هل سمك التونة من الأطعة المفيدة لجسم الانسان؟ - الجزائر

هل سمك التونة من الأطعة المفيدة لجسم الانسان؟

تعد التونة أحد أنواع الأسماك الدهنية الصحية وضمن أطعمة مفيدة جدًا، ومصدرًا رائعًا لأحماض أوميغا 3 الدهنية، كما أنها عالية في محتواها من البروتينات.

ولكن قد تحتوي التونة على نسب عالية جدًا من نوع معين من ملوثات البيئة يدعى ميثيل الزئبق (Methyl mercury)، وهو:

يعد أحد المواد السامة للجهاز العصبي.
قد يكون له أضرار صحية خطيرة، مثل: اضطرابات النمو عند الطفل، ومشاكل في الرؤية، وضعف في التنسيق العضلي العصبي، ومشاكل في الكلام والسمع.
وتحتوي أسماك التونة الكبيرة على نسبة عالية من هذا النوع من الملوثات أكثر من أسماك التونة الصغيرة، وذلك لأن ميثيل الزئبق يتراكم في أنسجة الأسماك مع الوقت.
لا يعتبر الزئبق مكوّناً طبيعياً في التونا، لكنّه ناتج عن التلوّث. ينبعث الزئبق من مصانع حرق الفحم المنتشرة في جميع أنحاء الكوكب، وغالباً ما يجد طريقه نحو المحيطات ومصادر المياه الأخرى حسب ما نشرته مجلّة “أخبار الطبّ “. تقوم البكتيريا بامتصاص هذا الزئبق وتحويله إلى مادّة كيميائيّة تعرف باسم ميثيل الزئبق.

كلّما كان نوع السمك أعلى في السلسلة الغذائيّة، كلّما زادت كميّة الزئبق التي يتعرّض لها، فعند قيام أحد الأسماك بتناول هذه المادة وقيام سمكة أخرى بالتهام هذه السمكة بدورها وهكذا، تزداد الكميّة التي تمتصّها هذه السمكة، وعندما نتناول السمك بدورنا، نستهلك كميّة الزئبق التي أصبحت داخله.
ما الذي يحدث إلى تناولت الكثير من التونا؟
يعدّ الزئبق عنصراً كيميائيّاً لا توجد له أيّ قيمة غذائيّة أو هدف في جسم الإنسان، وبالرغم من أنّ الجسم يستطيع التخلّص منه عندما يكون على شكل جرعات صغيرة، إلّا أنّ الجرعات الكبيرة من هذا المعدن تتداخل مع الدماغ والنظام العصبي حسب ما نشرته مجلّة “أخبار الطبّ اليوم”.

إنّ تأثير التسمم بالزئبق واسع الانتشار ومؤذ. تبدأ الأعراض بالشعور بالخدر في أطراف أصابع اليدين والقدمين وضعف في التنسيق كما نشرت مدونة هافينجتون بوست The Huffington Post . يؤثر تسمم الزئبق عند الصغار بالسنّ على الخصوبة وتنظيم ضغط الدمّ ويسبب فقدان في الذاكرة والرّعاش وفقدان البصر.

يضعف تسمم الزئبق طويل الأمد من ذاكرتك وقدرتك على التعلّم ويجعلك تتصرّف بشكل غير منتظم ويؤدي إلى عيوب خلقيّة إذا ما تعرّض الجنين لهذا المعدن في داخل رحم الأمّ حسب ما نشرته مجلّة “اكتشف” Discover Magazine. في أسوأ الحالات، يسبب تسمم الزئبق مشاكل في الكلى وتوقّف التنفّس والوفاة.

يعتبر التأثير الذي يخلّفه الزئبق أشدّ أثراً على الدماغ عند الأشخاص بعمر مبكرّة حيث لا زالت أدمغتهم طور النضج، وهو ما يجعلنا ننصح الصغار بتناول كميّة أقلّ من التونا. بالإضافة إلى ذلك، لا يؤثر الزئبق على أجسادنا بنفس الطريقة. فحسب مجلّة “اكتشف”Discover Magazine، يمتلك البعض طفرة جينيّة تسمح لهم بالتخلّص من الزئبق من أجسادهم بسرعة، بينما يمتلك آخرون طفرة جينيّة تجعل خلاياهم تحتفظ بالزئبق لمدّة أطول ممّا يرفع من خطر إصابتهم بالتسمم أكثر من غيرهم.
إنّ الطريقة الوحيدة لعكس التأثير السلبي لتسمم الزئبق هو التوقّف عن تناول الأغذية التي تحتوي على الكيماويّات وانتظار أن تنخفض مستوياته في جسمك.
يُنصح دائماً بتناول أنواع التونة التي لا تحتوي على كميّاتٍ كبيرة من الزئبق؛ مثل: التونة الوثابة، والتونة البيضاء (بالإنجليزيّة: Albacore)، والتونة ذات الزعنفة الصفراء، أو التونة المُعلّبة أو المُجمّدة، بينما توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكيّة (بالإنجليزيّة: Food and Drug Administration) بتجنُّب تناول أنواع التونة التي تحتوي على كميّات عالية من الزئبق؛ مثل التونة كبيرة العين (بالإنجليزيّة: Bigeye tuna)،[٥] وذلك لأن الزئبق قد يعمل كسُمٍّ عصبيّ؛ ويؤثّر بشكلٍ كبير في الأطفال والأجنّة؛ حيثُ إنّ أدمغتهم تتطوّر بسرعة وتحتاج إلى امتصاص العناصر الغذائيّة بسرعةٍ كبيرةٍ لمُجاراة هذا التطور، وقد يُعيق الزئبق هذه العمليّة،

اقرأ المزيد