قدم وزير النقل الجزائري، محمد الحبيب زهانة، يوم الاثنين، حصيلة شاملة حول نشاطات قطاع النقل خلال سنة 2023 وأداء السداسي الأول لسنة 2024، وذلك خلال جلسة استماع أمام المجلس الشعبي الوطني. الحصيلة عكست تطوراً ملحوظاً في مختلف وسائل النقل بالجزائر، سواء النقل الجوي أو البحري أو النقل الموجه.
النقل الجوي: نمو مستمر في عدد المسافرين
أوضح الوزير أن الجزائر تواصل تعزيز نشاط النقل الجوي، حيث تم تسجيل أكثر من 8.1 مليون مسافر خلال النصف الأول من سنة 2024 عبر 36 مطاراً موزعاً على التراب الوطني. ومن بين هؤلاء المسافرين، بلغ عدد المسافرين على الشبكة الداخلية 3.6 مليون، في حين وصل عدد المسافرين على الشبكة الدولية إلى 4.5 مليون، بزيادة نسبتها 17.61% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2023.
وسجل مطار الجزائر الدولي أكبر نسبة من حركة المسافرين، حيث عالج لوحده 65% من مجموع المسافرين على الشبكة الدولية لعام 2023. كما كشف الوزير عن الأسطول الوطني للنقل الجوي، الذي يتكون من 70 طائرة، منها 55 طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية و15 طائرة لشركة طيران الطاسيلي. بالإضافة إلى ذلك، هناك 40 طائرة صغيرة بسعة حوالي 20 مقعداً مخصصة للخدمات الجوية الخاصة.
وبالنسبة لنقل المسافرين على متن الخطوط الجوية الجزائرية خلال السداسي الأول من 2024، تم نقل حوالي 3.6 مليون مسافر عبر 38,518 رحلة جوية، منهم 1.2 مليون مسافر على الشبكة الداخلية و2.4 مليون مسافر على الشبكة الدولية.
النقل البحري: زيادة في حركة البضائع والمسافرين
أما فيما يخص النقل البحري، فقد سجلت الموانئ التجارية العشرة نشاطاً متزايداً خلال السداسي الأول من سنة 2024. حيث تمت معالجة 63.42 مليون طن من البضائع، بزيادة بلغت 2.53% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. كما تم التعامل مع حوالي 848 ألف حاوية مكافئة بطول 20 قدمًا، إلى جانب تسجيل حوالي 242 ألف مسافر عبر الموانئ الجزائرية.
وأشار الوزير إلى أن الجزائر تمتلك شبكة موانئ واسعة تشمل 46 ميناء مخصصاً للنزهة والصيد البحري، بالإضافة إلى وحدات صيانة وتصليح البواخر التابعة للمؤسسة الوطنية لتصليح البواخر “ERENAV” في الجزائر، بجاية ووهران. وفيما يتعلق بنقل المسافرين، تُقدر الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين بنقل حوالي 125 ألف مسافر خلال النصف الأول من 2024.
النقل الموجه: تطور الترامواي ومترو الجزائر
بالإضافة إلى النقل الجوي والبحري، شهد النقل الموجه نمواً ملحوظاً، حيث تم نقل 73.7 مليون راكب خلال السداسي الأول من سنة 2024 عبر 7 مدن جزائرية مزودة بخطوط ترامواي، وهي الجزائر، وهران، قسنطينة، سيدي بلعباس، ورقلة، سطيف ومستغانم. كما ساهم مترو الجزائر في نقل 23.3 مليون راكب خلال نفس الفترة.
التحديات المستقبلية والاستراتيجية الوطنية
تعكس هذه الأرقام التحسن الكبير في أداء قطاع النقل بالجزائر، سواء في الداخل أو على المستوى الدولي. ويأتي هذا التطور في إطار استراتيجيات الحكومة الجزائرية لتعزيز البنية التحتية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين، سواء عبر الجو أو البحر أو الأرض.
كما يمثل هذا التطور في مجال النقل جزءًا من خطة أشمل لتوسيع الاستثمارات في القطاع وتحسين البنية التحتية بما يتماشى مع النمو السكاني والاقتصادي للبلاد. ومن المتوقع أن تساهم هذه الجهود في تحقيق أهداف الجزائر الاستراتيجية لتحسين حركة النقل وخدمات اللوجستيات، وتطوير النقل البحري والجوي والبري في السنوات المقبلة.
بهذا الأداء المتميز في مجالات النقل المختلفة، تؤكد الجزائر التزامها بتطوير قطاع النقل بما يتماشى مع التحولات الاقتصادية والتكنولوجية. من المتوقع أن يستمر هذا النمو في الفترة المقبلة، مما يعزز مكانة الجزائر كواحدة من الدول الرائدة في مجال النقل في المنطقة.
تندوف: نحو وضع إستراتيجية شاملة لمرافقة الحركية الإقتصادية التي تشهدها الولاية