أصدرت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين اليوم بياناً هاماً دعت فيه كافة المتعاملين في قطاع القهوة، من مستوردين وأصحاب مصانع التحويل والموزعين، إلى الالتزام الصارم بالقوانين التي تحدد أسعار القهوة وهامش الربح المتعلق بها. تأتي هذه الدعوة في ظل مخاوف متزايدة بشأن تقلبات الأسعار وزيادة تكاليف الإنتاج، مما دفع الجمعية للتدخل لتفادي أي زيادات غير مبررة تؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين.
ضرورة التزام متعاملي القطاع بالقوانين
أكدت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين في بيانها على أهمية التزام المستوردين وأصحاب المصانع والموزعين بالقوانين المنظمة لأسعار القهوة، مشيرة إلى أن الالتزام بهوامش الربح المحددة أمر ضروري للحفاظ على استقرار السوق. وحثت الجمعية كافة المعنيين على العمل وفقاً للضوابط المفروضة من قبل السلطات العامة بهدف ضمان تحقيق التوازن بين تكلفة الإنتاج وقدرة المستهلك على الشراء.
دعوة للنظر في أوضاع ورشات التحميص الحرفية
وفي خطوة لافتة، طالبت الجمعية السلطات العمومية بمناقشة انشغالات أصحاب الورشات الصغرى لتحميص القهوة، التي تعتمد عليها العديد من المقاهي والمساحات التجارية الصغيرة لتوريد القهوة الطازجة. وأشارت الجمعية إلى أن هذه الورشات الحرفية، التي تعتبر المورد الأساسي للمقاهي والمحالّ التجارية المحلية، تواجه تحديات تتعلق بنقص الوزن أثناء عملية التحميص، والتي تصل حسب المهنيين إلى نحو 15%. وتسعى الجمعية لضمان استمرارية هذه الورشات ودعمها نظراً لدورها الهام في توفير القهوة بأسعار مناسبة.
تشديد الرقابة على نسبة السكر في القهوة
كما تضمن البيان الصادر عن الجمعية دعوة واضحة لتشديد الرقابة على مصانع التحميص، خصوصاً فيما يتعلق بنسب السكر التي تُضاف إلى القهوة. وقد أبدت الجمعية قلقها من تزايد نسبة السكر في بعض المنتجات، مشيرة إلى ضرورة تكثيف عمليات الرقابة لضمان سلامة المستهلك والالتزام بالمعايير الصحية المعتمدة. تسعى هذه الدعوة إلى تحسين جودة المنتج النهائي، بما يتماشى مع معايير الصحة العالمية وذوق المستهلك الجزائري.
التوعية بترشيد استهلاك القهوة
على صعيد آخر، دعت الجمعية إلى تكثيف الحملات التوعوية لترشيد استهلاك القهوة، في ضوء تصاعد حجم الاستهلاك الوطني الذي يجعل الجزائر من بين أكثر الدول استهلاكاً للقهوة عربياً وإفريقياً. ومن المتوقع أن تسهم هذه الحملات في توعية المستهلكين بأهمية الاعتدال في استهلاك القهوة للحفاظ على صحتهم، خاصة مع تزايد نسبة استهلاك القهوة اليومية بين مختلف الفئات العمرية.
أهمية استقرار السوق
ويعتبر هذا البيان خطوة نحو تحقيق استقرار أكبر في سوق القهوة الجزائري، حيث تعكس الجمعية حرصها على حماية المستهلك من الزيادات العشوائية والممارسات التي قد تؤدي إلى ارتفاع غير مبرر في الأسعار. ويُعد الالتزام بأسعار القهوة وهامش الربح أحد أهم الوسائل للحفاظ على استقرار السوق وحماية المستهلك من أي ضغوط مالية إضافية، خاصة في ظل الارتفاعات المستمرة في تكاليف السلع الأخرى.
التعاون مع الجهات المعنية
أشارت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين إلى ضرورة تضافر جهود جميع الجهات المعنية من مستوردين، مصانع، موزعين وسلطات عامة، لضمان استقرار سوق القهوة والحفاظ على توازن الأسعار. ويتوقع أن يُسهم هذا التعاون في تعزيز الثقة بين المستهلكين وموردي القهوة، ودفع عجلة التنمية في قطاع التجزئة.
يبقى الالتزام بالأسعار المحددة لهامش الربح وتشديد الرقابة على نسبة السكر في القهوة من المطالب الأساسية التي تتطلع الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين إلى تحقيقها. وقد يكون هذا التوجه حلاً لضمان استقرار السوق وتوفير منتج ذو جودة مناسبة وأسعار ملائمة للمستهلكين، مما يُعزز من ثقتهم في السوق المحلي ويمنحهم تجربة أفضل.
أم البواقي : تجارة الطاولات..الحل البديل للمواطنين في ظل غلق الأسواق الجوارية