مشروع جزائري-أممي لتأهيل الغابات المحترقة: برنامج مثمر في تعزيز التعاون الدولي لحماية البيئة

مشروع جزائري-أممي لتأهيل الغابات المحترقة: برنامج مثمر في تعزيز التعاون الدولي لحماية البيئة

تيبازة – أبرز مشاركون في فعاليات ورشة لإختتام مشروع جزائري-أممي “لتأهيل الغابات المحترقة منذ سنة 2021″، نظمت يوم الأربعاء بتيبازة، أهمية تعزيز جهود التعاون الدولي لمواجهة الكوارث البيئية و حماية الفضاءات الطبيعية لما لها من دور بالغ الأهمية في المحافظة على الأنظمة الايكولوجية.

و في هذا الصدد، قال المدير العام للغابات، طواهرية جمال، أن هذا البرنامج المستعجل جاء بمبادرة من برنامج الأمم المتحدة للتنمية بالتنسيق مع المديرية العامة للغابات و بمساهمة سفارتي هولندا و بريطانيا في الجزائر، في إطار اتفاقيات التعاون الدولي و ذلك في الفترة الممتدة بين ديسمبر 2021 و مارس 2023، لدعم الاستراتيجية الجزائرية لمكافحة حرائق الغابات أي عقب تسجيل خسائر فادحة في حرائق الغابات و التي أسفرت عن تسجيل خسائر بشرية في صيف 2021، إلى جانب الخسائر في الثروة الحيوانية و الطبيعية.

و أضاف المتحدث أن البرنامج الذي مس 10 ولايات نموذجية و هي الشلف و عين الدفلى و تيبازة و البويرة و تيزي وزو و بجاية و جيجل و سكيكدة و خنشلة و قالمة، يهدف لدعم إعادة التأهيل و استعادة المناظر الطبيعية للغابات المحترقة، من خلال تصحيح مجاري المياه ودعم الجمعيات التي تعنى بالشؤون البيئية.

و ثمن السيد طواهرية مجهود البرنامج الاممي الإنمائي و مساهمة سفارتي هولندا و بريطانيا في إنجاحه، واصفا المشروع ب”أداة من أدوات التنمية المستدامة” التي تعمل الحكومة الجزائرية على تعزيزها من خلال إستراتيجية وطنية خاصة بمكافحة حرائق الغابات و المحافظة على هذا الوسط الطبيعي و العمل دوريا على إعادة تأهيله و حمايته بتنويع الادوات و الوسائل و استحداث الحلول التكنولوجية الذكية للوقاية من حدوث كوارث.

و أشار إلى أن الجزائر أحصت خسائر تقدر بمعدل 32 الف هكتار من الغابات سنويا خلال العشرة سنوات الماضية مما تسبب في خسائر للغطاء النباتي و في الثروة الحيوانية و المحاصيل الزراعية مما دفع بالحكومة لاتخاذ جملة من التدابير لتعويض الفلاحين و المربين و اعادة غرس الاشجار بتلك المساحات التي أتت عليها الحرائق لافتا إلى أن حراىق صائفة 2021 بلغت أكثر من 90 الف هكتار من الغابات فضلا عن الخسائر البشرية و الاضرار السوسيو-اقتصادية.

من جهتها، جددت الممثلة المقيمة الدائمة لمكتب الأمم المتحدة الإنمائي في الجزائر، بلايرتا أليكو، “الإلتزام الدائم للبرنامج الأممي بمواصلة دعم الحكومة الجزائرية في تحقيق أهدافها التنموية وجهودها المستمرة لحماية البيئة والموارد الطبيعية في الجزائر”.

و أكدت ضرورة “مواصلة دعم الجهود الجزائرية في مكافحة حرائق الغابات على غرار الوقاية و ابتكار الوسائل المتطورة”، مبرزة ان المكتب الاممي يسجل أهمية مكافحة حرائق الغابات في الجزائر قبل أن تصف المشروع ب “المثال الجدير بالاهتمام” الذي يبرز مدى “التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه التعاون الدولي في حل مختلف التحديات البيئية”، مؤكدة في ذات الوقت أهمية الثروات الطبيعية في الجزائر.

و إسترسلت قائلة: “تشكل حرائق الغابات في الوقت الراهن و التي تتسبب ايضا الظروف المناخية القاسية أحيانا في تفاقمها، تحديا كبيرا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث تشكل هذه الموارد الطبيعية خزانا بالغ الأهمية للنظم الإيكولوجية لبلدان المنطقة” فضلا عن اهميته السوسيو-إقتصادية.

و سمح المشروع الجزائري-الأممي بترميم أكثر من 1650 هكتارا من المناطق الغابية المتضررة من خلال معالجتها بطرق علمية حديثة الى جانب غرس وإعادة تشجير 1396 هكتارا بالتنسيق مع 58 جمعية مجتمع مدني و بعث مشاريع للحد من المخاطر المتعلقة بالفيضانات داخل الغابات الى جانب استخدام أدوات مبتكرة لاسيما من خلال تطوير منصة “تشجير” التي تهدف إلى تسهيل رسم خرائط مناطق إعادة التشجير بهدف تعزيز عمليات إعادة التشجير المستدامة وزراعة النباتات والأشجار باستعمال كميات جد قليلة من المياه.

و شارك في أشغال هذه الورشة إلى جانب الخبراء و المختصين، سفيرة هولندا بالجزائر السيدة، جانا فان دار فالد، و كذا سفيرة بريطانيا السيدة، شاران وليد، حيث أبرزتا مدى إلتزام بلديهما بالانخراط في شتى المبادرات الرامية لحماية البيئة و استعدادهما لتقديم الدعم التقني و الفني لمكافحة حرائق الغابات و من ثمة المحافظة على فضاء طبيعي نقي.