مظاهرات 17 أكتوبر 1961 نقلت الثورة إلى عقر دار المحتل الفرنسي

بومرداس  – قال المجاهد غفير محمد المدعو “موح الكليشي” و هو أحد مناضلي فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا و من بين منظمي مظاهرات 17 أكتوبر 1961, أن  المظاهرات السلمية التي قادتها فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا نقلت الثورة ضد المحتل من الجزائر إلى عقر داره بالعاصمة باريس.

وجاء في شهادة المجاهد البالغ من العمر 92 سنة, أمام أساتذة و طلبة كلية التكنولوجيا بجامعة أحمد بوقرة ببومرداس في إطار إحياء الذكرى ال 61 لمظاهرات 17 أكتوبر 1961, أن جبهة التحرير الوطني قررت نقل الثورة إلى عقر دار المحتل مع بداية الستينات من القرن الماضي, وتبع ذلك نقل مكتب فيدرالية جبهة التحرير الوطني من فرنسا إلى ألمانيا ومواصلة العمل من هناك, تحت قيادة المجاهد المتوفي عمر بوداود, كإجراء “إحترازي”.

و روى المجاهد غفير, و هو أحد أبرز منظمي و صناع مظاهرات 17 أكتوبر 1961 وكان مسؤولا في ناحية جنوب فرنسا, أن قرار نقل الثورة الى الأراضي الفرنسية “استجاب له و تفاعل معه مئات الألاف من المغتربين الجزائريين بفرنسا و بعدد من الدول الأوروبية, حيث لبوا طواعية نداء المشاركة في أول عمل برمج في هذا الإطار والمتمثل في المظاهرات السلمية التي نظمت بتاريخ 17 أكتوبر1961 .

وأضاف أن هذه المظاهرات السلمية انطلقت من المناطق الفقيرة المحيطة بمدينة باريس نحو ساحاتها و شوارعها العمومية, بالرغم من حظر التجوال الذي فرضه السفاح و العنصري, ضابط الشرطة, “موريس بابون” ابتداء من الساعة الثامنة ليلا على الجالية الجزائرية دون الجاليات الأخرى, مع تجنيد الآلاف من عناصر الأمن من أجل قمع المظاهرة.


إقرأ أيضا:  17 أكتوبر 1961: جرائم غير معترف بها من قبل فرنسا الرسمية ومجازر شاهدة على بشاعة الاستعمار


وتذكر المجاهد كيف شنت الشرطة الفرنسية قبيل و بعد إنطلاق هذه المظاهرة السلمية, حملة قمع استثنائية ضد المغتربين الجزائريين من خلال القنابل المسيلة للدموع واعتقال عشرات الألاف منهم ونقلهم إلى مراكز التعذيب و من ثمة إعادة تهجير العديد منهم نحو الجزائر, دون أن ينسى كيف ازداد القمع وحشية برمي المئات من المتظاهرين أحياء في نهر السين بعد تكبيلهم.

واعتبر المتحدث هذه المظاهرات “مفصلية وبمثابة نقطة تحول كبيرة في مسار الثورة التحريرية” كونها, كما أضاف, “أكدت التلاحم بين الشعب و قيادة جيش و جبهة التحرير الوطني داخليا و خارجيا وإعلام الرأي العام بأن الثورة هي ضد المحتل و ليس الشعب الفرنسي, إضافة إلى المساهمة في تدويل عدالة القضية الجزائرية في المحافل الدولية و التعجيل بمفاوضات جدية مع المحتل”.

وجاء في شهادة نفس المجاهد أن مظاهرات 17 اكتوبر 1961 كانت “آخر المعارك الكبرى التي قادها الشعب الجزائري ضد المحتل, إذ تلتها أحداث مفصلية أخرى تتمثل في المفاوضات الجدية بين الطرفين التي توجت باسترجاع السيادة الوطنية”.

و بالمناسبة, حث المجاهد محمد غفير, الطلبة و المهتمين بتاريخ الثورة التحريرية على ضرورة تدارك النقائص المسجلة في المجال و الاهتمام بكتابة و تدوين شهادة الفاعلين و صناع الأحداث المفصلية في مسار تحرير الجزائر.

للإشارة فان المجاهد “موح الكليشي” الذي هو من مواليد منطقة كنزات بولاية سطيف, تلقى تكوينه السياسي داخل صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية و أعتقل سنة 1955 في سن أل 21 بالجزائر العاصمة من أجل الالتحاق بالخدمة العسكرية ليفر خلال نفس السنة و يسافر إلى فرنسا اين التحق بصفوف جبهة التحرير الوطني.

وألقي القبض عليه سنة 1958 و حكم عليه بثلاثة سنوات سجنا, و أطلق سراحه سنة 1961 ليعاود ممارسة نشاطه السياسي بفدرالية بجنوب فرنسا وأصبح بعدها مسؤولا بناحية الولاية الأولي (جنوب فرنسا) و يعد من أبرز منظمي مظاهرات 17 أكتوبر 1961 بباريس .

اقرأ المزيد