مقران آيت العربي: “الجزائر تعيش ثورة ولا يحق لأحد التحدث باسمها”

مقران آيت العربي: “الجزائر تعيش ثورة ولا يحق لأحد التحدث باسمها” - الجزائر

يُجزم المحامي والناشط الحقوقي البارز، مقران آيت العربي، أن الجزائر لا تعيش حراكًا وإنما ثورة شعبية سلمية، ستُحقق مطالبها ولن تستطيع السلطة كسرها مهما حاولت، سواءً بالمناورة عن طريق خلق زعماء جُدد على الفايسبوك، أو بمحاولة اختراقها بوجوه تدعي أنها تمثل المعارضة.

مقران آيت العربي خلال مشاركته في حصة “tsa مباشر” اليوم الأحد 17 مارس قال “بعد 22 فبراير وإلى غاية اليوم المسألة في الجزائر لم تعُد حراكًا شعبيًا، وإنما ثورة شعبية سليمة ليس لها مثيل” مرجعًا ذلك إلى “حجم وحِدّة المطالب المرفوعة، والمتمثلة في رفض النظام القائم منذ استقلال البلاد عام 1962 والمطالبة برحيله بهدف استرجاع السيادة المغتصبة”.

السلطة تراوغ

وتوقع المحامي والناشط الحقوقي، فشل مساعي النظام لتجديد نفسه عن طريق رسائل منسوبة للرئيس بوتفليقة، تدعي أن القرارات المعلن عنها تستجيب لنداءات الشارع، موضحًا في السياق” بعض الأبواق تقول إن بوتفليقة استجاب للشعب بعدم الترشح لعهدة خامسة، لكن ألم يسمع هؤلاء أن المطالب هي الدعوة إلى رحيل النظام وليس إلى تشكيل حكومة جديدة أو تعين وزير أول لربح الوقت”.

هنا يشير آيت العربي أن هذه الوسيلة والأساليب لم تعد مجدية لنظام انتهت صلاحيته، لأن الشعب الجزائري لن يعود إلى بيته قبل أن يرحل النظام، بكل فئاته وجماعاته” مضيفاً “الذين خرجوا إلى الشارع غالبيتهم شباب ولدوا في العهدة الأولى لبوتفليقة، لكن هناك كذلك أطفال ونساء وعائلات، قالوا بأعلى صوتهم إرحلوا عنا لا نريد نظامًا فاسدًا “.

زعماء الفايسبوك

ضيف “tsa مباشر” تحدث أيضًا عن الأشخاص الذين يحاولون ركوب موجة الثورة الشعبية السلمية “لا يحق لأحد أن يتحدث نيابة عن الشعب. حتى لو تم تداول إسمي لكي أكون ضمن الممثلين، وإلا سنفعل كما فعل النظام منذ عام 1962 عندما تحدث باسم الشعب واغتصب سيادته”.

ليسترسل “حتى لو كان علينا تعيين ممثلين للثورة السلمية، فلا ينبغي أن يتم ذلك في الشبكات الاجتماعية. لا أعتقد أن المناضل يمكن أن يخرج بين عشية وضحاها النضال هو عشرات السنين وتقديم الكثير من التنازلات”.

آيت العربي، بدى متأكدًا من فشل كل محاولات التفاوض من أجل قيادة الثورة الشعبية السلمية سواءً من طرف السلطة أو المعارضة، مرجعًا ذلك إلى درجة الوعي العالية التي أظهرها الشارع المتفطن لكل المناورات، مضيفًا “هناك محاولات من السلطة لاحتواء وخلق زعماء جدد للتحاور معهم وهو ما حدث في أكتوبر 88 وبعض المعارضة تسعى للاحتواء أيضًا، لكن لا أعتقد أن المحاولة لن تنجح. أنا أثق في كل هؤلاء الشباب الموجودين في الشارع وجد متفائل”.

ويعتقد المناضل في حقوق الإنسان، أن الحديث عن قيادة لما يسميه بـ”الثورة الشعبية السلمية”، ستأتي مع الوقت لافتًا “الأكيد أن القيادة ستخرج من الأوساط الشعبية لأن هناك كفاءات ومؤهلات لم تتورط في الرشوة ولا مع الإسلامين أو الجنرالات”.

أدوار الإبراهيمي “المشبوهة“

في مقابل ذلك انتقد آيت العربي، تحركات الدبلوماسي الجزائري الأسبق، الأخضر الإبراهيمي، وقيادته لمشاورات مع بعض الأشخاص بفندق الـأوراسي بالجزائر العاصمة قائلا “الكفة في صالح الشعب، ونتمنى من الأشخاص النزهاء والمناضلين الحقيقين أن يلتقوا للحديث عن خدمة الشعب الجزائري، لأن اللقاءات الموازية وتصيد الفرص أو المناصب التي تتم في الأوراسي لن تأتي بنتيجة”.

وأعاب المتحدث حديث الإبراهيمي المتكرر عن صحة بوتفليقة لافتًا ” إذا كان بوتفليقة يتمتع بقدرات عقلية تساوي مئة بالمائة كما يتحدث الإبراهيمي كيف يعلن بأنه لم ينو الترشح للعهدة الخامسة، بينما جرى الإعلان عن ترشحه ووضع ملفه في المجلس الدستوري”.

وهنا يؤكد المحامي والناشط الحقوقي “هذا يعني أن جماعة تتصرف بإسمه، وإذا كان الرئيس في وعيه كما يقول الإبراهيمي يتعين على بوتفليقة أن يتابعهم قضائيًا لأن هذا تزوير واستعمال المزور. ليس هذا فقط، كيف يمكن لمدير حملة بوتفليقة السابق عبد المالك سلال ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد أن يتحدثا على استعمال السلاح ضد المتظاهرين، أليس هذا اعتداء على أمن الدولة، إذا كان الرئيس على علم بما يجري، لماذا لم يتم متابعتهما. في هذه الحالة أعتقد أن الإبراهيمي ليس في وعيه وليس بوتفليقة”.

وعليه، دعا مقران آيت العربي، “النظام إلى الرحيل قبل فوات الآوان لأن الشعب قد يغلق الأبواب غدًا في وجه هؤلاء ويطالب بمحاسبتهم”، ويعني برحيل النظام، كل الأشخاص الذين مارسوا سلطة تنفيذية منذ عام 1962، وتورطوا في الفساد والرشوة سواء كانوا من السلطة أو المعارضة.

حراك القضاة

مقران آيت العربي، تطرق إلى ظاهرة خروج القضاة إلى الشارع وبالقول إنهم تعرضوا أيضًا لضغط كبير من السلطة. فقبل تعيينهم، يتم استجوابهم من قبل أجهزة المخابرات حول أشياء غير مقبولة. صبروا لسنوات، رغم تألمهم لأن هناك الكثير من النزهاء في السلك ولا يوجد الفاسدين فقط. اليوم هؤلاء تمردوا على السلطة وأثبتوا أنهم بحاجة إلى حكم القانون “، يوضح المتحدث.

أما بالنسبة لوقفات المحامين في الشارع، فيقول آيت العربي” المحامون كانوا يدافعون عن الشعب في المجالس لكن عندما قرر الخروج إلى الشارع فدوره أصحاب الجبة السوداء التواجد معه للدفاع عن حقوقه وحرياته” ليختم المحامي البارز “سنبقى في الشارع ونواصل الثورة الشعبية السلمية”.

اقرأ المزيد