مغارة أوقاس العجيبة… رحلة رائعة بـ 13 صورة لاكتشاف جوف الأرض

مغارة أوقاس العجيبة… رحلة رائعة بـ 13 صورة لاكتشاف جوف الأرض - الجزائر

تعتبر بجاية من بين المناطق السياحية الفريدة من نوعها على المستوى الوطني، التي تتوفر على مؤهلات سياحية جد معتبرة بمناظرها الطبيعية الخلابة وبشواطئها المتميزة وهي التي تزخر أيضا بآثار تاريخية تعود بكل من يقصدها إلى حقبة تاريخية جد بعيدة وقرون طويلة عبر الزمن.

توجد ببلدية أوقاس في بجاية، مغارة ذات الطابع الكارستي تحت الأرض لم يتم تصنيفها بعد ضمن التراث الوطني، التي تم اكتشافها بالصدفة من طرف عمال شركة دولية إيطالية-إسبانية خلال سنة 1962م مباشرة بعد استقلال الجزائر خلال إنجاز أشغال شق نفق أوقاس الذي طوله 90 مترا لفتح الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين مدينة بجاية ومدينة جيجل.

وأثناء القيام بأشغال الحفر، تبيّن للعمال وجود حفرة تنبعث منها برودة شديدة، وبعد دخولهم وجدوا أن هناك مغارة طبيعية كبيرة، تتوفر على الكثير من صواعد الكهوف ونوازل الكهوف، وعلى مسار طويل وعلو معتبر

قد تم إغلاق وإهمال هذه المغارة بعد اكتشافها طيلة عشرين سنة إلى غاية عام 1982م، أي أن بداية الثمانينيات قد سمحت بالقيام بحملة تنظيف وتهيئة للمغارة بأمر من السلطات المعنية في ولاية بجاية بغية تحويلها إلى مكان سياحي، حيث تم تزويدها بالإنارة الكهربائبة وخلق الأروقة والمسالك لتسهيل العبور بين ممراتها الصعبة.

 

وتم افتتاح المغارة بعد عامين من الأشغال خلال موسم 1984م أمام آلاف الزوار يوميا

تقع “مغارة أوقاس” عند مدخل مدينة أوقاس بجانب نفق أوقاس الكبير الذي يفتح أبوابه نحو الدهاليز المتشابكة بين أروقة عمق جبل يما تادرارت والتي تسمى بالمغارة العجيبة بأوقاس.

وتسمح هذه المغارة لكل إنسان بالقيام برحلة إلى أعماق الأرض ليكتشف ما تخفيه من أسرار وعجائب، وبقدر ما تثير الرعب والخوف في النفوس بقدر ما تبعث فيها الدهشة.

وبما أن عمر هذه المغارة يصل إلى 45 مليون سنة، فهي مكان ملائم للدراسات الجيولوجية المختلفة.

تتميز “مغارة أوقاس” بكون درجة الحرارة داخلها ثابتة طوال أيام السنة، إذ تستقر عند معدل 17 درجة حرارة مئوية.

وهذا الاستقرار الحراي شتاء وصيفا يسهل عملية زيارة المغارة على مدار العام.

تقع داخل “مغارة أوقاس” في أسفلها وأعلاها عجائب كبيرة وغريبة، وهي تماثيل غريبة تصنعها الآلاف من صواعد الكهوف ونوازل الكهوف التي تتشكل من مادة كلسية تتسرب من أعلى جبل يما تادرارت عبر مياه الأمطار.

فهناك شكل أسد في عرينه، وقرود فوق أغصان الأشجار، وذاك فأر، وتمساح يلتهم عجلا، وضيوف كثر في عرس كبير يتوسطهم عريس وعروس، وتلك الملكة الحزينة، وعلى بعد أمتار منها ملكة أخرى ترفع تاجها الذهبي للتعبير عن فرحة كبيرة لتغلبها على جيش الملكة الأخرى، وذاك نفر من الجند المشاة ووراءهم فرسان على خيلهم.

وهناك تماثيل على شكل مقبرة جماعية، وكذا منطقة تحمل شكل الصوف، إلى جانب أشكال مختلفة تشبه البصلة السيسائية مصحوبة بعمود فقري، أو شكل بطيخة متوسطة الحجم، حيث أن تشكل سنتيمتر واحد من صواعد الكهوف ونوازل الكهوف داخل المغارة قد يأخذ قرابة 100 سنة

يوجد داخل “مغارة أوقاس” مجرى مائي يسمى “نهر الأماني والتمنيات”، هو على شكل بحيرة فيها ماء صاف وتظهر في عمقها بضع قطع نقدية.

وهناك أسطورة تقول بأن هذه البحيرة تحقق الأماني بشرط رمي بعض النقود.

وهذه البحيرة الصغيرة مملوءة بالمياه التي تطفو على سطحها قطع نقدية من مختلف الأصناف، قام برميها زوار المغارة، حيث يقومون برمي قطع نقدية داخلها ويتمنون أمنيات سرية، إلا الأطفال الصغار فهم يفصحون عن أمانيهم عند رمي القطع النقدية داخلها، ويقوم القائمون على المغارة بجمع هذه القطع النقدية كل خمسة أيام وتقدم لإحدى الجمعيات الخيرية بالمنطقة، قصد استغلالها في نشاطاتها الخيرية.

سميت هذه البحيرة ب”بحيرة الأمنيات”، وهذا الاسم تم إطلاقه عليها نسبة إلى الجبل الذي تقع تحته المغارة، والذي يحمل اسم “جبل يما تادرارت”، وهو يحمل في شكله الخارجي شكل امرأة تقف فوق رأس الجبل، كما أن سكان المنطقة منذ سنوات خلت، اعتادوا على الاحتفال برأس الجبل، بإقامة “الوزيعة”، وهي عادات ألفها سكان منطقة القبائل.

يوجد داخل “مغارة أوقاس” مرتفع هجري يسمى “الهضبة التعيسة” التي توجد أسطورة مفادها منع النظر إليها كونها تجلب النحس.

يوجد داخل “مغارة أوقاس” ممر ضيق جدا يضطر كل واحد من الزوار إلى الخضوع لمبدأ الصف الهندي قبل أن يحطوا الرحال في قاعة حجرية على شكل استوديو صغير تنبعث منه قطع موسيقية كلاسيكية رائعة لبتهوفن وموزار يصنعها أحد المرشدين بالضرب على إحدى الصواعد بقطعة حجرية صغيرة يملأ لحنها كل المكان.

احتلت “مغارة أوقاس” إحدى المراتب الثلاثين من عجائب الدنيا المرشحة خلال عام 2010م بإسبانيا.

يتأسف القائمون على تسيير المغارة والزوار لعدم تصنيفها ضمن التراث الوطني الجزائري، حيث ما تزال تُسير من قبل المجلس الشعبي البلدي لبلدية أوقاس، لذا يتم اعتماد إجراءات صارمة في منع الزوار من تصويرها، لأنه لم يتم تصنيفها بعد، ويمكن استغلال الصور التي تؤخذ من داخلها في الجانب التجاري.

كما يطالبون بضرورة النظر لها بعين الاهتمام، حتى يتم تصنيفها ضمن التراث الوطني الجزائري، بالنظر إلى الميزات التي تتوفر عليها، وبالإمكان استغلالها بشكل جيد في تنشيط السياحة على مستوى المنطقة، شأنها شأن كافة المكاسب الطبيعية التي تزخر بها السياحة في الجزائر

يعرف عدد زوار “مغارة أوقاس” تزايدا كل سنة، حيث يصل يوميا في موسم الاصطياف إلى ما يفوق 3 آلاف زائر، وهو العدد المرشح للارتفاع، حيث يقوم الزائر باكتشاف زوايا المغارة التي تتربع على مساحة تقدر بحوالي 400 متر مربع، كما يجوب زواياها رفقة دليل سياحي على مسافة 450 مترا

اقرأ المزيد