”ننتظر دعما أقوى من الجزائر لحكومة الوفاق”

”ننتظر دعما أقوى من الجزائر لحكومة الوفاق” - الجزائر

عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا وحيد برشان لـ”الخبر” 

 

لماذا رفضت حكومة الوفاق الوطني مبادرة مصر السياسية ؟

لأن كيفية تفاعل مصر في الشأن الليبي مستفز بدرجة كبيرة، وتوضح لنا أن تدخلاتهم ليست حبا في الليبيين أو شهامة منهم لجمعنا، هم يرون مصالحهم وحلولا لمشاكلهم الداخلية كمشكلة العمالة وغيرها، بالإضافة لأطماعهم في الثروات الليبية، وقد استعانوا لتحقيق ذلك بشخصية حفتر الذي طالب بالسلطة ويحلم بالحكم طوال عمره، بالإضافة لعقيلة صالح الذي خان حوالي 800 شخص انتخبه من منطقته، إذًاً هذه مسرحية هزيلة وليست مبادرة سياسية، لأنها تتعلق بنفس الطلبات والشخصيات، وبإمكانهم اقتراح ما يريدون لكن الحرب متواصلة، ولن تفرض علينا مبادرتهم أي ضغط وطني أو سياسي لإيقافها، فالضغط السياسي الفعلي يرتبط  بعدم وقفنا للمعارك الميدانية. و ا يعقل أن نتقاسم السلطة أو نعرض مشروعا سياسيا على مجرم قاتل مدمر المدن، هذه المطالب كان من الممكن أن يتحصل عليها حفتر قبل سنة في غدامس، أما الآن لن يتحصل على أي شيء، ونفضل أن نموت ونحن نحارب على أن يحكمنا حفتر.

بالحديث عن مواصلة العمليات العسكرية، وفي ظل الهزائم الميدانية التي مني بها حفتر، هل تتوقعون أن تتغير مواقف حلفائه إقليميا ودوليا لدعم حكومة الوفاق ؟

 نعم بعض الحلفاء تغيرت مواقفهم وأهمهم بالنسبة لنا الحليف الروسي، الذي وجد أن قدرات حفتر العسكرية والبشرية غير جيدة، فاستخدامهم للسلاح الروسي لم يكن في المستوى حسب ما أبلغونا به، وهم يملكون المال الذي يحصلون به على أسلحة متطورة واليات معقدة لا يستطيعون استعمالها، والحقيقة أن قوات حفتر ليست جيشا حقيقيا، بل مجرد مليشيات جهوية ومؤدلجة، وينقصها التنظيم والتدريب، لأن الحرب الآن ليست بندقية وآليات بسيطة، بل معقدة، والجهة الغربية من ليبيا معروفة بقدراتها البشرية، فاستعمالنا نحن للسلاح المتفوق أفضل بكثير من مليشيات حفتر. 

 وهل تتوقعون أن يغير برلمان طبرق موقفه من حفتر بعد التطورات الأخيرة؟

أعتقد أن احتمال تعليق برلمان طبرق دعمه لحفتر ضئيل فهم الآن في مصر معا يحاولون زرع مشروع أو خطة جديدة، ونحن صراحة في المجلس الأعلى للدولة عانينا خلال أربع أو خمس سنوات من فشل غير معقول، لأن مجلسنا لا يستطيع أن يساعد البرلمان في تشريع القرارات، إلا إذا كان البرلمان قيم، وبرلمان طبرق لم يكن كذلك وأعضاءه دائما مشتتين وهاربين متخالفين، ونحن ننتظر من برلمان طرابلس أن يحصل على النصاب ليتوحد البرلمان، وبالنسبة لنا عقيلة صالح هو أيضا غير قيم مثل حفتر لأنه أوصلنا إلى المشاكل  بدعمه لحفتر في مشروع مصري غير ليبي وهذا مشكلة بالنسبة لنا.

هناك قبول متبادل من الفرقاء الليبيين لاستئناف محادثات اللجنة العسكرية المشتركة.. لكن مع من  من سيتم التفاوض على الحل السياسي في ظل رفض رئيس حكومة الوفاق الجلوس مع  حفتر على طاولة الحوار ؟

نحن لا نقول لا لأي حوار، فلابد للحوار أن يكون متواجدا دائما في أي مشكلة، لكن هل نقبل بشروط المحاور وننسى أفعاله؟ لا طبعا، نحن كمسئولين يجب أن نجلس على طاولة الحوار لنظهر للطرف الأخر وللعالم أننا منفتحين وحقيقة نحن منفتحين، صبرنا على حفتر لسنوات حتى فوجئنا به على أبواب طرابلس، هو شخصيا لا نثق فيه الآن، وقد قررنا وقلناها بكل وضوح لا وجود لمشروع أو حل سياسي مع حفتر المتمرد، أما عقيلة صالح فهو مقبول نسبيا لكنه أيضا من الأشخاص الذين أوصلونا إلى هذه الوضعية، وفي كل الأحوال يبقى عقيلة على الأقل شخص سياسي يمكن أن يكون معه حوار رغم انه لجأ للحرب والقتال ونحن أي شخص يلجا للحرب لدينا معه إشكال.

وما هي أفاق التسوية السياسية التي تهدف حكومة الوفاق لتجسيدها كحل للازمة الليبية ؟

في الحقيقة حكومة الوفاق لم تضع أي مشروع سياسي لما بعد حفتر وانتصارها، لكن الواضح أننا سنأخذ فترة بسيطة للاستقرار و ندخل في انتخابات أساسها الأمن الاجتماعي والأمني بحيث يكون الناخب مؤمن على نفسه، وليس معرضا لأي ضغوطات، وقبل ذلك يجب أن يكون هناك استفتاء على الدستور وقانون الانتخابات وإذا أكملنا هذين المشروعين بأقصى سرعة سندخل مرحلة الاستقرار، ونتمنى أن لا يُحدث الدستور إشكالية وانقسام في آراء الشعب الليبي.

والتسوية السياسية المطروحة على المدى القريب هي أن يجلس مجلس الدولة والبرلمان مع بعض حسب اتفاق الصخيرات لتغير بعض من بنوده، خاصة ما تعلق بفصل المجلس الرئاسي عن رئاسة الوزراء وتحديد رئيس للوزراء، مع تغيير تشكيلة المجلس من 9 أعضاء، إلى رئيس ونائبين في المجلس الرئاسي، بالإضافة للاتفاق على بعض المناصب السيادية كما سيكون هناك حوار مع مجلس النواب لرسم المرحلة القادمة.

وأخيرا ما الذي تنتظره حكومة الوفاق الوطني من الجزائر في حل الأزمة الليبية ؟

أريد أن أوضح الكثير من الأمور في هذه النقطة المهمة، وأتمنى من شعبنا وأشقائنا في الجزائر أن يفهموا القضية الليبية على إحداثياتها الحقيقية، لأن فيها الكثير من التشويه من قبل محور الشر الذي تمثله مصر والإمارات والسعودية، وبلدان الربيع العربي.

الجزائر شعبها حر لديه نبض الحرية ومن الشعوب الحية التي لا تقبل أي شي، وبالنسبة لنا هذا مثال عال لحراك الشعوب، وفي نفس الوقت أعطانا الجزائريون بعدا مهم جدا على أن التغيير الذي يؤدي للفوضى لن يكون نافعا، فالشعب الجزائري أحدث توازن بين الحرية والاستقرار وهما عاملان مهمان جدا لبناء الدولة  نحن تعلمنا هذا الدرس لكن نظامنا السابق مع الأسف لم يكن نظاما يُبنى عليه لأنه كان نظام شخص واحد لا يمكن إصلاحه.

على العموم نتوقع أو نحبذ ونتمنى أن تقف الحكومة الجزائرية مع حكومة الوفاق، ولا ترى الموضوع على أساس أنه ”خلاف ليبي ليبي”، لأن الحقيقة بكل تجرد تتعلق بشخص عسكري اختطف جزء من ليبيا بدعم من دول أجنبية، وتمرد على الدولة وحاول الاستيلاء على السلطة والحكم، وأنا متأكد أن الجزائريين لن يقبلوا بحكم على حدودهم مدعوم من مصر، لأن هؤلاء لن يبقوا في ليبيا فقط بل سيتمددون في دول الجوار والمغرب العربي، وأتمنى من الحكومة الجزائرية أن تقف معنا أمنيا وعسكريا وسياسيا وبكل القدرات الشعبية، وقد وقفوا سابقا معنا في الجامعة العربية وكانت مواقفهم جيدة، لكن ننتظر أن يكون موقفهم أوضح وأقوى.

اقرأ المزيد