مشروع لإعتماد الدينار الجزائري في تونس ومكاتب صرف على بالحدود - الجزائر

مشروع لإعتماد الدينار الجزائري في تونس ومكاتب صرف على بالحدود

3 ملايين سائح جزائري خلال 2019
بين مناظر طبيعية خلابة وشواطئ ساحرة ونزل تتدرج من تلك الملبية لطلبات الفئات متوسطة الدخل إلى الفنادق السياحية الفاخرة ومراكز “الطالاسو” والاستشفاء بمياه البحر، يستقبل “التوانسة” الوافدين إلى سوسة والحمامات والمنستير بابتسامة عريضة وترحاب واسع، فتونس تلبي طلبات جميع السياح في العالم على اختلافهم وتنوعهم.

أصبح الاستشفاء بمياه البحر، قبلة هامة للجزائريين الذين يتوافدون على عدد من المدن والمناطق السياحية التونسية، إذ تستقطب مراكز “الطالاسو” عددا كبيرا من السياح خلال موسمي الشتاء والربيع.

ومكنتنا الجولة المنظمة من طرف ديوان السياحة التونسي في الجزائر لعدد من المدن السياحية التونسية والتي شملت صحفيين جزائريين رفقة بطل العالم في رياضة كمال الأجسام الجزائري فيصل ميهوبي، من التعرف عن كثب على سياحة العلاج بمياه البحر والتدليك بالجارة تونس، والتي تحتل المرتبة الثانية عالميا بعد فرنسا.

الجناح الرئاسي الأكبر في العالم.. وزبائن فوق العادة
ويحظى فندق صدر بعل ـ 5 نجوم ـ بمدينة حمامات الياسمين بالخدمات الأكثر فخامة والزوار “vip” خاصة وأنه يضم أكبر جناح رئاسي في العالم على مساحة 1500 متر مربع من إجمالي مساحة 6 هكتارات للفندق، حيث استقبل هذا الجناح المكون من 5 غرف، والذي يتسع لـ10 أشخاص شخصيات ورؤساء دول على غرار معمر القذافي وبشار الأسد وأمراء الخليج وفنانين مثل الشاب خالد وأنجلينا جولي ومايكل جاكسون وماريا كاري وأنطونيو بانديراس وشخصيات راقية جزائرية، وفقا لمدير الفندق سمير نصير، حيث فضل هؤلاء تونس على وجهات سياحية أخرى في العالم.

ويقول نصير لـ”الشروق”، “أن الفندق يتميز أيضا بلوحاته الفنية الشهيرة المنتشرة عبر جدرانه وأسقفه، إذ يضم 2500 لوحة، لرسامين عالمين”، كما يضم الفندق مسابح داخلية وخارجية وأحد أكبر مراكز الاستشفاء بمياه البحر بإفريقيا.

“طالاسو”.. الحمامات وسوسة والمنستير الأكثر طلبا
استقبلت تونس خلال 2019 قرابة 3 ملايين سائح جزائري، منهم عدد كبير من الذين يفضلون سياحة الاسترخاء والمعالجة بمياه البحر، لاسيما أصحاب الأمراض المزمنة والذين يعانون الإرهاق والضغط النفسي، إذ تتوفر الفنادق التونسية على كافة وسائل الراحة، ويقول مهدي كجيدة، رئيس مركز الاستشفاء بمياه البحر بفندق جاز تور خلف ـ 5 نجوم ـ بسوسة، أن الفندق الذي يمثله يستقبل 100 حالة في اليوم، من مختلف الجنسيات منهم جزائريون وفرنسيون وسويسريون وألمان بسعر يتراوح بين 500 إلى 1000 دينار تونسي، أي بين 35 ألفا و70 ألف دينار جزائري، للإقامة لمدة 7 أيام، والاستفادة من كافة خدمات الاسترخاء من الحمام والتدليك بماء البحر والعناية بالجسم، وهو ما من شأنه القضاء على أمراض العصر يتقدمها القلق والتوتر، هذا ويضم الفندق 520 غرفة و11 جناحا عاديا و14 جناح بريستيج ومسبحا ساخنا وقاعة العناية بماء البحر وقاعة “هيدرو ماساج” ومرافق أخرى.

في حين يقترح فندق “روايال” ـ 5 نجوم ـ المتواجد بمدينة المنستير الهادئة خدمات الاسترخاء والراحة أيضا والتي تتضمن كافة العلاجات بمياه البحر من حمام وتدليك وعناية بالشعر والبشرة والجسم وخدمات جاكوزي، حيث يتمتع الفندق بواجهة بحرية ساحرة تجعله يتمتع بطلب واسع من قبل الجزائريين.

مشروع خط جوي بين الجزائر ومطار النفيضة
ومن بين النقاط التي لا تزال بحاجة إلى دراسة دقيقة ومراجعة بشأن إنعاش السياحة الجزائرية بتونس، استحداث خط جوي مباشر بين مطار الجزائر هواري بومدين الدولي ومطار النفيضة الذي يبعد بحوالي 20 دقيقة عن مدينة الحمامات ونفس التوقيت تقريبا عن منطقة سوسة السياحية، وهو المشروع الذي تدرس كيفية تجسيده في القريب العاجل شركة الطيران “الياسمين”.

ويقول بشأن المشروع في حديث لـ”الشروق”: “فتح خط مباشر وتنظيم رحلات بين الجزائر ومطار النفيضة سيحل مشكلة النقل، فالسائح الجزائري سيكون أكثر ارتياحا، حيث لن يضطر إلى النزول بمطار قرطاج وقضاء ساعة من الزمن لبلوغ الحمامات أو سوسة”، مضيفا “طرحنا المشروع على مسؤولي قطاع السياحة هنا في تونس ويرتقب تجسيده قريبا”.

مشاريع تنتظر التنفيذ
ومن بين المشاريع محل دراسة ونقاش قطاع السياحة في تونس، إمكانية فتح مكاتب صرف لتحويل العملة على الحدود الجزائرية التونسية، حيث يتم مناقشة الملف بشكل رسمي وبالتنسيق مع السلطات الجزائرية، كما يتم دراسة اعتماد الدينار الجزائري رسميا كعملة للبيع والشراء في السوق التونسية، ويقول في هذا الإطار ممثل مرسى القنطاوي بسوسة الذي يحتفل بـ40 سنة من الوجود المولدي ضيف الله أن السلطات التونسية وبالتنسيق مع الإخوة الجزائريين تسعى لاعتماد رسميا الدينار الجزائري بتونس، وأيضا فتح مكاتب صرف على الحدود.

ويتربع مرسى القنطاوي الذي أخذ تسميته من الولي الصالح “سيدي القنطاوي” على مساحة من المياه تعادل 4 هكتارات محاطا بالمركب العقاري والتجاري “ديار البحر”، حيث يحتل تصنيفا عالميا كما يحظى خليج القنطاوي بالمرتبة الأولى إفريقيا ويتسع المرسى لـ340 يخت من مختلف الأحجام في حين يستقبل الميناء 30 ألف سائح يوميا خلال فصل الصيف، كما أن 80 بالمائة من الوافدين الأجانب عليه جزائريون، ويضم المرسى ملعبا للغولف والمركب العقاري “ديار الحدائق” والمنتزه الترفيهي “حنبعل بارك”، ودخل ميناء القنطاوي حيز الخدمة بتاريخ 30 ماي 1979 باستثمارات بين مصر وصندوق أبو ظبي.

احتياطات بالمطارات لمنع “كورونا”
واتخذت السلطات التونسية أيضا سلسلة من الإجراءات الاحترازية بعد تفشي فيروس كورونا القادم من الصين عبر عدد من الدول، لمنع دخوله التراب التونسي وتفشيه في أوساط السياح، الذين يمثل الجزائريون أغلبيتهم.

ويكشف مسؤول السياحة بمنطقة حمامات الياسمين خالد غلوية المحافظ الجهوي للسياحة، في حديث لـ”الشروق” عن إتخاذ كافة الإجراءات عبر المطارات ومناطق الدخول والخروج من تونس، لقياس درجة الحرارة، ومنع انتشار الفيروس، ومنع تنقله مع السياح الوافدين إليها من كافة بقاع العالم، قائلا “مطاراتنا آمنة واتخذنا عبر كافة نقاط العبور سلسلة إجراءات لكشف أية حالة إصابة مسبقا، ولدينا التجهيزات اللازمة لذلك، وتم تجنيد كافة أعوان المطارات لهذا الغرض، فلا خوف على السياح الجزائريين أو غيرهم”.

مساع لجعل الجزائر ضيف شرف “كرنفال ياسمين الحمامات”
ويرتقب عودة “الكرنفال الدولي لياسمين الحمامات” في طبعته السابعة بداية من الـ21 مارس المقبل إلى غاية 23 مارس 2020، حيث سيشهد هذا الحدث تظاهرات فنية كبرى وزيارة أزيد من 1000 مشارك من مختلف بقاع العالم، من فئة الفنانين وأصحاب الوكالات السياحية والفرق الغنائية وفاعلي قطاع السياحة والفن، عبر عدد من الدول من أوروبا وتونس، وفقا لما يؤكده مسؤول الاستغلال بالمدينة وليد درويش، الذي صرح لـ”الشروق” أن المهرجان سيحتفل بعروض متنوعة ستحيي الأجواء الربيعية، وتبعث نفسا جديدا من الفن والإبداع بمدينة حمامات الياسمين بصفة خاصة وتونس ككل بصفة عامة، قائلا “نسعى لأن تكون الجزائر ضيف شرف المهرجان ونتمنى أن يتحقق ذلك”.

وفي ختام الزيارة التي دامت 6 أيام، كشف بطل العالم لكمال الأجسام فيصل ميهوبي عن اختياره تونس لتكون موطن تربصه المقبل بين شهري سبتمبر وأكتوبر 2020، قبل التنقل إلى المنافسة العالمية لكمال الأجسام والسعي لحصد ألقاب جديدة تضاف إلى رصيده، بعد ما استطاع الظفر بـ17 ميدالية، ويكون أول جزائري يتحصل على بطاقة الاحتراف في صنفه، ويقول ميهوبي لـ”الشروق”: “تلقيت ترحابا واسعا من طرف الإخوة التونسيين وعروضا ممتازة جعلتني أختارها دون تردد”.