منظمات حقوقية تعرب عن قلقها لاستهتار المغرب بإنقاذ أرواح المهاجرين

 مدريد – وجهت منظمات حقوقية انتقادات لاذعة لحكومة المخزن بعد ارتفاع ضحايا المهاجرين غير الشرعيين في رحلة الموت التي يخوضونها للالتحاق بالأراضي الاسبانية, معربة عن “قلقها” لاستهتار المغرب بإنقاذ أرواح المفقودين في عرض البحر, ما يعني خسارة المزيد من الأرواح البشرية.

وقد شهدت الأسابيع الماضية ارتفاعا كبيرا في عمليات وصول المهاجرين إلى جزر الكناري, بمتوسط 100 شخص جديد يوميا في الفترة ما بين 15 و 25 يونيو.

ونقلت صحيفة “إل موندو” الإسبانية عن خوسيه أنطونيو رودريغيز فيرونا الذي يعمل مع لجنة الصليب الأحمر قوله: “لقد لاحظنا زيادة كبيرة في عدد الوافدين إلى جميع الجزر, خاصة في نهاية الشهر (أي يونيو) مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي”.

وقد كشفت منظمة “كاميناندو فرونتيراس” الاسبانية غير الحكومية, في تقريرها عن أن أكثر من 7500 شخص لقوا حتفهم أو باتوا في عداد المفقودين في طريقهم إلى جزر الكناري بين عامي 2020 و 2022.

وسجلت المنظمة الدولية للهجرة عددا أقل من الوفيات, لكنها اعترفت بأن “أرقامها تعد الحد الأدنى لتقدير العدد الحقيقي للوفيات”.

وقالت هيئة “سالفامينتو ماريتيمو” الحكومية الإسبانية المعنية بالإنقاذ البحري, اليوم الثلاثاء, إن طائرة مراقبة حددت مكان قارب يقل مهاجرين غير شرعيين غرق قبالة السواحل الاسبانية, أمس الاثنين, بعد مكالمة طوارئ.

وقالت السلطات المغربية التي تتدخل منطقة البحث والإنقاذ الخاصة بها في منطقة الغرق, إنها سوف تتحمل مسؤولية عملية الإنقاذ, لكن قارب الدورية الخاص بالسلطات المغربية استغرق 12 ساعة للوصول وكان هذا الوقت كفيلا بغرق العشرات, في استهتار بحياة المهاجرين الذين يدفعهم النظام المغربي يوميا للموت.

وصرحت هيلينا مالينو غارزون, مؤسسة “كاميناندو فرونتيراس”, التي ترصد وفيات المهاجرين وتوفر المساعدة لذويهم, في “تغريدة” لها على “تويتر” : “كان المهاجرون على متن القارب المطاطي يتوسلون كي يتم إنقاذهم لأكثر من 12 ساعة”.

بدورها, أعربت شبكة “ألارم فون, هاتف الإنذار” وهي عبارة عن خط ساخن لإنقاذ المهاجرين, عن “قلقها” إزاء توسيع المغرب لمنطقة البحث والإنقاذ إلى شواطئ الصحراء الغربية المحتلة, لافتة في تقرير سابق إلى أن هذا الأمر “سيكون مقلقا بشكل خاص نظرا للاستهتار وعدم الرغبة في إنقاذ المهاجرين بشكل آمن وسريع الذي أظهرته السلطات المغربية مرارا وتكرارا, ما يعني خسارة المزيد من الأرواح البشرية”.

إلى ذلك, لازالت جراح ثكالى منطقة العطاوية بإقليم قلعة السراغنة (وسط المملكة), لم تلتئم بعد, إثر فاجعة فقدان 51 شابا في عرض البحر, حيث دعت العائلات إلى ضرورة معرفة الأسباب التي دفعت بهؤلاء الشباب في مقتبل العمر للمجازفة بأرواحهم للوصول إلى الضفة الأخرى.

ووجه في الإطار, رشيد حموني رئيس الفريق النيابي لحزب “التقدم والاشتراكية ‘’  بمجلس النواب المغربي, سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية المغربي, حول مآل شباب منطقة العطاوية الذي اختفوا في عرض البحر بعد محاولة للهجرة السرية إلى اسبانيا.

و أكد حموني في ذات السياق ان الأسر وسكان منطقة العطاوية يعيشون على وقع فاجعة وهول الصدمة التي هزت المدينة, ويتساءلون عن مصير أبنائهم, مستفسرا عن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الوزارة من أجل تحديد مصير هؤلاء الشبان من راكبي “قوارب الموت” الذين لم يظهر لهم أثر, والذين لم تصل أخبار عنهم إلى حدود الساعة .