ندوة المجلس الإسلامي الأعلى بوهران: إطلالة على أعمال المفكر عبد المجيد مزيان والشيخ عبد الرحمان طالب

 ندوة المجلس الإسلامي الأعلى بوهران: إطلالة على أعمال المفكر عبد المجيد مزيان والشيخ عبد الرحمان طالب

وهران – شكلت أعمال المفكر عبد المجيد مزيان والشيخ عبد الرحمان طالب المحور الرئيسي لأشغال الندوة المنظمة اليوم الثلاثاء بوهران من طرف المجلس الإسلامي الأعلى.

وحول إسهامات المثقف عبد المجيد مزيان (1928-2001) قال عبد القادر بوعرفة من جامعة وهران أن”عبد المجيد مزيان لم يكتب كتابا حول الحضارة أو مشروع الحضارة على غرار الجابري و مالك بن نبي وحسن حنفي، و إنما تحدث عن الانبعاث الحضاري من خلال 14 مقالا كتبت من 1972 إلى 1984 المنشورة في مجلة الأصالة على وجه الخصوص”.

“وقد حاول هذا الفيلسوف أن يعطي مجموعة من التصورات حول مشروعه الحضاري الذي ينطلق من نقطتين أساسيتين اللتين سماهما بالانبعاث الحضاري والاقلاع الحضاري الذي يتوفر على عدة شروط منها الانفتاح الذي يؤسس للحضارة وأن يكون لدينا الوعاء الثقافي الذي منه تغترف الحضارة”، استنادا للأستاذ بوعرفة.

وفى السياق أضاف ذات الجامعي الذي يعتبر عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى قائلا “عبد المجيد مزيان يرى من تصوره لمشروع الحضارة أنه لا يمكن تحقيق الاقلاع الحضري إلا في ظل مجتمع قيامه الاستقرار. ول ايمكن أن تقوم الحضارة إلا بالتحرر من الاستلاب السياسي و الثقافي والحضاري وأن يكون هناك استشراف مستقبلي”.

ومن جهته ركز الجامعي عمر زاوي من جامعة وهران في مداخلته على المنحى الخلدوني في فكر عبد المجيد مزيان الذي قدم اجتهاداته الفكرية والثقافية والاقتصادية والحضارية لدى إنجازه أطروحة حول عبد الرحمن بن خلدون.


إقرأ أيضا: المجلس الإسلامي الأعلى يحيي الذكرى ال20 لتأسيسه


للتذكير فإن الراحل عبد المجيد مزيان، الذي يعد موسوعة فكرية، انضم مبكرا إلى صفوف ثورة التحرير المظفرة. وبعد الاستقلال تقلد عدة مناصب منها وزيرا للثقافة وآخرها رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى من 1998 إلى 2001.

أما شباب معمر من جامعة تلمسان فقدم عرضا حول السيرة الذاتية و المسيرة الفكرية للشيخ عبد الرحمان طالب (1936 -2016)، مركزا على منهجه في جمع الأحاديث النبوية وتجلى ذلك في أعماله التي بلغت أكثر من 80 مؤلفا تجمع بين الحديث النبوي والفقه والتصوف وتاريخ الجزائر.

ونجح الفقيه الراحل عبد الرحمان طالب في إدخال المعلوماتية في جمع 300 ألف حديث نبوي في ستة (6) أقراص مضغوطة تسمى ب “موسوعة الأحاديث النبوية الكبرى” وذلك بإمكانيات بسيطة و التي فاقت المراكز الكبرى المتخصصة في جمع الأحاديث النبوية، على غرار مركز “الصخر” الذي جمع حوالي 60 ألف حديث نبوي، وفق ذات الاستاذ.

وفي ختام أشغال هذه الندوة التي حضرها جمع من المشايخ والجامعيين، أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبوعبد الله غلام الله على أن هيئته ستتولى طبع المحاضرات وتوفيرها لدى الباحثين وأنه مستعد للمساهمة في إخراج موسوعة الأحاديث النبوية الكبرى بوسائل متطورة.

ومن جهة أخرى، برمج المجلس الإسلامي الأعلى غدا الأربعاء بوهران ندوة ثانية حول موضوع “النصيحة في الخطاب المسجدي”.

اقرأ المزيد