المدية – تميز اليوم الثالث من الطبعة ال 13 للمهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بتقديم، خلال أمسية الثلاثاء، لعرضين مسرحيين، “تفضلي يا آنسة” و “ميل فوي”، في إطار المسابقة لنيل “العرجون الذهبي” الذي سيتوج أحسن مسرحية في هذه الطبعة.
و قد صفق جمهور قاعة العرض بدار الثقافة “حسن الحسني” للمدية مطولا لممثلي تعاونية “الأنيس” لسطيف الذين قاموا بأداء مسرحية “تفضلي يا آنسة”، والتعاونية الثقافية “فن وتكنولوجيا” لمدينة الرويبة (الجزائر العاصمة) الذين قدموا مسرحية “ميل فوي”، تقديرا لأدائهم المميز.
و ساهمت المواضيع المختارة، وهي الهجرة السرية بالنسبة للمسرحية الأولى وقلة احترام الفنانين في المسرحية الثانية، في إعطاء بعد آخر للعروض المقدمة التي راقت للجمهور كثيرا و الذي تابعها باهتمام كبير بفضل براعة أداء الممثلين بشكل خاص.
و تعتبر “تفضلي يا آنسة” ثالث مسرحية متنافسة في إطار هذا المهرجان لنيل العنقود الذهبي. و هي من إخراج العمري كعوان و أداء الثنائي بلال كراش و آية خرفي، حيث تتناول في شكل فكاهي و هزلي لقاء بين مرشحة للهجرة غير الشرعية و مدبر لعمليات الهجرة السرية، و تطور علاقتهما على مدار الساعات إلى غاية تتويجها بمشروع زواج.
و قد نجح موضوع المسرحية في جذب اهتمام الجمهور الذي تعاطف كثيرا مع قصة هذا الثنائي الفريد، الذي قرر في آخر المطاف التخلي عن فكرة مغادرة البلاد بطريقة غير شرعية، بالنسبة للفتاة، والابتعاد عن هذا النشاط الغير قانوني الذي كان يحقق له مكاسب كبيرة، بالنسبة للشاب.
أما مسرحية “ميل فوي” فهي اقتباس لأحد أعمال عبد العزيز مصمودي “الشريط”، فيما أخرجه للمسرح سيف الدين بندر. و يروي هذا العمل قصة فنان تشكيلي شاب ضحية للإقصاء والتهميش، الذي يحاول بالرغم من الظروف المحبطة المحيطة به، محاربة هذه الممارسات بفنه و من خلال التميز بأعماله ونوعيتها.
و نجح الممثلون توفيق رابحي وسليمان ادريس وسيف الدين بندر إلى حد بعيد في نقل رسالة المسرحية، و هي تسليط الضوء على الظروف الاجتماعية والمهنية للفنانين، بالنظر لردة فعل الجمهور الذي تفاعل كثيرا مع أداء الممثلين, بالتصفيق لبعض المشاهد والضحك لمشاهد أخرى. كما استقبل الجمهور بحفاوة مخرج المسرحية.
اقرأ أيضا : المهرجان الوطني ال 15 للمسرح المحترف : عشر مسرحيات في المنافسة
و ستتواصل الطبعة ال 13 للمهرجان الوطني للمسرح الفكاهي، المنظمة على شرف الممثل الراحل سيراط بومدين، إلى غاية 8 ديسمبر، و تتنافس خلالها ست مسرحيات لنيل جائزة “العنقود الذهبي” وهي “بانتورا سبيسيال” من إنتاج التعاونية الثقافية “تافتيكا” للعلمة و “ميكانيزما” لجمعية “شباب المستقبل” من معسكر و “تفضلي يا آنسة” من إنتاج التعاونية الثقافية “الأنيس” من سطيف.
كما تشارك ضمن نفس المسابقة مسرحية “ميل فاي” لتعاونية “فن وتكنولوجيا” من مدينة الرويبة (الجزائر العاصمة) و “فلوكة” لجمعية “الصرخة” لسكيكدة و”دلتونية” لجمعية “إبداعات الشباب الحر” لوهران.
و برمجت العديد من العروض المسرحية والمونولوجات خارج المنافسة عبر عدد من بلديات الولاية وعلى مستوى الأحياء الجامعية.
و يتضمن برنامج المهرجان، أيضا، تنظيم ورشات تكوينية في مجال السينوغرافيا والكتابة المسرحية إلى جانب لقاءات متبوعة بنقاشات حول المسيرة الفنية لعدد من الممثلين المسرحيين الذين تركوا بصماتهم في المسرح الوطني الجزائري.
أراء فنانين المسرح الجزائريين والأجانب في مهرجان المونودرام المقام بمدينة ألف قبة و قبة " وادي سوف