في خطوة تعكس تطور العلاقات الاقتصادية بين الجزائر ومصر، استقبل وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، لخضر رخروخ، السفير المصري بالجزائر، مختار وريده، في لقاء هام بحثا فيه سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال البنية التحتية، لاسيما في قطاع السكك الحديدية. وحضر اللقاء الذي جرى في مقر وزارة الأشغال العمومية، إطارات مركزية من الوزارة بالإضافة إلى المديرين العامين للوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية “أنسريف”، والمجمع العمومي لإنجاز السكك الحديدية، وذلك في سياق سعي الجزائر لتطوير بنيتها التحتية وتوسيع آفاق التعاون مع مصر في هذا القطاع الحيوي.
التعاون المصري الجزائري في مجال البنية التحتية: فرص واعدة للمستقبل
خلال اللقاء، أعرب السفير المصري عن رغبة الشركات المصرية، خاصة شركة “المقاولون العرب”، في المشاركة في البرنامج الوطني للاستثمارات العمومية الذي تطلقه الجزائر في مجال السكك الحديدية. وأكد أن الشركات المصرية تطمح للاستفادة من الفرص الكبيرة التي توفرها الجزائر في هذا القطاع الحيوي، لا سيما في ظل المشاريع الضخمة التي تعمل الحكومة الجزائرية على إنجازها في مجال البنية التحتية والنقل.
من جانبه، استعرض وزير الأشغال العمومية، لخضر رخروخ، التجربة الجزائرية المتميزة في إنجاز مشاريع البنية التحتية، وخصوصًا في مجال السكك الحديدية والنقل الموجه. وأشار إلى البرنامج الوطني للاستثمار في هذا المجال، والذي يشمل مشاريع ضخمة تهدف إلى تطوير وتوسيع شبكة السكك الحديدية في مختلف أنحاء الجزائر، بالإضافة إلى مشاريع النقل الموجه التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية للنقل الحضري.
شراكة استراتيجية بين الجزائر ومصر في قطاع المنشآت القاعدية
في إطار هذا اللقاء، أشاد السفير المصري بالتجربة الجزائرية في مجال إنجاز مشاريع البنى التحتية الكبرى، وأعرب عن رغبة الشركات المصرية في تعزيز الشراكة مع الجزائر في مشاريع السكك الحديدية والنقل الموجه. وأكد أن شركة “المقاولون العرب” تسعى إلى تكوين شراكة استراتيجية مع الشركات الجزائرية في هذا المجال من خلال إنشاء تجمع مشترك يساهم في تنفيذ مشاريع كبرى داخل الجزائر، وكذلك خارج حدودها.
كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجال الأشغال العمومية، والعمل على بناء شراكات اقتصادية قوية في هذا القطاع. وتناول الجانبان أهمية تبادل الخبرات والتجارب في مجالات السكك الحديدية والنقل الموجه، مع التركيز على تدريب المهندسين والإطارات في هذه القطاعات الحيوية. وفي هذا الصدد، تم الاتفاق على تنظيم زيارات تبادلية بين الأطراف المعنية من أجل تعزيز التعاون وتبادل المعرفة الفنية والتقنية.
الطريق نحو تعزيز التعاون في مجالات النقل والبنية التحتية
في أعقاب زيارة رئيس الجمهورية الجزائرية إلى مصر في أكتوبر الماضي، أعرب الطرفان عن اعتزازهما بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، وحرصهما المشترك على توسيع دائرة التعاون في مجال الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية. وفي هذا السياق، تم التأكيد على أن الجزائر ومصر سيعملان معًا على دفع آفاق التعاون المشترك في هذه المجالات الحيوية، مع الاستفادة من الخبرات والتجارب المتبادلة بين الجانبين.
وفي هذا الإطار، ستساهم الشراكة بين الجزائر ومصر في تعزيز قدرة البلدين على تنفيذ مشاريع كبيرة في مجالات النقل والبنية التحتية، بما يعود بالنفع على الاقتصادين الجزائري والمصري. كما سيسهم التعاون في هذه المشاريع الضخمة في فتح آفاق جديدة للمستثمرين والشركات في كلا البلدين، مما يعزز التعاون العربي في مجال البناء والتشييد.
تعد زيارة السفير المصري إلى الجزائر خطوة هامة نحو تعزيز التعاون بين البلدين في مجال السكك الحديدية والمنشآت القاعدية، وتعكس التزام الجزائر بتطوير بنيتها التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع. مع التأكيد على أن المرحلة المقبلة ستكون مليئة بالفرص لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجزائر ومصر في مجالات متعددة، مما يساهم في نمو وتقدم البلدين في مجال النقل والمشاريع الكبرى.
وهران: افتتاح الصالون الدولي للصناعة والبنية التحتية للسكك الحديدية