وزير التجارة: الجزائر لن تتهاون مع المتلاعبين في سوق القهوة

وزير التجارة: الجزائر لن تتهاون مع المتلاعبين في سوق القهوة - الجزائر

كشف وزير التجارة وترقية الصادرات الطيب زيتوني، خلال زيارته إلى ولاية قسنطينة، عن خطة وطنية تهدف إلى إغراق السوق الجزائرية بمادة القهوة، في خطوة تهدف إلى تحسين توفرها ومواجهة ارتفاع أسعارها في السوق. جاء ذلك في إطار جهود الحكومة للتصدي للتلاعبات والممارسات غير القانونية التي تؤثر على استقرار السوق.

وفي حديثه، أكد زيتوني أن الدولة لن تتهاون في مواجهة المتلاعبين بأسعار القهوة، مشيراً إلى قوة الدولة وقدرتها على تنظيم السوق. ولفت الوزير إلى أن الحكومة تمكنت من تحديد الهوية الحقيقية للأشخاص الذين ساهموا في تذبذب الأسعار، وخاصة فيما يتعلق بمادة القهوة.

تقليص فاتورة الاستيراد

كما أبرز وزير التجارة أهمية الإنجازات التي تحققت خلال العهدة الأولى للرئيس عبد المجيد تبون، حيث نجحت الحكومة في تقليص فاتورة الاستيراد من 60 مليار دولار إلى 42 مليار دولار. وأكد زيتوني أن الحكومة ستستمر في العمل على إبقاء هذه الفاتورة عند هذا المستوى، إذا تطلب الأمر تلبية احتياجات المواطنين، مشيراً إلى ضرورة ترشيد الاستيراد لضمان استقرار السوق.

إدماج المؤسسات العمومية في الاستيراد

أشار الوزير إلى أن الحكومة قررت إدماج مؤسسات عمومية في عملية استيراد القهوة، مثل شركة “أغروديف”، مما سيمكن الدولة من التحكم بشكل أفضل في السوق وتوفير كميات كافية من القهوة بأسعار مناسبة. وأوضح زيتوني أن الجزائر تستورد القهوة بقيمة تصل إلى 701 مليون دولار، وأكد على أهمية تنويع مصادر الاستيراد لتفادي الاحتكار وضمان توفر هذه المادة الأساسية للمواطنين.

مكافحة الفساد في قطاع القهوة

في إطار مكافحة الفساد، اعتبر زيتوني أن ملف القهوة هو أحد “آخر قلاع الفساد” المرتبطة بتحويل العملة الصعبة. وذكر أن العديد من المستوردين كانوا يقومون بإدخال القهوة إلى البلاد من أجل استخدامها في عمليات التحويل غير القانوني، بينما يتم بيعها في سوق الجملة بأسعار مرتفعة تصل إلى 1700 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد.

وأضاف الوزير أن الحكومة تسعى إلى معالجة هذه الظاهرة من خلال فتح ورشات عمل وتطبيق إجراءات صارمة لتنظيم التجارة الخارجية، بهدف القضاء على هذه الممارسات غير القانونية. وأكد زيتوني أنه قد تم الانتهاء من معالجة ملفات مواد أخرى مثل العدس والحليب، والآن جاء دور القهوة وغيرها من المواد واسعة الاستهلاك للحفاظ على قوة الشراء للجزائريين.

الاستجابة لاحتياجات السوق

وفي ظل هذه الإجراءات، يبقى الهدف الرئيسي للحكومة هو ضمان توفير القهوة بأسعار معقولة تلبي احتياجات المواطن الجزائري، وتحقيق توازن في السوق من خلال استيراد كميات كافية. ويبدو أن خطة الحكومة تتضمن استراتيجيات فعالة لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك تعزيز الرقابة على السوق ومكافحة الفساد.

دور المستوردين في السوق

يعتبر دور المستوردين محورياً في تحقيق الأهداف الحكومية المتعلقة بقطاع القهوة، حيث تلتزم الحكومة بتوجيههم نحو أساليب استيراد أكثر شفافية وتنظيماً. من المتوقع أن تساهم هذه الإجراءات في تحسين وضع السوق، وتوفير القهوة بأسعار مناسبة للمواطنين، مما يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في البلاد.

ختامإ خطة الجزائر لإغراق السوق بالقهوة تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في الأسعار ومواجهة التلاعبات التي تضر بالمستهلك. وتأتي هذه الإجراءات في سياق جهود الحكومة الأوسع لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في قطاع التجارة، مما يعكس التزام الجزائر بتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وتحسين نوعية حياة المواطنين.
بهذه الخطة، يبدو أن الجزائر ماضية نحو تحقيق أهدافها في قطاع التجارة وتنظيم السوق، بما يخدم مصالح المواطنين ويعزز الاستقرار الاقتصادي في البلاد.

اقرأ المزيد