نصف مليون عائلة جزائرية على حافة الفقر بسبب “كورونا” - الجزائر

نصف مليون عائلة جزائرية على حافة الفقر بسبب “كورونا”

أغلبها تعيش من أرباح أعمال يومية بسيطة أوقفها الحجر الصحي

تعيش الكثير من العائلات الجزائرية، هذه الأيام، على صفيح ساخن، ليس خوفا فقط من عدوى كورونا والموت بها، بل الخوف أيضا على أطفالها من التشرُّد، وعلى أبنائها من الضياع والموت البطيء في عالم البطالة والجوع.

كشف حاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الوطنية، للتجار والحرفيين، أن أكثر من 500 ألف عائلة جزائرية، انقطع عنها مدخولها اليومي، الذي يقبضه أحد أفرادها، المسؤول عن ضمان قوتها من خلال ممارسة نشاط أو حرفة أو تجارة بسيطة، أو مهنة غير قارة. عمال ورشات، وحلاقون، وإسكافيون، وباعة أرصفة، ومنظفات، ومربيات في البيوت، وكتاب في الساحات العامة، وغيرهم من البسطاء “الزوالية”، تعودوا أن يكسبوا “دراهم” نهار وغدا “يرحمها ربي”، وجاءت كورونا لتحرمهم حتى من “دراهم” خبزة وكيس حليب يدخلون بهما إلى أفواه مفتوحة تنتظرهم مع نهاية كل يوم.

فرض الحجر الصحي وتوقيف وسائل النقل العمومية والخاصة للأشخاص، وغلق المقاهي وتعليق الكثير من النشاطات، وغلق الفضاءات العمومية، على فئة واسعة من الجزائريين، ونشاط يوازي بعض النشاطات الأخرى، وخدمات حرة، وحرف ومهن، تقتصر على ربح مدخول يومي قد يعد عند الكثير من العائلات توقفا للمداخيل ومع استمرار الوضعية قد يحرمون من تأمين مبلغ مالي يكفي لتأمين الضروريات.

بولنوار

وقال رئيس جمعية التجار والحرفيين الجزائرين، حاج طاهر بولنوار، إن استمرار انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، والإبقاء على الحجر الصحي لمدة طويلة، قد يشرد العائلات الجزائرية، ويفلس الشركات والمصانع والمؤسسات العمومية والخاصة، ويهدد المجتمع الجزائري ببطالة قاتلة، كما يوسع دارة الفقر إلى أقصى حد.

وأحصى بولنوار، 500 ألف عائلة أو أكثر، يتمثل مدخولها في ربح يومي متفاوت، وغير مضمون في بعض الحالات، وهذه العائلات إما أن يكون رب أسرتها أو أحد أفرادها، حرفيا أو عاملا في ورشة أو يمارس نشاطا تجاريا بسيطا، أو نادلا في مقهى أو مطعم، وكذلك الذين يعملون، حسبه، في مؤسسات صغرى، إلى جانب كل من الحمّالين في سوق الجملة، والدهانين، والإسكافيين، والحلاقين، والمنظفات، وغيرهم من غير أصحاب الرواتب الشهرية من الذين يعتمدون على ما يربحون خلال يومهم.

ويرى حاج الطاهر بولنوار، أنه على الحكومة أن تضع في حسبانها، حالة الضياع التي تهدد هذه العائلات، وتخطط لمواجهة أزمة قد تخلف آفات اجتماعية حادة، حيث يمكن أن يقدم الدعم المالي والتضامني لهؤلاء البسطاء والعاملين بشعار “إذا ما ضمناش فطورنا نضمنوا عشانا”.

الحل في ترشيد النفقات
وفِي السياق، دافع حسان منوار، رئيس جمعية الأمان لحماية المستهلك الجزائري، عن هؤلاء العاملين اليوميين، والذين يعتمدون على ما يقبضونه في نهاية النهار، بعد جهد قد يجعلهم يتصببون عرقا لأجل بضعة دنانير.

ودعا منوار، إلى ضرورة انتهاج استراتيجية لمواجهة بطالة قد تصل، حسبه، إلى نسبة مائة من المائة، في حال استمرار الوضع على حاله، وتمديد الحجر الصحي للوقاية من فيروس كورونا المستجد، مقترحا فكرة ترشيد النفقات داخل العائلات وفِي المؤسسات والمصالح الإدارية، والعمل التضامني، كحل لمواجهة الأزمة التي ستواجهها العائلات الجزائرية بعد كورونا.