ على سمعة الرياضة الجزائرية ومنشآتها الحيوية.