ملابس “الكاميزول” وغرف بلاستيكية لنقل المصابين إلى المستشفيات - الجزائر

ملابس “الكاميزول” وغرف بلاستيكية لنقل المصابين إلى المستشفيات

يتصدى أعوان الحماية المدنية يوميا لفيروس كورونا من خلال إسعاف الحالات التي تصلهم عبر نداءات هاتفية يسارعون لإنقاذها وتحويلها إلى المستشفى، بالإضافة إلى نجدة عدد من المواطنين الآخرين في مجالات تدخلهم المعتادة في حوادث المرور والاختناقات بغاز أحادي أكسيد الكربون وغيرها من الوضعيات الخطيرة التي قد يتواجدون فيها.

ويتكبد مختلف الأعوان مخاطر جمة خلال أزمة كورونا، لكنهم رغم كل ذلك لا يترددون في إغاثة محتاجيهم في كل الأوقات ليلا ونهارا، ما يجعلهم في الخط الأول مع الأطباء لوقف زحف الوباء والتحكم فيه قدر المستطاع.

يتجند أعوان الحماية المدنية يوميا لمواجهة فيروس كورونا وإجلاء المواطنين المحتاجين للمساعدة والدعم.

ويؤكد في هذا السياق خالد بن خلف الله المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر “تجندنا على مستوى الحماية مع بدايات الأزمة مع توجيهات الأطباء وكانت البداية بالعمل التوعوي والتحسيس بكيفية التدخل لمواجهة هذا المرض المعدي والخطير، حيث وجه الأطباء الأعوان من خلال ورشات تكوينية بشأن أهم الحركات والتعاملات مع الأفراد أو الحالات التي يسعفونها”. وأوضح بن خلف الله أن خلية الأزمة المشكلة في إطار التنسيق العملي تستقبل يوميا اتصالات المواطنين ونداءاتهم، حيث تطرح عليهم مجموعة من الأسئلة المتعلقة بأهم الأعراض التي يعانون منها وإذا توفرت فيهم يحوّلون مباشرة على أطباء الخلية للتدقيق أكثر وإذا تأكدت الإصابة تخرج الفرقة المختصة للإسعاف في كورونا لنقلهم للمستشفى.

هكذا يتم نقل المصابين بالفيروس إلى المستشفيات

وينتهج الأعوان خلال تدخلهم طريقة خاصة حسب بن خلف الله يلتزمون فيها بملابس الوقاية “الكاميزول” والكمامات وتقنيات في الإسعاف حيث يخرج المصاب من الخلف ويلبس كمامة على فمه كما يتم تطهير وتنظيف يديه ووضع قفازات فيها لينقل بعدها إلى سيارة الإسعاف التي تحتوي فضاء عزل “غرفة بلاستيكية” ومنها إلى المستشفى مباشرة. ومن ضمن الإجراءات الاحترازية التي تخضع لها الفرقة المتنقلة للإسعاف هي التطهير الداخلي والخارجي لسيارة الإسعاف وتعقيمها وكذا تطهير الأعوان المتدخلين وبعدها التخلص من الملابس والمستلزمات المستخدمة وحرقها وبالنسبة للأعوان يتم عزلهم في الحجر الصحي داخل الثكنة لمدة ثلاثة أيام إلى حين صدور نتائج التحاليل وتشخيص الحالات.

ويغيب أعوان الحماية المدنية المجندون خلال أزمة كورونا عن بيوتهم لأيام عديدة تلبية لنداء الواجب حيث يكونون دوما في الخط الأول إلى جانب الأطباء، ويؤكد عديد الأعوان الذين تحدثنا إليهم أن عائلاتهم تتفهم طبيعة عملهم وتواجدهم الدائم في وقت الأزمات سواء أثناء الفيضانات أو الحرائق أو حوادث المرور.

وبخصوص التجند في أزمة كورونا أوضح الملازم بن خلف الله أن النظام الحالي يتم 24 سا على 48سا وفق خطة عمل. وأفاد المتحدث أن الوضع متحكم فيه إلى غاية الآن والجميع واع بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، كما أن أجهزة الحماية المدنية تتوفر على جميع المستلزمات وتطبق كافة التدابير لإنقاذ حياة الجزائريين من أي مكروه قد يصيبهم خاصة خلال وقت منع الخروج بدءا من الثالثة مساء، واغتنم المتحدث الفرصة لتوجيه نداء إلى جميع المواطنين خاصة الشباب لتوخي الحذر في حياتهم اليومية وتقليل تنقلاتهم قدر المستطاع .

1000 اتصال يوميا للاستفسار عن كورونا

ويستقبل الرقم الأخضر للحماية المدنية 1021 أو 14 نحو 1000 اتصال يوميا عبر مختلف ولايات الوطن منذ الإعلان عن تسجيل إصابات بفيروس كورونا في الجزائر، وهو رقم يضاف إلى اتصالات أخرى في مجالات تدخل مختلفة تندرج ضمن مهام الحماية المدنية يصل عددها الى نحو 3 آلاف اتصال يوميا حسب ما أوضحته المديرية العامة للحماية المدنية.

وتتمحور مختلف الاتصالات حول طلب توجيهات واستفسارات من قبل فرق الحماية والفرق الطبية الموجودة على مستوى خلية الأزمة المشكلة مع بداية أزمة كورونا من قبل أشخاص يشكون في إصابتهم بكورونا أو معاناتهم من أعراض مشابهة لها.

وأوضح القائمون على الاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية أن الرقم الأخضر الذي خصصته وزارة الصحة والمتمثل في 3030 هو المخول لاستقبال الاستفسارات الخاصة بالوضع الصحي للمصابين أو الحالات المشكوك فيها، داعين إلى اقتصار الاتصال بأرقام الحماية المدنية فقط على الحالات الاستعجالية والخطيرة لعدم تفويت الفرصة على الحالات الحقيقية التي تحتاج المساعدة فعلا أثناء شغل الخطوط الهاتفية في مكالمات على حساب أخرى قد تكون أكثر أهمية.