نقاط ظل في “انسحاب” لعمامرة من مهمة ليبيا! - الجزائر

نقاط ظل في “انسحاب” لعمامرة من مهمة ليبيا!

في ظل انهيار مليشيا الجنرال حفتر

تشهد محاور القتال في ضواحي العاصمة الليبيه طرابلس، انهيارا غير مسبوق لميليشيا الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، وهو التطور الذي جاء بعد صراع دبلوماسي على مستوى الأمم المتحدة، أنهى مشروع تعيين وزير الخارجية الجزائري السابق رمضان لعمامرة، ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، بعد قرار انسحابه واعتذاره عن المهمة.

وخسرت ميليشيا حفتر كل النقاط التي كانت تسيطر عليها على الساحل الغربي لليبيا إلى غاية الحدود التونسية لصالح قوات حكومة الوفاق الوطني التي يقودها فائز السراج والمعترف بها دوليا، فيما تتوالى الهزائم وكان آخرها دخول قوات الوفاق مدينة ترهونة التي تعتبر معقل قوات الجنرال المتقاعد في الغرب الليبي التي كانت تنطلق منها الهجمات على العاصمة طرابلس.

وكانت كل من الإمارات العربية المتحدة ومصر والمغرب قد اعترضت على تكليف وزير الخارجية السابق رمضان لعمامرة وسيطا في ليبيا ، وحرضت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل قطع الطريق على لعمامرة، وهو الأمر الذي تقرر باستعمال واشنطن حق الفيتو بحقه قبل أن يعلن لعمامره انسحابه بعد أن تيقن من استحالة حصوله على موافقة مجلس الدولي، في ظل رفض واشنطن لذلك.

المبرر الذي سربته المصادر الدبلوماسية المتعددة بشأن رفض لعمامرة، كان خوف الدول المساندة لحفتر من أن يتبنى لعمامرة الموقف الجزائري من الأزمة الليبية، والذي يقوم كما هو معلوم، على رفض الهجوم على العاصمة طرابلس وتبني الحل السلمي، فضلا عن اعترافها بالحكومة الليبية المعترف بها دوليا دون أي قيد أو شرط، حتى وإن التقت في بنغازي عبر بعض مسئوليها وعلى رأسهم وزير الخارجية، صبري بوقادوم، برموز الجهة الشرقية وحكومتها غير المعترف بها دوليا.

الانتصارات الأخيرة لحكومة الوفاق أسبابها واضحة وهو الدعم التركي النوعي، بحكم الاتفاقية المبرمة بين طرابلس وانقره في الأشهر الأخيرة لكن لا يمكن إغفال أمور أخرى قد تكون لها علاقة بذلك وهو الغضب الجزائري من الدول التي تدعم حفتر والتي اعترضت على تعيين لعمامرة خليفة للمبعوث السابق المستقيل غسان سلامة.
ليس هناك من أدلة على وجود تنسيق بين الجزائر والحكومة المعترف بها الدولية في طرابلس في الحرب الدائرة في الغرب الليبي، لكن ما هو قائم أن الطرف الجزائر ي قد يكون استشاط غيضا من طعنة مصر والإمارات العربية، في قضية لعمامرة الأمر الذي قد يدفع إلى الاعتقاد بأن الجزائر قد تغير من موقفها مما يجري في ليبيا، إن لم يكن قد تغير بالفعل.

بعض التحليلات تتحدث عن وجود تقارب جزائري تركي، وهو الأمر الذي تجلى منذ زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى الجزائر في جانفي المنصرم، وقد يكون هذا التقارب قد تعزز بعد الطعنة التي تعرضت لها الجزائر إثر حادثة إسقاط لعمامرة من طرف دول تعتبر شقيقة وصديقة كمصر والإمارات العربية، وأصبح أكثر قربا من الموقف التركي، لا سيما أن الجزائر وأنقرة يعتبران حليفين لحكومة الوفاق بنسب متباينة.

اقرأ المزيد