المتأمل في أحوال الخليقة يرى أنهم مذ خلقوا لم يزالوا مسافرين، وليس لهم حط رحالهم إلا في الجنة أو النار، فالدنيا ليست لهم بدار مقام، وليست هي الدار التي خلقوا لأجلها: {ثم إلى ربكم ترجعون}. وقد صوّر المعصوم حال المؤمن في هذه الدنيا الفانية بقوله: “كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل”، وقال علي رضي الله عنه موضحا مشقة السفر وطوله: (آه من طول الطريق وقلة الزاد).استمع أيها الفاضل لقول ربك: {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه}، فأنت في هذه الدنيا الفانية مسافر إلى ربك وراحل إليه، وستقف أمامه لا محالة، وسيكلمك ليس بينك وبينه ترجمان: “ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله
شعبان.. شهر يغفَل عنه كثير من الناس