ميلة – تعد مفيدة بعيرة الممارسة للنشاط الرياضي منذ صغر سنها والراغبة في تجاوز نفسها أول امرأة مظلية بولاية ميلة.
فمفيدة بعيرة، الصيدلانية ذات البرنامج اليومي المزدحم، صاحبة الـ 34 ربيعا، استسلمت لشغف الطيران الحر وتمكنت من تجاوز العقبات النفسية والاجتماعية قبل الميدانية من أجل ممارسة الطيران المظلي حتى تحجز مكانة لها ضمن هذا الاختصاص.
وقد خاضت مفيدة، التي تنشط ضمن نادي الطيران المظلي، تحدي ممارسة شغفها من عدة مناطق من خلال الطيران الحر من أجل الاستمتاع أكثر بمواقع ومعالم المنطقة.
و قالت مفيدة، “لقد تولدت لدي فكرة متابعة تكوين في الطيران المظلي من رغبتي في تجاوز نفسي وإثبات بأن هذه الرياضة ليست حكرا على الرجال وبأنه بإمكان النساء ممارستها على أحسن وجه و التألق فيها أيضا”.
و أضافت “خلال سنوات دراستي مارست عديد الرياضات الجماعية وكنت أنشط ضمن الفرق المدرسية لكرة اليد والكرة الطائرة وقد واصلت على نفس النهج خلال مشواري الجامعي”.
الطيران المظلي…احساس بالحرية واستمتاع بالمناظر
وبالعودة إلى بداياتها في ممارسة الطيران المظلي، صرحت مفيدة بأنها سعت لتجسيد فكرة الطيران الحر بولاية عنابة رفقة صديقة لها وقد صادف ذلك أنه تم اعتماد خلال سنة 2018 نادي مختص في هذا المجال بولاية ميلة.
ولقد اتصلت به على الفور لتكون من أوائل المنضمين إليه ولو أن هذا الأمر، على حد قولها، “لم يكن بسهل التقبل من طرف عائلتي، التي حاولت مرارا وتكرارا منعي بدافع الخوف على سلامتي، إلا أن الإصرار والرغبة الشديدين لدي كانا أقوى لجعلي أخوض المغامرة”.
وبعد متابعتها للدروس النظرية، استطاعت مفيدة أن تتجه للجانب التطبيقي وتجربة التحليق في الهواء حيث قالت في هذا الشأن “لقد كان التحدي الأول بالنسبة لي هو التغلب على عامل التردد قبل محاولة الإقلاع”.
و لقد تأرجحت عدة أفكار في ذهنها منها العراقيل التي تصادف الطيار المظلي وإمكانية حدوث أمور غير متوقعة في السماء، قبل الإقلاع.
كما أضافت ذات الصيدلية والبسمة تعلو محياها بأن “ممارسة الطيران المظلي هي أيضا تعود على قوانين الجاذبية والتحكم فيها ومعرفة الاتجاه وسرعة الرياح ليأتي بعد ذلك الإحساس بالحرية الذي يجتاح الطيار المظلي بينما هو يستمتع بالمناظر الرائعة والمواقع المبهرة”، مردفة : “هذا الشعور يجعلني دوما أنسى أي خطر”.
وأكدت الرياضية الشابة بأنها قامت لحد الساعة بـ6 عمليات طيران حر على ارتفاع يتراوح بين 600 و1300 متر وبأنها تعمل على تحسين أدائها في هذا الاختصاص.
واستنادا لرئيس نادي الطيران الحر بميلة و لمدرب في ذات الاختصاص، أحمد بلموهوب، فإن “عزم مفيدة بعيرة مكنها من التألق في هذا الاختصاص الرياضي”، مضيفا “إنها رياضة تتطلب الصبر والشغف حيث تحصي ولاية ميلة 4 طيارين مظليين فقط”.
وأشار السيد بلموهوب إلى أن “الطيارة المظلية الشابة عملت على مرافقة النادي في بداياته وتشجيع فريق النادي على المضي قدما والمثابرة من أجل إنشاء فضاء حميمي لممارسة هذا النشاط الرياضي”.
من جهته، أوضح رئيس مصلحة التربية البدنية والرياضية بالمديرية المحلية للشباب والرياضة، العيد باغي، بأن “وجود امرأة شابة تنشط في تخصص رياضي جديد على الصعيد الوطني مثل الطيران المظلي يعد مكسبا للرياضة النسوية المحلية”.
واعترف بأن “السياسة العامة لقطاع الشباب والرياضة تستهدف تطوير وتوسيع دائرة ممارسة الرياضات النسوية الجماعية أو الفردية عبر الوطن حيث من شأن الطيارة المظلية مفيدة بعيرة تشجيع النساء الشابات على الانخراط في مختلف الاختصاصات الرياضية”.
معلومة متأخرة ….. ولكنها مفيدة …!